برعاية إعلامية لسيدتي أوصى المشاركون والمشاركات في الملتقى الدولي للتسامح وحوار الحضارات 2019. ضمن حملة السلام والتسامح بين شعوب العالم، والذي اختتم أعماله في العاصمة التونسية تحت عنوان (المرأة التونسية ومسيرة حافلة بالعطاء والسلام والتسامح) أن تواصل المرأة نضالها من أجل الوصول لمراكز القرار الاقتصادي والسياسي، والذي يدعم المرأة في حقوقها، وتنمية قدرات المرأة وتمكينها في المجتمع المدني.
وطالب الملتقى بدعم التعاون الثقافي بين البلدين السعودي والتونسي، بالإضافة إلى التأكيد على حقوق المرأة والمحافظة على مكاسبها ودعم مكانتها في المجتمع، وأن تُنشئ المرأة العربية شبكة على الإنترنت من أجل الاستفادة من هذه التجارب المقارنة.
كما وجاء من التوصيات، والعمل على سن تشريعات عربية تساند المرأة في الوصول إلى مواقع الفقراء ودعم التناصف، مع مواصلة العربية دفاعها عن السلام والتنمية، والدفاع عن حقها في بالمشاركة في الحياة الاقتصادية والسياسية.
واختتمت التوصيات بأهمية دمج حقوق الإنسان وثقافة السلام في المناهج التربوية والتعليمية، والعمل على تحسين وتطوير أداء المعلم، وخلق جيل واعٍ في بناء السلام.
وأشادت عواطف الثنيان، مسؤولة سيدتي في المنطقة الشرقية، ورئيسة هيئة المرأة العالمية بالتوصية الخاصة بتعزيز التعاون المشترك بين البلدين والناتجة من الملتقى، مؤكدة بأن تلك التوصيات سوف تسهم في تعزيز التعاون والانسجام بين المرأة السعودية والتونسية.
وركزت الثنيان، على دور المرأة ومشاركتها ومسؤوليتها بقولها (بأن ثقافة السلام والتسامح تشكل منعطفًا هامًا للمرأة والطفولة والأسر، بالمجتمعات العربية والغربية، لتحمل بين طياتها حلولاً للتحديات في قلب مجتمعها، لافتة بأن الملتقى تبرز أهميته بكونه نابعاً من الإيمان بالكرامة الإنسانية، ونبذ العنف والتطرف وتناول مسيرة النساء التونسيات في تعزيز ثقافة السلام والتسامح، وفتح آفاق شراكات جديده لها.
وذكرت عواطف الثنيان، أن الملتقى الذي أقيم بالفندق الدبلوماسي بتونس العاصمة، يهدف إلى العمل على تجديد أدوات بناء السلام والتسامح، وأخذ العبر لدمج المرأة في التنمية البشرية باعتبارها أحد الموارد الأساسية لمختلف الأنشطة والمشاريع.
فيما أعلن السفير الإعلامي الدكتور فتحي الناطور، ورئيس اليونيم، عن ميثاق التسامح، الذي أعدته هيئة المرأة العالمية بالتعاون مع مركز المستشار لحقوق الإنسان ودراسات السلام بالخرطوم، وتأتى وثيقة التسامح استشعارًا لأهمية زرع قيم التسامح وبناء السلام، وتقف وثيقة التسامح على مرتكزات فكرية ودينية، وفلسفية وقيمية وأخلاقية تشكل المرجعية لتاريخ الشعوب وتطور الحضارة الإنسانية.
ويتوزع برنامج الملتقى الثقافي السعودي التونسي على جلستين، تضمنت عدة محاور علمية متخصصة قدمتها مجموعة من النخب النسائية البارزة بالمجتمع التونسي، وأدارتها الإعلامية الكبيرة رفيقة مولهي، الجلسة الأولى كانت بعنوان (خصوصية المرأة المبدأ والغاية) قدمتها د. حذامي محجوب، أستاذة الفلسفة بجامعة تونس، ورقة عمل بعنوان (دور المنظمات الدولية في تعزيز ثقافة السلام والتسامح) وانطلقت في مداخلتها بتعريف للسلام باعتباره نقيض الحرب، مشدده على أن السلام مرغوب فيه من قبل كل البشر بكون الإنسانية تطمح إلى الأمن والانسجام.
من جانبها قالت الدكتورة منجية اللبان، رئيسة الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة فرع تونس، في ورقتها (المرأة التونسية والربيع العربي) بأن وجود المرأة التونسية في قلب الميدان السياسي أدى إلى زيادة خبراتها السياسية، وأصبحت أكثر دراية بحقوقها، وخلال المرحلة الانتقالية أحرزت انتصارات كبيرة.
أما عن المنظومة التشريعية لحقوق الإنسان فقد تحدثت عضوة مجلس نواب الشعب، أ. إبتسام جبابلي، بقولها (بأن تاريخ الإنسانية شاهد على دور المرأة التونسية من الشمال إلى الجنوب، عاملات ومثقفات وربات بيوت، صنعن علامة مضيئة والاعتراف بقدرة المرأة على النجاح في مواقع القرار.
من جانبها أبانت المحامية ثريا التيجاني، في ورقتها (المرأة العربية بين الشريعة والقانون) بأن الدولة تلتزم بحماية الحقوق المكتسبة للمرأة وتعمل على دعمها وتطويرها، لافتة أهمية الإبلاغ عن حالات العنف بعد تنامي ظاهرة الإرهاب.
فيما ناقشت بالحلسة الثانية (المرأة أيقونة الحضارات)، أ. وجيهة الجبالي، أمين عام الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، في ورقة العمل التي قدمتها بعنوان (دور المرأة في حوار الحضارات)، بأن المرأة العربية لها دور كبير في حوار الحضارات باعتبارها وسيلة للتعايش السلمي لتجنب الصراعات التي تهدد مستقبل المجتمعات المعاصرة.
الدكتورة فاطمة إغبارية، رئيسة منظمة همسة سماء الثقافة الدنماركية، أوضحت في ورقتها حول (المرأة في مسار العدالة والإنصاف)، بأن نظرة الشعوب إلى المرأة اختلفت عبر التاريخ من «أمومية»، إلى «السلطة العليا»، أما في الإسلام فقد تحسنت وتعززت حقوق المرأة، المادية كالإرث وحرية التجارة والتصرف بأموالها إلى جانب إعفائها من النفقة حتى ولو كانت غنية، كما لها حق التعلم، والتعليم.
فيما تحدثت أ. هدى بن نصيب، رئيسة جمعية رحاب الأسرة والطفل، عن الدور البارز الذي تلعبه المرأة التونسية كشريك أساسي وهام في ورقة العمل الذي قدمتها عن (المرأة والتسامح الاقتصادي) باعتبار المرأة شريك أساسي للنجاح، وتقوم عليها العديد من الدوام الهامة لنمو المجتمعات، من أجل إقامة مجتمع أكثر عدالة وديمقراطية وشمولاً وأكثر إنتاجية.
واقترحت أ. سامية الزوالي، الباحثة في البناء الاجتماعي والناشطة الحقوقية، عدة حلول لتفعيل السلام، منها إدماج حقوق الإنسان، وثقافة السلام في المناهج التربوية والتعليمية، إضافة إلى تحسين وتطوير أداء المعلم، لخلق جيل واعٍ في كيفية بناء السلام في مجتمعه وبيئته.