تمثِّلُ الموضةُ المستقبليَّةُ محوراً رئيساً في الصناعةِ إلى جانبِ الاستدامةِ والتكنولوجيا. ومن خلال احتضانِ مجموعةٍ واسعةٍ من التطوُّراتِ، بدءاً بخياراتِ النسيجِ البديلة، وحتى تكاملِ الذكاءِ الاصطناعي، تقودُ الأزياءُ المستقبليَّةُ الأساليبَ التحوُّليَّةَ في تنفيذ الملابسِ الافتراضيَّة، وعروضِ الأزياء.
تشملُ الموضةُ المستقبليَّةُ استخدامَ التقنياتِ المتقدِّمةِ في صناعةِ الملابسِ والإكسسواراتِ، ما يجسِّدُ مزيجاً من الابتكارِ والأناقة. يركِّزُ هذا النهجُ المتطوِّرُ على دفعِ حدودِ التصميم، ودمجِ تقنياتِ الإنتاجِ الحديثة، والميِّزاتِ التي تلتقطُ التحوُّلاتِ التكنولوجيَّةَ والثقافيَّةَ المستمرَّة. وأحدُ الجوانبِ المتأصِّلةِ في الموضةِ المستقبليَّة، هو التزامها بالاستدامة، إذ يتبنَّى المصمِّمون ممارساتٍ صديقةً للبيئة، ويستخدمون موادَّ أعيد تدويرها لصياغةِ قطعٍ تقلِّلُ من الضررِ الذي يلحقُ بها.
علاوةً على ذلك، يستمدُّ هذا النوعُ من الموضةِ إلهامه من الثقافةِ الشعبيَّة، والخيالِ العلمي، والتقدُّمِ في مجالاتٍ مثل الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، ما يعكسُ تأثيرها في جماليته ومفهومه. وفي نهايةِ المطاف، تعدُّ الموضةُ المستقبليَّةُ بمنزلة تعبيرٍ عن الخيالِ البشري والإبداع، وتقدِّمُ لمحةً عن التآزرِ بين الموضةِ والتكنولوجيا في المستقبل.
قد يهمك أيضاً: انطلاق أول أسبوع الموضة في الميتافيرس عبر منصة Decentraland
تكنولوجيا الكوتور ومواكبة الجيل الجديد
تشهدُ الموضةُ المستقبليَّة، التي تشكَّلت بتأثيرِ التكنولوجيا، طفرةً ملحوظةً في السوقِ وعروضِ الأزياء، ويتجلَّى هذا التأثيرُ في مختلفِ الجوانب، بما في ذلك التصميمُ، والإنتاجُ، والتوزيعُ، والتسويق. وفي مجالِ تطويرِ المجموعات، أصبحت التطوُّراتُ التكنولوجيَّةُ بارزةً بشكلٍ متزايدٍ، فغالباً ما يستخدمُ المصمِّمون الذين يستكشفون قطعَ الأزياءِ المستقبليَّة تقنياتٍ متطوِّرةً مثل الطباعةِ ثلاثيَّةِ الأبعاد، والأقمشةِ الذكيَّة، والواقعِ الافتراضي. تتيحُ هذه الأدواتُ إنشاءَ تصاميمَ، تتحدَّى معاييرَ الموضةِ التقليديَّة، كما تمكِّنُ المصمِّمين من تجربةِ وإظهارِ مفاهيمَ معقَّدةٍ بحريَّةٍ، قد يكون إنتاجها يدوياً أمراً شاقاً، إن لم يكن مستحيلاً. هذا إلى جانب، أن التكنولوجيا، تُحدِثُ ثورةً في إنتاجِ وتوزيعِ مجموعاتِ الأزياء. وقد اكتسبَ التصنيعُ الرقمي باستخدام الآلاتِ التي يتمُّ التحكُّمُ فيها بالكمبيوتر قوَّةَ جذبٍ كبيرةً في الصناعة، وتسمحُ هذه الطريقةُ للعلاماتِ التجاريَّةِ بإنتاجِ الملابسِ بسرعةٍ مع تقليلِ هدر المواد.
أجدد الإصدارات التي أحدثت ثورة في عالم صناعة الموضة
مع استمرارِ التقدُّمِ التكنولوجي، تظلُّ الموضةُ المستقبليَّةُ اتجاهاً، يتطوَّرُ دائماً. اكتشفي أدناه الابتكاراتِ الرئيسةَ التي أحدثت ثورةً في الصناعة:
الواقع المعزز
يتيحُ الواقعُ المعزَّزُ تجاربَ افتراضيَّةً للمستهلكين. تستثمرُ العلاماتُ التجاريَّةُ للأزياءِ بشكلٍ كبيرٍ في التطبيقاتِ والأدواتِ التي تدعمها هذه التكنولوجيا، ما يوفِّرُ للعملاء تجربةَ تسوُّقٍ غامرةً، حيث يمكنهم أن يجرِّبوا الملابسَ والإكسسوارات افتراضياً قبل إجراءِ عمليَّةِ الشراء.
