الموضة هي لغة العصر وثقافته، وهي إرث الماضي ونكهته، والكاتب والأديب إحدى أدوات العصر المعبرة عنه، الناطقة بلسانه، المفصحة عن مكنوناته، المُبيّنة لظواهره، وحيث يعتقد الكثيرون أن الثوب قد يكون جزءاً من صوت الكاتب وطريقته في الكتابة، فالمظهر تعبير نسيجي أدبي عن العالم من حولنا، والحوار مستمر بين الموضة والمجتمعات، فالملابس تفك شفرتها بناءً على الأذواق والمهن والأصول الجغرافية، وكلها مما يُصيغه الأدباء والكتاب بكل مكان وحسب كل عصر وزمان.. بالسياق التالي، وفي ظل ختام أسبوع الموضة في باريس للأزياء الراقية موسم ربيع وصيف 2024، تعرفك "سيدتي" بحسب موقع townandcountrymag.com، على الأدباء الأكثر أناقة في التاريخ.
ترومان كابوت
هو روائي أمريكي وكاتب للقصص القصيرة والمسرحيات، كما كان ممثلا ًمعروفاً، وقد أُشيد بالعديد من أعماله التي اعتُبرت من الكلاسيكيات الأدبية، وعلى الرغم من أناقته المعروفة؛ فإنه لم يسعَ وراء الموضة بصرعاتها الغريبة، فلطالما كان أسلوبه يتسم بالمحافظة من ناحية، والحماس في شكل قبعات غير عادية، وأحذية مثيرة للاهتمام من ناحية أخرى.
اعتاد كابوت ارتداء سترات عالية العنق وسترات مخملية، وظل محتفظاً بأناقة لافتة، حتى عندما تعرض للمساءلة القانونية بإحدى المرات، فقد ظهر أمام القضاة مرتدياً نظارة شمسية وسترة صيفية خفيفة، ومن ثمّ يحتل ترومان كابوت بجدارة المركز الأول في قائمة الأدباء الأكثر أناقة.
إف سكوت فيتزجيرالد
هو مؤلف أمريكي للروايات والقصص القصيرة، وتعد كتاباته نموذجاً مثالياً لكتابات عصر الجاز، وهو المصطلح الذي صاغه بنفسه، كما يعد أحد أعظم الكتاب الأمريكيين في القرن العشرين، والمعروف عن فيتزجيرالد تصرفاته الغرائبية المثيرة، وبهذه الطريقة ظهر أسلوبه الأدبي الفريد، ولم تكن ملابسه أقل فرادة وتميزاً من أسلوبه الأدبي وصياغاته المدهشة، بدءاً من معطفه مزدوج الصدر، وأحذيته المفتوحة وسراويله المخططة، وقد اهتم فيتزجيرالد باتجاهات الموضة وتأثيرها على الطبقات الاجتماعية والثقافية، وهو ما يظهر بوضوح في أعماله الأدبية والتي ظهر فيها عشقه للفخامة، والمعروف عنه أن الكاتب الأعلى أجراً في عصره.
جاكلين سوزان
هي روائية وكاتبة وممثلة أمريكية، تعتبر روايتها "وادي الدمى" من أكثر الكتب مبيعاً في تاريخ الولايات المتحدة، كما أن عدداً من رواياتها احتلت صدارة قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعاً، لتكون بذلك المرأة الأولى التي تحقق ذلك في تاريخ الأدب الأمريكي. والمعروف أن جاكلين نفسها كانت من عاشقي الموضة؛ فخزانتها كانت تتناسب مع طبيعتها الإبداعية، فكانت تحتوي على الكيمونو، أطقم الحرير الوردي، الأقراط الكبيرة والأحذية ذات الكعب العالي، وعدد من بدل التويد، كما كانت تفضل ارتداء سترات بياقة مطوية مع جيوب مصنوعة من الصوف المخلوط، وكانت جاكلين تعشق القبعات وتجعلها اللمسة الأخيرة المكلمة لأناقتها.
وهذا الكاتب والأديب المعروف إحسان عبد القدوس يحتفي به محرك جوجل الشهير، هل تريد معرفة السبب؟ تابع الرابط ليس بسبب ذكرى ميلاده أو وفاته .. تعرفوا إلى سبب احتفاء محرك البحث جوجل بالكاتب إحسان عبدالقدوس!!
إميل زولا
كاتب وروائي فرنسي مؤثر، يمثل أهم نموذج للمدرسة الأدبية الطبيعية، وكان مساهماً مهماً في تطوير المسرحيات الأدبية وفق المدرسة الطبيعية، وقد عُرف عن زولا أنه شخصية مهمة ومؤثرة في المجالات السياسية والأدبية والثقافية بذلك الوقت.
