تعتبر الخلايا الجذعية هي الخلايا الأم المكونة لجميع أجزاء الجسم، وهي موجودة في: (الحبل السري، الأجنة، النخاع العظمي)، وهي من أهم المصادر لمكونات الدم والجهاز المناعي، وقد تبين منذ عام 1980م، أنها من أنجح مصادر زراعة النخاع، فهي قادرة على التحول لعدة خلايا مكونة لأجزاء الجسم المختلفة، مما يعطي أملاً في استخدامها لعلاج أمراض عديدة، منها:
أمراض فشل النخاع أنيميا البحر المتوسط، أمراض الجهاز المناعي، أمراض الطحال والأنيميا، سرطان الدم والغدد الليمفاوية، تشوهات النخاع، بعض السرطانات الأخرى، بعض الأمراض الروماتيزمية، العلاجات المستحدثة للسكتة الدماغية.
يقول الدكتور عبدالمجيد إسماعيل رمزي، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، وهو أحد القائمين على العمل ببنك حفظ الخلايا الجذعية بمستشفى دار المنى: إن الخلايا الجذعية هي الخلايا المنشئة لجميع أعضاء الجسم، وعند بداية تكوين الجنين يكون هناك الملايين من هذه الخلايا، وكلما كبر الجنين وبدأ تكون الأعضاء قلّت هذه الخلايا، حتى تحين الولادة، حيثُ تكون موجودة بوفرة في دم الجنين، وتقل تدريجيًّا كلما كبر، وتسحب من دمه وتركز في مصنع الدم بجسم الإنسان وهو النخاع العظمي.
بويضة
الخلايا الجذعية نوعان؛ «الجنينية» و«البالغة»، الأولى هي تلك التي يتم الحصول عليها من جنين عبارة عن بويضة ملقحة وحتى عمر شهرين، أما الخلايا البالغة فهي تلك الموجودة في الأطفال والبالغين على حد سواء، والفرق بينهما أن الخلايا الجنينية يمكن وضعها في معمل، وتنقسم إلى خلايا جذعية أخرى، وهذا غير موجود بالخلايا البالغة إلا بنسبة ضئيلة، ولكننا لا نستطيع الاستفادة من الخلايا الجنينية؛ لأنه يصعب التحكم في انقسامها، وهذا يؤدي إلى حدوث أورام، لكنّ هناك أبحاثًا لدراسة إمكانية التحكم في هذه الخلايا والاستفادة منها، لأنها لديها القدرة لتتحول بطلاقة لأي عضو آخر بقدرة تفوق الخلايا البالغة.
من النخاع
يضيف د. عبدالمجيد: منذ توصل العلماء إلى أهمية الخلايا الجذعية، وحتى الآن، وهم يقومون باستخراج هذه الخلايا من النخاع العظمي للمريض واستخدامها لعلاجه، أما حديثًا فيتم الحصول عليها من دم الحبل السري والمشيمة التي تكون غنية جدًّا بهذه الخلايا، وهذه هي الفكرة التي تقوم عليها بنوك cell safe، حيثُ يتم سحب العينة عن طريق الحبل السري المتصل بالمشيمة خلال ربع ساعة بعد الولادة مباشرة، عن طريق كيس دم مخصوص، وذلك لا يعوق عملية الولادة ولا يؤثر عليها، ثم تتم تنقية الخلايا من الشوائب وفصل الخلايا الجذعية من باقي الدم، ويتم حفظها في البنك بأعلى الأساليب التكنولوجية المستخدمة.
صلاحيتها
منذ العام 1986م، تم الاحتفاظ بأول عينة، وهي إلى الآن صالحة، وفي نفس الحالة التي كانت عليها منذ أكثر من أربعة وعشرين عامًا، وهذا هو الحد الأدنى، أما الحد الأقصى فلم يتم معرفته حتى الآن، ولكن علميًّا تظل العينة صالحة مدى الحياة.
في مصر توصلوا إلى طرق الحصول عليها وتخزينها فقط، وذلك من خلال بنك خاص بمستشفى دار المنى، وفيه يكون الانتفاع بهذه العينات، والحصول عليها مقصورًا على العائلات فقط، من خلال حساب سري، لأنه بنك مدفوع، إلا أنه من المنتظر أن يتم إنشاء بنك وطني للخلايا الجذعية تابع لوزارة الصحة بمستشفى الشيخ زايد، ليستفيد منه الناس في الوطن العربي بأكمله، وذلك لوجود تشابه وتجانس كبيرين في صفات الخلايا الجذعية بين سكان المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، ويمكن استخدامها في علاج الكثير من الأمراض، خاصة في حالات الفشل الكلوي، وأمراض القلب والعظام، وغيرها، بنجاح أفضل من الخلايا المستوردة، لأنها تؤدي إلى النتائج المرجوة، وذلك لتقارب وتجانس هؤلاء المرضى، ويتم الحصول على العينات والاستفادة منها طبقًا لمدى توافق الخلايا والتطبيع النسجي، مثل عملية نقل الدم أو نقل الكلى، ويحصل البنك الوطني للخلايا الجذعية على هذه العينات كتبرع بعد موافقة الأم في الحصول عليها بعد الولادة.