الأب هو شمس الحياة، ومبعث الاستقرار، هو الذي يتعب ويكافح من أجل تحقيق حياة آمنة حافلة بالاطمئنان والاستقرار لأبنائه، وهو خبرة الحياة التي يحتاجها الأبناء لحل ما يواجهونه وما يقابلونه من صعاب وأحداث جمَّة، ومشاكل. ولكن كثيراً من السيدات يعانين من أنَّ الزوج لا يساعدهنَّ في تربية الأبناء ودوره سلبي للغاية في التربية. بالمقابل يظن بعض الآباء أنَّ كل دورهم في حياة أبنائهم هو الإنفاق المادي فقط.
«سيدتي نت » التقت باستشاري علم النفس بمركز إرشاد للاستشارات الأسريَّة والتربويَّة بجدَّة، الدكتور جبران يحيى، ليقدِّم لك علامات تدلُّ على أنَّ زوجك سيكون أباً جيِّداً.
بداية أوضح جبران كفاءة الأب في تربية الأبناء، جزء من شخصيته كزوج، فالزوج الناجح أب ناجح، وكفاءة الأب ودوره تحكمها عوامل عديدة منها شخصيَّة الزوج واتجاهاته نحو التربية والخبرة في التربية، واستقراره الأسري، وكذلك المشكلات. وهنالك مؤشرات تظهر حقيقة نجاح الأب وكفاءته في التربية من عدمها ومنها:
• القدرة على تحمل المسؤوليَّة والمشاركة الوجدانيَّة:
هناك مؤشرات تتعلق بشخصيَّة الزوج تكون مؤشراً لنتعرَّف على قدرة الزوج على أن يكون أباً ناجحاً ومنها السمات:
ـ القدرة على تحمل المسؤوليَّة، والإيمان بالشراكة في التربية الناجحة. فالأب الناجح لديه قدرة على تحمل المسؤوليَّة تجاه الأسرة بشكل عام والأبناء بشكل خاص بعكس الشخص الاعتمادي الذي يتملص من واجباته.
ـ كما أنَّ المشاركة في التربية والاهتمام ومساندة الزوجة مهمَّة. وتتراوح المشاركة والمساندة من المشاركة العاطفيَّة الى المشاركة الفعليَّة، فالأب الناجح يكون لديه الاستعداد لمساندة الأُم ومشاركتها في كل مراحل التربية بدءاً من الحمل والاهتمام بالأُم في أثناء حملها ورعايتها طبياً، والاهتمام بحالتها النفسيَّة مررواً بمرحلة الرضاعة والطفولة إلى المساندة الشخصيَّة في الأعمال الخاصة والمنزليَّة.
• السمات الشخصيَّة:
من أهم السمات الدالة على أنَّ الزوج سيكون ناجحاً كأب السمات الشخصيَّة، فالأب الناجح يتمتع بالعديد من السمات التي يتطلبها الأب الناجح والمثالي ومنها:
ـ سعة البال والصبر وتحمل مشقة التربية.
ـ السمات العاطفيَّة، توفير الحب والدفء العاطفي للأبناء.
ـ الأب الديمقراطي وهو الأب المستمع المحاور المنصت الذي يتقبل النقد ويستطيع الحوار وتقبل الرأي المختلف بعكس الأب المتسلط الذي يفرض رأيه.
ـ الأب المرن الذي يستطيع تجاوز العقبات وتخطيها.
ـ يميل للحوار وتبادل الأفكار.
ـ حب الترفيه والمرح وقضاء وقت الفراغ والمتعة بصحبة الأسرة.
ـ التنظيم: الشخص المنظم الذي ينزع لأن تكون حياته منظمة وليست عشوائيَّة، ويراعي الأولويات ولديه مستوى من الطموح والأهداف غالباً ما يسعى لتحقيق هذه الأشياء في أبنائه وتربيتها فيهم.
ـ النشاط البدني: النشاط في مقابل الكسل من أهم سمات النجاح في الحياة بشكل عام وفي الأدوار الأسريَّة بشكل خاص، فالشخص النشط يقوم بأدواره ويوفر الالتزامات المناطة به.
ـ البعد عن الأنانيَّة: الأب الناجح لا يركز على نفسه ويجعل أسرته وأبناءه في دائرة اهتماماته وتركيزه.
• الاتجاهات الشخصيَّة نحو التربية:
من المهم التعرُّف إلى اتجاهات الشخص نحو التربية، فبعض الآباء لديه اتجاهات سلبيَّة نحو التربية، فمشاركة الزوجة والاهتمام بها يعتبره نوعاً من الخنوع والسلبيَّة واستلاب الرجولة. والحوار والتعاطف مع الأبناء ينظر له كنوع من المبالغة في التدليع والرعونة فتلاحظ أنَّ اتجاهاته تميل للقسوة في التربية وخصوصاً العقاب، كما أنَّ اتجاهاته كأب تتركز حول السلطة.
• ما هو مقياس معرفة الأدوار والقدرة على حلِّ المشكلات:
ـ يمكن الحكم على كفاءة الأب من خلال مدى معرفة الأب للأدوار المناطة به كأب وعدم التخلي عنها ومن هذه الأدوار الوجود مع الأسرة ومشاركتها، وعدم الغياب المستمر والتحجج بالانشغال والعمل.
ـ معرفة أدواره التربويَّة ومنها دور الحماية والشعور بالأمن وألا يقتصر الدور على توفير المأكل والمشرب.
ـ دور الرقابة والمتابعة للأبناء، وتوفير القدوة وتعزيز الجوانب التربويَّة التي يكتسبها الأبناء من الأب بشكل مباشر أو عن طريق القدوة مثل تعزيز الثقة بالنفس.
ـ كما يجب على الأب معرفة الأدوار الخاصة بكل مرحلة، الطفولة والمراهقة، ومعرفة دوره تجاه كل من الأبناء والبنات بحسب النوع، وأن يستطيع التدخل وقت المشكلات، سواء كانت تربويَّة أو صحيَّة ونفسيَّة، وإدارة الأسرة وصراعاتها ومشكلاتها.