في ركن هادئ تظهر فيه كتابات بالخط الكوفي المطور وقف الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، يتحدث إلى الخطاط صاحب أصغر مصحف بشهادة موسوعة جينس فما قصة هذا المصحف.
يقول لـ"سيدتي" الخطاط والأستاذ في جامعة الملك عبد العزيز محمد سعيد بيباني أنه اشترى هذا المصحف من أسرة هندوسية وقال "أخذت عهدا على نفسي أن أعيد هذا المصحف الثمين للمسلمين فهم من سيقدرون قيمته". وأضاف أنه أهدى الكتاب لابنته ويأمل أن تتوارثته أسرته.
ويبلغ عدد صفحات هذا المصحف 571 صفحة فيما تُظهر شهادة موسوعة جينيس أن طول المصحف 1.7 سم وعرضه 1.28 سم وارتفاعه 0.72 سم. وقد تم تسجيل المصحف في موسوعة جينيس عام 2004 وبحسب بيباني لم يظهر مصحف ينافس هذه المقاسييس بعد. وحول نوع الخط المستخدم في المصحف يقول بيباني أنه الخط الكوفي المغربي القديم إذ يعود المصحف إلى حوال 100 عام.
وردا على سؤال عن أسباب طباعة هذا الحجم من المصاحف يقول بيباني أن هذه المصاحف طبعت للجنود المسلمين الذين شاركوا في الحروب وكانوا يرغبون في اصطحاب المصاحف معهم وكانت هذه المصاحف تُزود بعدسات مكبرة تسهل قراءة القرآن عليهم.
وليس هذا المصحف الصغير الأوحد الذي يمتلكه بيباني فقد أخرج لنا من جيبه مصحفا مخبئا في غلاف أخضر ومزودا بعدسة مكبرة ويضيف بيباني أنه يمتلك ما يصل إلى 100 مصحف من الحجم متناهي الصغر. فقد انتقل الخطاط الباكستاني من جمع العملات المعدنية والطوابع البريدية إلى العناية بالقرآن الكريم والمصاحف التاريخية.
ومن بين المعروضات التي شملها ركن بيباني خطبة الوداع التي دونها بيده بالخط الكوفي الذي طوره بأشكال مثلثات ابتكرها بحسب تعبيره ليضيف لمسة خاصة للخط العربي. وقال أنه جمع الخطبة من عدة مصادر لتكون كاملة في هيئة لوحة واحدة. وإلى جانب خطبة الوداع خط بيباني الآيات التي ورد فيها اسم "محمد" صلى الله عليه وسلم. وبجوار هذه اللوحات تظهر البسملة في شكل فني بديع يجمع بين الفن والخط العربي.