أوضح الدكتور أحمد النعمي، استشاري الطب النفسي واضطرابات الذاكرة والنوم والمعالج النفسي والأسري والباحث المشارك المعتمد من جامعة مكماستر الكندية، أن التبول اللاإرادي لدى الطفل يحصل أحياناً بسبب العامل الوراثي، أو صغر حجم مثانته، أو وجود مشكلة هيكلية في المسالك البولية، أو الجهاز العصبي، وهذا يحدده الطبيب، مشيراً إلى أن هناك أسباباً خفية أخرى لا ننتبه إليها، تكون المسبب المباشر لتبول الطفل ليلاً في فراشه، وهي:
1- تعرُّض الطفل إلى هزةٍ نفسية عنيفة، تسبب له التوتر النفسي والاكتئاب الذي من مظاهره التبول اللاإرادي، وقد يكون ذلك بسبب غياب أحد الوالدين لأي ظرف كان، أو المشاجرات الدائمة بينهما أمام الطفل، ورؤيته أمه تبكي بسبب ذلك.
2- شعوره بالغيرة بسبب قدوم مولودٍ جديدٍ في الأسرة، لذا يلجأ إلى التبول في مكانه للفت انتباه أمه إليه ظناً منه أنها ستهتم به أكثر في هذه الحالة.
3- المبالغة في ردة فعل الأم، أو الأب تجاه الخطأ الذي يرتكبه الصغير بالصـراخ في وجهه مع القسوة والعنف، أو تعرضه إلى التعنيف، أو الإحراج من جانب معلمه أمام أصدقائه في المدرسة، أو إلى عملية تهديد وابتزاز.
4- تعرض الطفل إلى أزمةٍ صحية، أو شعوره بالبرد نتيجة عدم تغطيته جيداً وهو نائم، أو إصابته ببعض الأمراض، مثل السكري، والتهاب الجهاز البولي، وأيضاً إصابته بالإمساك المزمن.
وقال النعمي: على الوالدين التأكد من أن التبول الليلي لطفلهما سيزول في وقـت مـا عندما يكبر، وحتى يحدث ذلك بشكل طبيعـي، هناك خطوات يمكن أن تساعد الطفل على الإسراع في حل المشكلة، منها:
1- تعويد الطفل على استخدام الحمام قبل النوم، وتشجيعه على التقليل مـن شـرب السـوائل والمشروبات الغازية في الفترة المسائية. وننصحكم باستخدام جهاز تنبيهي، فعندما يتبول الطفل يبدأ الجرس في العمل، ليتم إيقاظه لاستخدام الحمام. استخدم الجهاز حسب التعليمات، وتأكد مـن تشغليه قبل النوم، والجهاز متوفر في بعض الصيدليات بسعر مناسب، وقـد أثبـت فاعليته في عديد من الحـالات "٦٠%-٩٠%"، لكـنَّ بعـض الأطفال ينتكسون عند إيقاف استخدامه.
2- تشجيعه على تغيير مفرش السرير والغطاء بنفسـه، فهـذا يشعره بالإحساس بالمسؤولية، كما يزيح عنه الشعور بـالحرج أمام الآخرين في المنزل عند تغيير المفرش المبلل، لكن قد يعتقـد الطفل أحياناً أن تغيير المفرش بمنزلة عقاب له على فعلته، وفي تلك الحالة يجب عدم الضغط عليه للقيام بذلك.
3- برنامج تقوية عضلات المثانة: قد يقترح الطبيب المعالج برنامجاً لتقوية عضلات المثانـة، والتـدريب عليها من خلال زيادة المدة بين فترات التبول خـلال النـهار، وبذلك يمكن للمثانة البولية زيادة حجم سـعتها، وعند عمـل ذلك اتبعوا تعليمات الطبيب.
عندما تفشل الطرق العلاجية الأخرى قد يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية، وسيحدثكم عـن أنـواع الأدويـة المستخدمة في تلك الحالة، علماً أن نسبة فاعليتها عالية، لكنَّ نسبة قليلة من الأطفال الذين لديهم تبول ليلي لا تنجح معهـم الطرق العلاجية السابق ذكرها.