المرحلة العمرية ما بين الـ 15 – 18 بطبيعة الحال تكون غالباً هي المرحلة الثانوية للعديد من الطلبة والطالبات، وهي المرحلة التي يكونوا فيها أكثر نشاطاً ومشاكسة، فتمتلئ على إثر ذلك المدارس بالعديد من الحكايا والمغامرات ما بين الإيجابية التي تحتاج إلى تعزيز، والسلبية التي تحتاج إلى توجيه.
وفي "تويتر" نشط ترند بمسمى #مصيبه_عملتها_في_ثانوي حمل العديد من التغريدات الطريفة التي تعكس حب هذه المرحلة العمرية للمغامرات، وتظهر الطاقة التي تملؤهم.
كان من أبرز التغريدات طالبة تقول: (مصيبة عملتها بالثانوي إني رشيت على وكيلتنا موية).
و"خجل" قالت: (جبت ضب صغير أخوّف فيه المعلمات، وربي قامن يبكن الخوافات).
"شروق الجهني" قالت: (قبل شهرين حطيت على طاولة الأبله جراده وقامت تصرخ، بس كنت بغيّر جو الحصة).
طرحنا موضوع الترند على الأستاذ "خالد تركستاني" – معلم للمرحلة الثانوية – الذي تفاعل معنا وأخذ يحكي لنا قصصاً عدّة لطلاب مدرسته من بينها قال: كان هناك طالب نادراً ما يكمل الدوام إلى الحصة السابعة الأخيرة، لنكتشف أنه كان يهرب من نافذة فصله بالدور الثاني ثم يتسلق سور المدرسة إلى الشارع ويسرع هارباً.
ويستمر "تركستاني" في سرد الحكايا ضاحكاً: لكون هذه المرحلة يكون فيها الطلاب في أوج مشاكستهم وأيضاً خصب تفكيرهم، إدارة المدرسة كانت تقوم بالتفتيش المستمر على أجهزة الجوال وإيقاف الطلاب المخالفين بجلبه، فكانت حيلة هؤلاء الطلاب هي وضع الجهاز داخل السروال الداخلي، وبذلك لا يجرؤ أحدٌ على لمسه فيها. وقصة أخرى حكاها قائلاً: في إحدى حصصي سألت إحدى الطلاب عن القانون الفيزيائي - قانون حفظ المادة ، فوقف و قال مشاكساً لي :متابعة الأستاذ في الحصة ومراجعة الدرس وحل الواجب.
الأستاذة حبيبة الشعيبي – معلمة للمرحلة الثانوية – حكت لنا عدة مشاكسات كنّ الطالبات يفتعلنها معها بغرض الضحك وإضفاء على الفصل روح "الأكشن" وإحراجها بحد تعبيرها وصلت إلى أذيتها وإزهاق روح بتصرفٍ غير مسؤول، وعن التفاصيل قالت: عندما كنت في الشهور الأولى من حملي، وفي سيري للدخول إلى الفصل لاحظت وجود سائل على مدخل الفصل، وأحمد الله أني كنت متيقظة ولم أسر عليه، لأنه إن حدث ذلك سيحدث مالا يحمد عقباه، وبعد تفحّص السائل وجدنا أنه "فيري" سائل غسيل الصحون. وأكملت حديثها قائلة: أيضاً في فترة حملي كانت بعض الطالبات يتعمدن إحضار "بصل" ويضعنه بالفصل رغبةً في أن لا أحتمل وأخرج من الفصل لأستفرغ، وبذلك يتخلصن من الحصة.
توجهت "سيدتي" إلى الأخصائي النفسي الدكتور "عبد المنّان بار" ليحلل لنا من الناحية النفسية تصرفات الطلاب من الجنسين في هذه المرحلة فقال: لكونهم في مرحلة المراهقة عادة ما يبحث الطلاب عن ذواتهم فتصدر منهم هذه السلوكيات المغامِرة دون التفكير في النتائج والعواقب بهدف أن يركز من حوله عليه ويكون محور للإهتمام والرعاية لمن حوله.
ووضح أنه دائماً ما يكون الطلاب المراهقين في هذه المرحلة مساندين متعاونين لبعضهم خاصةً إذا السلوك الصادر مضحك ومرفّه مع الحرص أن لا يقع صديقهم الذي ارتكب التصرف تحت طائلة العقوبة، والمعلم الذي يستطيع إحتواء الموقف وتقبله سيستطيع التغلب على الموقف ويبني علاقة إيجابية معهم.
وعن كيفية التعامل معهم قال: يقال أن التعليم "فن" فمن يمارس العملية التعليمية يجب أن يكون فنان، بأن يتصف بصفات لها أبعاد تجعله "معلماً"، ولكي يستطيع التعامل مع هذه الفئة العمرية بمشاكلهم السلوكية يجب أن يكون متميز تربوياً. وهناك 3 امور رئيسية تجعل المعلم قريب من طلابه وتُنجح علاقته معهم، أولها "الثقة"، ثم "القبول" بمعنى تقبل الطلاب بجميع أبعاد شخصياتهم المختلفة ومشاكلهم، ثم "التعاطف الوجداني". وأخيراً فإن "العقاب" ليس الأسلوب الأمثل إزاء تصرفات الطلاب، بل هناك "فنون" يجب أخذها بعين الإعتبار.