هل تعلم أن بعض من أعظم المؤلفين والروائيين والشعراء كانوا فنانين تشكيليين؟ على الرغم من أنه ليس أمراً استثنائياً الجمع بين الفن والكتابة، إلا أن هؤلاء المؤلفين كانوا ذوي أقلام معروف عنها أنها تخط أروع الحروف والجمل والكلمات، وتبدع الوصف والصياغات بكتب ومؤلفات وقصائد ونثريات، إلا أن أناملهم السحرية وموهبتهم الملونة البصرية الإبداعية لم تكن لتدرك لتظل موهبتهم التشكيلية مقصورة ومختبئة لا يدرك أبعادها وعمقها إلا المقربين من العائلة والأصدقاء وبعض المريدين ..بالسياق التالي (ومن موقع abebooks.com) "سيدتي" تسبر أغوار موهبة بعض من كبار الأدباء والروائيين المعروفين بكتاباتهم ومؤلفاتهم أكثر من لوحاتهم وتضيء على موهبتهم التشكيلية الملونة والتي أضافت أبعاداً أخرى لإبداعاتهم الأدبية.
فيكتور هوغو
نحت لشخصية فيكتور هوغو
من غير الواضح كيف كان لدى فيكتور هوغو الوقت الكافي للرسم، نظراً للكمية الهائلة من اللوحات التي أنتجها خلال فترة نضجه الأدبي باعتباره أحد أكبر وأشهر أدباء فرنسا في القرن التاسع عشر. ولكن في مكان ما بين كتابة مؤلفات تزيد عن ألفي صفحة والعديد من المسرحيات والروايات والقصص القصيرة، استطاع هوغو صقل موهبته الحقيقية في الرسم، حتى إن ابنه تشارلز وصف أعماله بأنها "غريبة في كثير من الأحيان، وشخصية دائماً"، وتذكرنا "بنقوش رامبرانت وبيرانيسي"، وقد جُمعت رسومات هوغو في كتاب بعنوان " ظلال اليد: رسومات فيكتور هوغو" والتي أظهرت براعته وحرفيته الفنية.
فرانز كافكا
يُعدّ أحد أفضل أدباء الألمان في فن الرواية والقصة القصيرة، تُصنّف أعماله بكونها واقعيّة عجائبية. عادةً ما تتضمّن قصصه أبطالاً غريبي الأطوار يجدونَ أنفسهم وسطَ مأزِقٍ ما في مشهدٍ سرياليّ، يُعزى ذلك للمواضيع النفسية التي يتناولها في أعمالِه مثل الاغتراب الاجتماعي والقلق والذعر والشعور بالذنب والعبثيّة، وفي تقديره الخاص، كان كافكا يرى نفسه "رساماً عظيماً". تم جمع رسوماته مؤخراً في كتاب بعنوان "فرانز كافكا: الرسومات" ، يقول الكاتب ماكس برود عن لوحات كافكا: "زوايا كافكا الخشنة تفسح المجال لتركيبات مثيرة للاهتمام. والذي يتماشى مع أجوائه العامة في الرواية القصيرة. ولست متأكداً مما إذا كنت قد رأيت المعاناة في عملية الكتابة ممثلة بشكل أفضل مما قدمه كافكا، فالخطوط واثقة، وأنيقة، وديناميكية - وإن كان هناك شعور متسرع قليلاً. إلا أن هذا الكاتب المدهش كان من الممكن أن يكون فناناً منافساً!"
قد ترغبين في التعرف إلى: أغرب العادات اتبعها المؤلفون لتحسين إبداعاتهم
فيديريكو غارسيا لوركا
كان الشاعر والكاتب المسرحي فيديريكو غارسيا لوركا أيضاً فناناً وعازفاً للبيانو، يعُده البعض أحد أهم أدباء القرن العشرين. وهو واحد من أبرز كتاب المسرح الإسباني في القرن العشرين، عمل لوركا في الطباعة الحجرية والوسائط المختلطة واستخدم في لوحاته القلم والحبر من الطراز القديم، وقد انجذب نحو الرسومات التي لها طابع سريالي، اللافت في اختياراته لموضوعات لوحاته غرابة أطوارها، بالإضافة للأزياء الغريبة التي يكسو بها أبطالها على أن الأجواء الزاحفة حول حواف شخوصه تبدو جاذبة سريالية، حيث يمكن ملاحظة تأثره بكل من لويس بونويل وسلفادور دالي.
هرمان هيسه
كاتب سويسري من أصل ألماني، وعلى الرغم من أن توجهه الأدبي في بادئ الأمر كان صوب الشعر إلا أنه فيما بعد ألّف روايات فلسفية عديدة ومتنوعة؛ وكان يغلب على بعض الروايات طابع التفكر العقائدي، وقد حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1946. اكتشف هيرمان هيسه شغفه بالفن بعد سلسلة من الأحداث المؤلمة التي شكلت حياته. وأصبح الرسم هوايته العلاجية الشخصية أثناء تعافيه بعد الحرب العالمية الأولى. وفي طريقه في نبش أغوار الذات تبنى الأديب المخضرم كلاً من الأساليب الانطباعية والتعبيرية. وأبدع آلاف القطع التي تأثرت جميعها بالطبيعة ودفئها.
