نحتفي في عددِ شهرِ مارس بالمرأةِ بمختلفِ أدوارها في الحياةِ. المرأةُ في تاريخها، وحاضرها، ومستقبلها، هي صانعةُ المستحيلِ، ومربيةُ الأجيالِ.
يُذكَرُ أن الصحابيَّةَ هند بنت عتبة، رضي الله عنها، حين قالَ لها زوجُها أبو سفيان، وابنُها معاوية رضيعٌ يحبو: إن ابني هذا لعظيمُ الرأسِ، وإنه لخليقٌ له أن يسودَ قومَه. قالت: ثكلته إن لم يسد العربَ قاطبةً. أي، الأفضلُ أن يموتَ إن سادَ قومَه فقط. وهذا دليلٌ على عزمِ هذه المرأةِ الجليلةِ، التي عُرِفَ عنها العقلُ، والحكمةُ، والحزمُ، بأن تصنعَ من وليدها الصغيرِ إنساناً ذا شأنٍ عظيمٍ. وبالفعلِ، كبرَ معاوية بن أبي سفيان، ليصبحَ من أكثر قاداتِ العربِ سيادةً، وقوَّةً، وحكمةً في التاريخ.
المرأةُ الأمُّ، هي المدرسةُ الأولى، والمرأةُ الزوجةُ، هي العطاءُ المتدفِّقُ، والمرأةُ الابنةُ، هي الشجرةُ المثمرةُ، والمرأةُ الأختُ، هي الحضنُ الدائمُ.
تجدون على الغلافِ الممثِّلةَ السعوديَّةَ عائشة كاي. هي امرأةٌ متميِّزةٌ في موهبتها، متألِّقةٌ في حضورها، وجذَّابةٌ في ثقافتها. لمعَ نجمُها في رمضان من خلال أدائها اللافتِ لشخصيَّةِ "أمّ إبراهيم" في مسلسلِ "شارع الأعشى"، الذي احتلَّ المرتبةَ الأولى في نسبِ المُشاهَدةِ بالخليجِ العربي. حدَّثتنا عائشة عن الانفتاحِ الذي تشهده المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّة في الصناعةِ الفنيَّةِ، ما يستدعي تأمُّلاً في التراثِ، والتاريخِ، إذ ترى أن الأعمالَ التي تستعرضُ فتراتٍ زمنيَّةً قديمةً، تساعدُ في بناءِ ذاكرةٍ جماعيَّةٍ قويَّةٍ، تمهِّدُ الطريقَ نحو المستقبلِ.
ومن التمثيلِ إلى القضاءِ، أجرينا لقاءً ملهماً مع روز العمَّاري، المستشارة القانونيَّة في السلكِ القضائي الإماراتي. أخبرتنا عن علاقتِها المميَّزةِ مع جدِّها لوالدها، وكان شاعراً فطيناً، يقصدُه الكثيرون لحلِّ خلافاتِهم على الرغمِ من أنه كان ضريراً. كما أكَّدت أن المرأةَ التي تُصمِّم على القيامِ بعملٍ ما قادرةٌ على فعله مهما كانت الصعوباتُ.