يعتبر زولا أحد أكثر الأدباء أناقة؛ لاختياراته الراقية في الملابس، واعتماده على طلة راقية بدءاً من تصفيفة شعره، والقلادة التي يضعها، وجبينه اللامع دائماً، كذلك فإن اعتماده على الذقن أضاف لملامحه كثيراً من الغموض، ومن ثمّ فقد اعتبر زولا إحدى علامات الأناقة والموضة، وأحد الأدباء الأكثر أناقة في عصره.
سوزان سونتاغ
هي ناقدة وكاتبة روائية ومخرجة أمريكية، والمعروف عن سوزان أن الملابس وموضات العصر لم تكن بالنسبة لها وسيلة لجذب الانتباه أو محاولة لزيادة الاهتمام. ومع ذلك، كما قالت سوزان نفسها: "الكاتب هو الشخص الذي يهتم بكل شيء"، والموضة ليست استثناءً. في شبابها، كانت سوزان ترتدي ملابس مثل الشباب بعصرها؛ كالسترات العادية والجينز والمعاطف الواقية من المطر والبلوزات الآسيوية، وقد كان ذلك النسق العادي من موضة العصر، إلا أنها ومع تقدمها بالعمر تمكنت من تطوير أسلوبها الفريد، واعتمدت الأناقة البوهيمية في السبعينيات، فارتدت سراويل واسعة، وبلوزات بيضاء متدفقة، ومعاطف مزدوجة الصدر بقصة مستقيمة ملفوفة على كتفيها، مما جعلها الأكثر أناقة، ولا تقل أبداً جمالاً وأنوثة عن بريجيت باردو في ذلك الوقت.
سيمون دي بوفوار
كاتبة ومفكرة فرنسية، وفيلسوفة وناشطة سياسية، ونسوية، إضافة إلى أنها منظّرة اجتماعية، ورغم أنها لا تعتبر نفسها فيلسوفة، فإن لها تأثيراً ملحوظاً في النسوية. كتبت دي بوفوار العديد من الروايات والمقالات والسير الذاتية ودراسات حول الفلسفة والسياسة، وأيضاً عن القضايا الاجتماعية. اشتهرت سيمون دي بوفوار برواياتها التي تضمنت تحليلاً مفصلاً حول اضطهاد المرأة، واعتبرت بمثابة نص تأسيسي للنسوية المعاصرة.
والمعروف عن دي بوفوار أنها ولدت بحس الأناقة، حتى إن تسريحة شعرها كانت السمة المميزة لها، وقد قلدها الكثير من النساء بكل العالم في طريقة ارتداء ملابسها، واختياراتها لتصميمات معينة تتفق مع شخصيتها.
أوسكار وايلد
مؤلف مسرحي وروائي وشاعر أنجليزي، يُعد أكثر كتّاب المسرحيات شعبية في لندن في بدايات التسعينات من نفس القرن. أما في وقتنا الحاضر فقد عرف بمقولاته الحكيمة ورواياته وظروف سجنه التي تبعها موته في سن مبكرة، وقد عُرف عن وايلد أناقته اللافتة، حتى إن جمهور وايلد ومحبيه من المشجعين المخلصين قلدوا الكاتب، ليس فقط في موهبته الأدبية، ولكن أيضاً في ملابسه.
في شبابه، برز أوسكار الشاب من بين آخرين؛ فكان لديه شعر طويل، وكان يرتدي ريش الطاووس كإكسسوارات. كان يحب ارتداء السترات الملونة والجوارب الحريرية، وكان يضع بعروة بدلته القرنفل الأخضر، وعلى الرغم من مظهره الباهظ؛ كان الكاتب مثقفاً حقيقياً وشخصاً لطيفاً، محبباً للجميع.
توم وولف
ظهر مبتكر "الصحافة الجديدة" علناً ببدلات بيضاء منذ ما يقرب من نصف قرن، واصفاً نفسه بالمتأنق الناقد. بدأ الأمر بعد أن لفت وولف الانتباه إلى رد الفعل المتزايد لمن حوله، فقد فوجئ الناس برجل يرتدي ملابس بيضاء في منتصف الشتاء. إلى هذه البدلات (عادةً ما يصنعها الخياطون البريطانيون)، أضاف الكاتب بالتأكيد إكسسوارات كوشاح حريري أو قبعة، وتحولت اختياراته لصرعة يقلدها الكثيرون بمختلف أنحاء العالم، ومن ثمّ فقد اعتبر أيقونة الموضة ورمزاً مثالياً للأناقة بذلك الوقت.