سيكولوجية الألوان

لمى بنت إبراهيم الشثري
لمى الشثري
لمى الشثري

 

 

الألوانُ عالمٌ واسعٌ وجميلٌ، يُحيط بنا تماماً من كلِّ اتِّجاهٍ، نستمتعُ بها في زرقةِ السماءِ، واخضرارِ العشبِ، وبياضِ الزنبق.. تبوحُ الطبيعةُ بأسرارها اللونيَّة، وتجودُ بسحرها الأخَّاذِ، فتوسِّعُ آفاقنا، وتنشرُ السكونَ والطمأنينةَ، وتُشعِلُ إبداعنا، فنطرحُ الأفكارَ بروحٍ متجدِّدةٍ.

ويبقى للألوانِ معنى أعمقُ عندما تعكسُ العناصرَ المهمَّةَ في حياتنا. قد تكون في كسوةِ الكعبةِ المشرَّفةِ بلونها الأسودِ المهيبِ المطرَّزِ بالذهبِ، أو في لونِ عيونِ مَن نُحبُّ، أو في ألوانِ الشفقِ وقتَ غروبِ الشمسِ حين نختلي بذاتنا بعد يومٍ طويلٍ. 

وترتكزُ سيكولوجيَّةُ الألوانِ على فكرٍ علمي، تضمَّنته عديدٌ من الكتبِ التي أصبحت مرجعاً للمهتمِّين بالبيئةِ الإنسانيَّة، منها كتابُ "الأرض الساطعة – اختراع اللون" لفيليب بول، وكتابُ "الألوان والاستجابات البشريَّة" لفيبر بيرين، الذي يستعرضُ علمياً الاستجاباتِ البيولوجيَّةَ والبصريَّةَ والعاطفيَّةَ للألوان. كذلك للألوانِ إشاراتٌ عدَّة في القرآنِ الكريمِ، تدعو إلى التأمُّلِ، والتدبُّرِ مثل قوله تعالى: " وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ متَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً" الكهف:31.

ندعوكم عبر صفحاتِ العددِ الأوَّلُ في العامِ الجديدِ إلى التأمُّلِ في الألوانِ وتأثيرها. ستجدون على الغلافِ إطلالةً شتويَّةً راقيةً بلونِ 2025، "موكا موس"، الذي كشفَ عنه معهدُ بانتون Pantone للألوان حيث يرمزُ إلى الدفء، ولذَّةِ القهوةِ والشوكولاتة. يُرافقها جلسةُ تصويرٍ مميَّزةٌ، تُبرِزُ أحدثَ ما قدَّمته دورُ الأزياءِ الراقيةُ بألوانِ "موكا موس" الغنيَّة.

وفي سياقِ الألوانِ، ألهمنا اللقاءُ الذي أجريناه مع ستيفانو كورتشي، سيِّدُ الأحجارِ الكريمةِ الملوَّنةِ لدى دارِ بوميلاتو للمجوهرات، إذ حدَّثنا عن قصصٍ، تسردها الأحجارُ، ومشاعرَ تُثيرها من خلالِ ألوانها الطبيعيَّة. 

ويتضمَّنُ العددُ موادَّ منوَّعةً عن أحدثِ ألوانِ التصميمِ الداخلي، لتكونَ دليلكم في تحديثِ زوايا منازلكم بأجملِ اللمساتِ الأنيقةِ.

وأعددنا لكم أيضاً موادَّ سياحيَّةً بألوانِ الفيروزِ من شواطئ البحرِ الأحمرِ المذهلةِ التي تُعدُّ الوجهةَ المثلى للاستمتاعِ بكنوزِ الطبيعةِ في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّة.

"يبقى للألوانِ معنى أعمقُ عندما تعكسُ العناصرَ المهمَّةَ في حياتنا. قد تكون في كسوةِ الكعبةِ المشرَّفةِ بلونها الأسودِ المهيبِ المطرَّزِ بالذهبِ، أو في لونِ عيونِ مَن نُحبُّ، أو في ألوانِ الشفقِ وقتَ غروبِ الشمسِ حين نختلي بذاتنا بعد يومٍ طويلٍ"