عروض الأزياء الافتراضية
أدَّت جائحةُ "كورونا" إلى تسريعِ ظهورِ عروضِ الأزياءِ الافتراضيَّة، حيث تعرضُ العلاماتُ التجاريَّةُ مجموعاتها رقمياً على منصَّاتٍ مخصَّصةٍ.
وتوفِّرُ عروضُ الأزياءِ الرقميَّة فرصةً لماركات الأزياءِ للوصولِ إلى جمهورٍ عالمي، وتجاوزِ الحواجزِ الجغرافيَّة، كما تزيدُ التفاعل، وتجذبُ المشاهدين عبر تجربةٍ ديناميكيَّةٍ وجذَّابةٍ.
الموضة في الألعاب
وجدت الموضةُ طريقها إلى عالمِ الألعاب أيضاً، حيث يتعاونُ مصمِّمو الأزياءِ مع مطوِّري الألعابِ لتصميمِ ملابسَ وإكسسواراتٍ افتراضيَّةٍ للمظاهرِ داخل اللعبة.
يقدِّمُ هذا الاندماجُ مساراً مثيراً لعلاماتِ الأزياءِ التجاريَّةِ من أجل التواصلِ مع جمهورٍ شابٍّ ومتفاعلٍ للغاية، وتوسيعِ نطاقِ وصولها بطرقٍ جديدةٍ ومبتكرةٍ.
الطباعة ثلاثية الأبعاد
في عالمِ الموضة، برزت الطباعةُ ثلاثيَّةُ الأبعادِ بوصفها أداةً، غيَّرت قواعدَ اللعبة، إذ سهَّلت إنشاءَ عناصرَ مخصَّصةٍ ومصمَّمةٍ بشكلٍ فريدٍ. وتسمحُ هذه التقنيَّةُ للمصمِّمين باستكشافِ الأشكالِ والأنسجةِ المتنوِّعة، مع تقليلِ النفايات، وتعزيزِ كفاءةِ الإنتاجِ في الوقت نفسه.
الأقمشة الذكية
يمكنُ للمنسوجاتِ الذكيَّةِ تغييرُ اللونِ، والملمسِ، والشكلِ ديناميكياً استجابةً لعواملَ خارجيَّةٍ مثل درجةِ الحرارة، والضوء، والرطوبة. ومن خلال تسخيرِ هذه الأقمشةِ الذكيَّة، يستطيعُ المصمِّمون تقديمَ ملابسَ متعدِّدة الوظائفِ، وتتكيَّفُ أيضاً مع الاحتياجاتِ والتفضيلاتِ المحدَّدة لمَن يرتديها.
اقرئي أيضاً: زيني إطلالاتك بموديلات أحزمة خصر من الجلد الطبيعي
مغيرو قواعد الموضة
شكَّل الصعودُ إلى القمرِ مرحلةً محوريَّةً في حياةِ بعض المصمِّمين في عالمِ الأزياء، مثل أندريه كوريج André Courrèges، و باكو رابانPaco Rabanne ، وبيير كاردان Pierre Cardin، حيث استفادوا من ذلك بابتكارِ طريقةٍ جديدةٍ تماماً لارتداءِ الملابس، وقام هؤلاء المصمِّمون وغيرهم ببناءِ إرثٍ دائمٍ، لا يزالُ مستمراً حتى اليوم.
المصممم أندريه كوريج
وضع أندريه كوريج André Courrèges، وهو مهندسٌ مدني سابقٌ، قطعَ الأزياءِ الدقيقة التي ابتكرها في مشغلِ Balenciaga خلال الخمسينياتِ الميلاديَّة، في خدمةِ الشبابِ والمستقبلِ في الستينيات. وجنباً إلى جنبٍ مع بيير كاردان Pierre Cardin، باكو رابانPaco Rabanne ، قاد كوريج موضةَ تصميمِ الأزياءِ بصرياً في باريس. لقد كانت حركةً، تخلَّصت من الموادِّ الزائدةِ عن الحاجة، وحظرت الزخارفَ، وأنشأت هندسةً وموادَّ جديدةً للأزياء.
دار باكو رابان
حلَّت أقراصُ وألواحُ الألمنيوم التي ترتبطُ ببعضها عبر أسلاكٍ باستخدامِ الكمَّاشاتِ بدل الأزياءِ التقليديَّةِ التي تمَّ إنشاؤها بالخيوطِ والإبرِ في هذا الزيّ الخيالي الفضائي. درس باكو رابان Paco Rabanne الهندسةَ المعماريَّةَ بمدرسةِ الفنونِ الجميلةِ في باريس، لكنه تحوَّل إلى الموضة، وقام بتوريدِ الأزرارِ البلاستيكيَّةِ والمجوهراتِ إلى جيفنشي Givenchy، وديور Dior، وبالينسياغا Balenciaga.
