تعرض مؤسسة عبد الحميد شومان في العاصمة الأردنية عمان، الفيلم التسجيلي المصري الطويل "أبدا لم نكن أطفالا" وذلك ضمن احتفالية ليالي السينما الوثائقية العربية التي تنظمها المؤسسة.
في العام 2005 قدم المخرج محمود سليمان فيلمه القصير "يعيشون بيننا" والذي صور فيه مشاهد من الحياة اليومية لأم مصرية شابة مطلقة ترعى أطفالها وتسعى لكسب لقمة العيش عن طريق مهنة تخليج السكاكين في القاهرة. اعتبر الفيلم في حينه من روائع الأفلام الوثائقية العربية وحاز على العديد من الجوائز منها جائزة أفضل فيلم في مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية.
شجع نجاح هذا الفيلم المخرج محمود سليمان على تصوير جزء ثان يتابع فيه مصائر هذه الأم وأطفالها خلال خمسة عشر عاماً. أنتجت هذه التجربة فيلماً طويلاً بعنوان: "أبداً لم نكن اطفالا" (2016)، وهو الفيلم الذي تفتح به لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان عروض "ليالي السينما الوثائقية العربية" التي تعرض في قاعة السينما في منتدى شومان، والتي تشتمل على ثلاثة أفلام وثائقية عربية حديثة ومميزة وتشتمل أيضاً على الفيلم الجزائري "هواجس الممثل المنفرد بنفسه" للمخرج حميد بن عمره، والفيلم الأردني "إن كنت تقصد قتلي" للمخرجة وداد شفاقوج.
حاز فيلم «أبدا لم نكن أطفالا» على جوائز عدّة في مهرجانات سينمائية عربية، منها جائزتي المهر الذهبي في الأفلام الطويلة لأحسن مخرج، وأفضل فيلم غير روائي، ضمن فعاليات الدورة الـمنقضية من مهرجان دبي السينمائي الدولي.
يشير عنوان الفيلم، فإن بطلته وأبناؤها لم يعيشوا لحظة معنى الطفولة، فالأم التي عاشت وكأنها يتيمة بما أن والدتها كانت على قيد الحياة تزوجت مرة أخرى وتربت وهي طفلة في بيت جدتها، إلى حين وفاتها، فزوجوها وهي لم تتجاوز الخامسة عشر من العمر، وهو نفس المصير الذي عرفته ابنتها الوحيدة، وكل أبنائها أيضاً انقطعوا مبكراً جداً عن التعليم، نزلوا إلى العمل وهم أطفال.
15 سنة من التصوير كانت كفيلة بأن تجعل العلاقة الصادقة بين المخرج وشخصيات فيلمه وطيدة، ولعل المشهد الختامي الذي عرض فيه المخرج مكالمة هاتفية جمعته بالابن الأكبر للبطلة، «خليل»، أكبر دليل على ذلك، حين اشتكى الأخير من البطالة، مشيراً إلى أن الوضع الصعب الذي يمر به يمكن أن يجعله يلتحق بداعش، فهو مذبوح بطبعه كما يقول في المكالمة، فلا فرق لديه بين أن يَذبح أو يُذبح.
الإنجاز الذي حققه المخرج محمود سليمان في فيلمه هذا لا يقتصر على العكس الصادق والمؤثر لحياة امرأة مصرية بطلة تصعد جبل الحياة وهي تحمل صخرتها فوق ظهرها، بل يشمل نجاح المخرج في تقديم صورة موازية للمجتمع المصري في كافة جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي تحولاته المتلاحقة ما جعل من حكاية بطلة فيلمه نموذجا للخاص الذي يعكس العام، وهذا ما يمكن اعتباره الوظيفة الأهم للفن.
في العام 2005 قدم المخرج محمود سليمان فيلمه القصير "يعيشون بيننا" والذي صور فيه مشاهد من الحياة اليومية لأم مصرية شابة مطلقة ترعى أطفالها وتسعى لكسب لقمة العيش عن طريق مهنة تخليج السكاكين في القاهرة. اعتبر الفيلم في حينه من روائع الأفلام الوثائقية العربية وحاز على العديد من الجوائز منها جائزة أفضل فيلم في مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية.
شجع نجاح هذا الفيلم المخرج محمود سليمان على تصوير جزء ثان يتابع فيه مصائر هذه الأم وأطفالها خلال خمسة عشر عاماً. أنتجت هذه التجربة فيلماً طويلاً بعنوان: "أبداً لم نكن اطفالا" (2016)، وهو الفيلم الذي تفتح به لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان عروض "ليالي السينما الوثائقية العربية" التي تعرض في قاعة السينما في منتدى شومان، والتي تشتمل على ثلاثة أفلام وثائقية عربية حديثة ومميزة وتشتمل أيضاً على الفيلم الجزائري "هواجس الممثل المنفرد بنفسه" للمخرج حميد بن عمره، والفيلم الأردني "إن كنت تقصد قتلي" للمخرجة وداد شفاقوج.
حاز فيلم «أبدا لم نكن أطفالا» على جوائز عدّة في مهرجانات سينمائية عربية، منها جائزتي المهر الذهبي في الأفلام الطويلة لأحسن مخرج، وأفضل فيلم غير روائي، ضمن فعاليات الدورة الـمنقضية من مهرجان دبي السينمائي الدولي.
يشير عنوان الفيلم، فإن بطلته وأبناؤها لم يعيشوا لحظة معنى الطفولة، فالأم التي عاشت وكأنها يتيمة بما أن والدتها كانت على قيد الحياة تزوجت مرة أخرى وتربت وهي طفلة في بيت جدتها، إلى حين وفاتها، فزوجوها وهي لم تتجاوز الخامسة عشر من العمر، وهو نفس المصير الذي عرفته ابنتها الوحيدة، وكل أبنائها أيضاً انقطعوا مبكراً جداً عن التعليم، نزلوا إلى العمل وهم أطفال.
15 سنة من التصوير كانت كفيلة بأن تجعل العلاقة الصادقة بين المخرج وشخصيات فيلمه وطيدة، ولعل المشهد الختامي الذي عرض فيه المخرج مكالمة هاتفية جمعته بالابن الأكبر للبطلة، «خليل»، أكبر دليل على ذلك، حين اشتكى الأخير من البطالة، مشيراً إلى أن الوضع الصعب الذي يمر به يمكن أن يجعله يلتحق بداعش، فهو مذبوح بطبعه كما يقول في المكالمة، فلا فرق لديه بين أن يَذبح أو يُذبح.
الإنجاز الذي حققه المخرج محمود سليمان في فيلمه هذا لا يقتصر على العكس الصادق والمؤثر لحياة امرأة مصرية بطلة تصعد جبل الحياة وهي تحمل صخرتها فوق ظهرها، بل يشمل نجاح المخرج في تقديم صورة موازية للمجتمع المصري في كافة جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي تحولاته المتلاحقة ما جعل من حكاية بطلة فيلمه نموذجا للخاص الذي يعكس العام، وهذا ما يمكن اعتباره الوظيفة الأهم للفن.