قد ترغبين في التعرف إلى كيف تحول شارع الأديب عبدالمقصود خوجة بجدة إلى منصة ثقافية
رابندراناث طاغور
كان طاغور فيلسوفاً ورساماً وشاعراً حائزاً على جائزة نوبل، وقد أنشأ مدرسة فلسفية معروفة باسم فيسفا بهاراتي أو الجامعة الهندية للتعليم العالي في عام 1918، وقد كان طاغور فناناً ملهماً بالإضافة لكونه أديباً وفيلسوفاً، إلا أنه رسم في مرحلة متأخرة من حياته، وهو في الستين من عمره، وأقام عدة معارض ناجحة أحدها في باريس بناءً على نصيحة أحد أصدقائه، وقد كانت صوره تميل للمزاجية، وكان يسعى لتصوير الوجوه المسكونة عن قرب.
يقول طاغور عن مرحلة تحوله للرسم: "عندما بدأت أرسم لاحظت تغيراً كبيراً في نفسي، بدأت أكتشف الأشجار في حضورها البصري، بدأت أرى الأغصان والأوراق من جديد، وبدأت أتخيل خلق وإبداع الأنواع المخلفة منها، وكأنني لم أر هذه الأشجار مطلقاً من قبل لقد رأيت الربيع، فالأزهار تنبثق في كل فرع من فروعها، وبدأت أكتشف هذه الثروات البصرية الهائلة الكامنة في الأشجار والأزهار التي تحيط بالإنسان على مدى اتساع الكون".
ألكسندر بوشكين
كان الروائي الروسي المحبوب ألكسندر بوشكين يشكل كتلة إبداعية رباعية مدهشة، فلطالما كتب الروائي العنيد الملهم الكتب والمسرحيات والقصائد والموسيقى، حتى اكتشف كتاب سيرته الذاتية مؤخراً أنه احتفظ بمجلة مصورة مليئة بالرسومات المبتكرة والرسومات التي أبدعها بنفسه، وعلى الرغم من أن بوشكين لم يتابع الرسم أبداً بشكل احترافي، ربما كان مشغولاً جداً بين المهن الأربع الأخرى، إلا أن شخصيته الفنية الواضحة تظهر في تفاصيل خطوطه الجريئة في رسوماته، وعلى الرغم من عدم إدراك الكثيرين للطرق التي نمت موهبته من خلالها، إلا أن مهارته وحرفيته وخطوطه الجريئة استحقت أن يتوقف عندها النقاد.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين أكثر إلى شخصية أديبة عربية هي القطرية أمل عبد الملك الحمادي: كلما تحرر الكاتب من الالتزام الوظيفي أبدع أكثر
خليل جبران
جبران خليل جبران كان شاعراً، كاتباً، فيلسوفاً، عالم روحانيات، وهو من أدباء وشعراء المهجر، وقد كان كذلك رساماً ونحاتاً فذًّا، من المعروف أن جبران كان صريحاً جداً بشأن رسائله العالمية للسلام والوئام ليس فقط في كتاباته بل وفي فنه أيضاً. وقد استلهم الكاتب اللبناني العالمي كثيراً من تفاصيل لوحاته من أعماله الأدبية، وقد تأثر بشدة بويليام بليك وويليام تيرنر، حيث استلهم من صورهما التعبير عن الرغبات الحقيقية لروحه. وقد اشتهر بتصويره للمنفى والظلم والوحدة وكثير من المشاعر الأخرى والتي عبرت عن تجارب المهاجرين.
إميلي برونتي
روائية بريطانية وشاعرة، تشتهر بروايتها المذهلة "مرتفعات ويذرنغ" التي تُعتبر من كلاسيكيات الأدب الإنكليزي، وفيما يتعلق الأمر بالفن، وجدت إميلي برونتي مصدر إلهام في صقرها الأليف ميرلين. لقد استحضرت طرقه البرية الطبيعية في استخدامها الغريب للألوان المائية أثناء إنشاء صورة له. كانت لديها مهارة الملاحظة الدقيقة المعروفة من كتاباتها والتي ظهرت أيضاً في فنها. يعتقد البعض أن فنّها قد يشير إلى أدلة على أسرار أعمالها. اشتهرت برونتي بأسلوبها الأدبي الغامض والمراوغ الذي امتد إلى وسائل تعبير فني أخرى.
وإذا أردت التعرف إلى أحد الأماكن التي كانت ملتقى كبار الأدباء والفنانين تابعي الرابط: حلواني بودرو ملتقى الأميرات والأدباء والفنانين وذكريات الجالية اليونانية