دار بيير كاردان
في منتصفِ الستينيات، انطلقَ بيير كاردان Pierre Cardin إلى الفضاءِ مع كوريج Courrèges، و باكو رابانPaco Rabanne ، وقدَّم ملابسَ لجيلٍ جديدٍ. وتمَّ قطعُ الرموزِ الرسوميَّةِ من سترات الجيرسيه، بينما جلب اللمعانُ الفضي للسحاباتِ غير المتماثلة، والأحزمةِ الفولاذيَّة، والأبازيم تصميمَ الأزياءِ الراقيةِ إلى عصرِ الفضاء. كان تدريبُ كاردان تقليدياً في منازلِ باكين Paquin، وسكياباريللي Schiaparelli، وديور Dior، لكنَّ تفكيره كان منصباً على المستقبل. أصبح كاردان عالماً في الموضةِ، حيث قام بتطويرِ مادته الخاصَّةِ كاردان، وهي أليافٌ مربوطةٌ من شأنها أن تحمل أشكاله الهندسيَّة بشكلٍ صارمٍ، كما أجرى تجاربَ على المعادنِ لإنتاج الفساتين.
نقطة الالتقاء: البحث عن الراحة في الملابس
تتجاوزُ الموضةُ المستقبليَّةُ العوالمَ الافتراضيَّة، وتظهرُ في العالمِ الحقيقي والملموس، وتجمعُ بين التطبيقِ العملي والأناقة. وفي الوقتِ الحاضر، لا تمنح الملابسُ الحديثةُ الأولويَّةَ للراحةِ فحسب، بل وتلبي أيضاً الاحتياجاتِ العمليَّة لمَن يرتديها. يشكِّلُ هذا التقاربُ جوهرَ الموضةِ المستقبليَّة، ما يؤدي إلى إنشاءِ منتجاتٍ مطلوبةٍ للغاية.
عرضت المجموعاتُ أثناء الجائحةِ وبعدها بشكلٍ بارزٍ الأقمشةَ ذات التهويةِ والخصائصِ المضادةِ للفيروسات، إلى جانبِ الحمايةِ من الأشعةِ فوق البنفسجيَّة. تعكسُ هذه التطوُّراتُ في تكنولوجيا النسيج أهميَّةَ الموضةِ المستقبليَّةِ في مواجهةِ التحدِّيات المعاصرة.
وفي الوقتِ الذي تستوحي فيه الإلهامَ من عالمِ الألعابِ، تخلَّت قطعُ الأزياءِ المستقبليَّة عن طبيعتها الكاريكاتيرية، إذ تطوَّرت لتحتضن التنوُّعَ، واكتسبت شعبيَّةً عبر مختلفِ الأساليبِ والأذواق. وسواءً من خلال الأقمشةِ متعدِّدةِ الوظائف، أو الأقمشةِ المتقدِّمةِ تقنياً وذات الفوائدِ الصحيَّة، أو أقصى قدرٍ من التطبيق العملي، مثل الموادِّ المقاومةِ للتجاعيد، تستمرُّ الموضةُ المستقبليَّةُ في توسيعِ آفاقها.
تابعي الموضوع في المجلة على الرابط التالي رحلة إلى المستقبل
الموضة المستقبلية ترسم لوحة الغد
اكتشفي أحدثَ اتجاهاتِ الموضةِ المتأثِّرة بهذه الابتكارات وهي:
- قطع ميتاليكية: تحتلُّ جاذبيةُ اللمعانِ مركزَ الصدارة، حيث تهيمنُ القطعُ المعدنيَّةُ على منصَّاتِ العرض. تضفي الأقمشةُ مثل Lurex على الملابسِ جوهراً مستقبلياً، خاصَّةً عندما تكون مصحوبةً بحجمٍ وملمسٍ آسرَين. يمنحُ هذا المزيجُ لمسةً من الحداثةِ والاسترخاءِ في كلِّ إطلالةٍ، ما يرفعُ من جماليتها بشكلٍ عامٍّ.
- الجلد: يظلُّ الجلد كلاسيكياً، لاسيما في عالمِ اتجاهاتِ الموضة. تخطفُ القطعُ الجلديَّةُ الأضواءَ، لتشمل مجموعةً متنوِّعةً من الملابس، بما في ذلك السراويلُ، والستراتُ، والقفازات.
- أسلوب Y2K : يمزجُ أسلوب Y2K بين عناصرِ الماضي مع لمسةٍ مستقبليَّةٍ، ما يشعلُ حركةَ أزياءٍ نابضةً بالحياة. بروزٌ لافتٌ للتنانير ذات الثنيات والقطع صغيرةِ الحجمِ، والخصرِ المنخفض، وحقائبِ Baguette، مع مجموعةٍ من الألوانِ الجريئةِ والمشرقة، وربطاتِ العنق، والمزيدِ بهذا النمط الديناميكي.
تابعي أيضاً: المصمّمة جيمي معلوف: تصاميمي تهدف إلى تعزيز مكانة المرأة وقدراتها