مدينة فينيسيا، أو البندقية، أو المدينة العائمة الواقعة شمال إيطاليا، هي أحد أروع المدن الموجودة في العالم، فبخلاف طبيعتها المعمارية الخاصة، هي واحدة من معجزات التصميم البشري الفريد، فقد تم بناء المدينة في 25 مارس 421 ميلادي، فوق 118 جزيرة في وسط بحيرة البندقية شمال إيطاليا، بالسياق التالي تعرفي لأسرار مدهشة عن مدينة فينيسيا التاريخية.
قنواتها المائية المتعددة تجعلها فريدة من نوعها
يقول أحمد عمران، الباحث في التاريخ بكلية الأداب لسيدتي: مدينة فينيسيا عبارة عن عدة جزر متصلة ببعضها عن طريق جسور وتُطل المدينة على البحر الأدرياتيكي، وتُعتبر المدينة من أهم المدن الإيطالية ومن أكثرها جمالاً وسحراً وغموضاً لما تتمتع به من مبانٍ تاريخية يعود أغلبها إلى عصر النهضة في إيطاليا، على أن أغلب المباني هناك مبنية فوق أساسات من الأعمدة الخشبية الضخمة الصامدة والتي يزيد عمرها عن 1000 عام، كما أنها مشهورة بقنواتها المائية المتعددة ما يجعلها فريدة من نوعها على مستوى العالم، هذا المنظر الفريد من نوعه بالإضافة لكنوزها الفنية التاريخية تجعل منها أكثر مدينة مميزة في العالم.
البندقية لغز مليء بالأسرار والأساطير
الأعمدة الخشبية سر محير في بناء مدينة البندقية
عندما وصل المستوطنون الجدد إلى الجزر حوالي عام 402 ميلادي، كانوا يحتاجون إلى مساحات كبيرة وأساسات قوية للعيش فوقها، فبحثوا عن وسائل آمنة لتقوية الجزر وتوسعة مسطحاتها بالإضافة إلى تصريف المياه منها للتغلب على طبيعتها الهشة، لذلك قاموا بحفر مئات القنوات وقاموا بتدعيم ضفافها بالأعمدة الخشبية، ولقد قاموا بغرس الآلاف منها في الوحل بجانب بعضها البعض، بصورة متلاصقة حتى أنها تكاد تتلامس، وبعد ذلك تم تسوية وتقطيع قمم تلك الكتل ليقيموا منصات صلبة لأساسات منازلهم، وحتي الأن يصعب تصديق أن الخشب لم يتعفن أو يتآكل مع تعاقب العقود والقرون، ولكن يكمن السر في أنه عند غرس الخشب تحت الماء، توفرت له حماية طبيعية من عوامل التعرية والتلف، بل وزادت من قوة الخشب وقدرته على التحمل.
قد ترغبين أيضاً في التعرف على: "حكاية شارع" ينتهي من شوارع القاهرة الفاطمية والخديوية والإسكندرية
قصة أحد أشهر تماثيل المدينة
في منطقة كاستيللو في البندقية توجد كنيسة مبنية من القرن الحادي عشر، وفي داخل الكنيسة تمثال لامرأة، وقليل هم الذين يعرفون قصته أو على الأقل أسطورته، حيث إنه يعود لامرأة شابة قيل إنها امتلكت مرآة تمكنت من خلالها أن ترى شكلها في المستقبل وكيف أنها كانت على حافة موتها، فبمجرد رؤيتها لذلك ماتت من الصدمة.
أسطورة نساء إحدى الجزر في البندقية
هناك أسطورة أيضاً مرتبطة بثقافة أهل فينيسيا، حيث يُشاع بأن هناك نساء فاتنات كن يسكن في ممرات جزيرة بورانو المائية، وكان الرجل المخلص لزوجته يحصل على هدايا منهن.
شبح قصر غراسي
قصر غراسي وهو قصر جميل يُطل على القناة المائية الرئيسية في البندقية، وهو قصر كلاسيكي يقع على القناة الكبرى، تم بناء القصر في الفترة من 1748 و1772 كمقر إقامة لعائلة غراسي، وقد تم تصميمه من قبل جورجيو مساري، ويتميز القصر بواجهة رائعة من الرخام الأبيض، ومن أشهر القصص حول هذا القصر هو أن هناك طفلة صغيرة كانت تسكنه، ويُشاع وقتها بأنها ألقت نفسها من هذا القصر ليسكن شبحها القصر، وبقيت قصص الشبح تنتشر حتى أنه في القرن الماضي كان يُشاع بأنه يسمع أصواتاً خافتة في القصر.
ساعة ساحرة البندقية
في القرب من متحف أكاديمية الفنون في البندقية يوجد منزل قديم جداً يُشاع حوله العديد من القصص، ولكن الأسطورة الرائجة هي أنه يعود لإحدى الساحرات، وهناك ساعة معلقة على جدران المنزل، ويقال إن هذه الساعة عندما حاول الناس إزالتها حدثت لهم أفعال مُريبة وأصابتهم لعنة، ولكن بعد إعادتها عادت الأمور لطبيعتها.
الكرنفال
هو مهرجان سنوي يعقد في مدينة البندقية، إيطاليا. ويعد كرنفال البندقية واحدة من كرنفالات العالم المعروفة والذي يحظى بالتقدير، حيث يتراشق الناس بالمياه وتُحيط بهم الفرق الموسيقيه لتعزف الألحان وتنطلق العروض في الساحات والمسارح من ساحة سان ماركو إلى سان باولو ومن جزيرة جوديكا إلى جزيرة مورانو، حيث تزدهر المحلات بالملابس التنكرية والملبوسات الغريبة والأقنعة، وحيث يُقبل الجميع على تناول الحلويات الخاصة بالكرنفال التي تشبه العوامات، والتخفي بالأقنعه، ويُعد الكرنفال إحدى العادات الاحتفالية القديمة أيام الرومان، حيث حفلاتهم المترفة التي تسمح بالجنون وارتكاب الحماقات، وقد احتفظت فينيسيا بهذه التقاليد وكان القناع قديماً يُصنع من الفخار أو الجص عام 1270، ثم سنت جمهورية البندقية في القرن السابع عشر قانوناً لمنع سوء استعمال القناع لأن البعض كان يضعه ويضيف إليه لحية مستعارة إمعاناً في التخفي.
جسر الشيطان
في جزيرة تورتشيللو في مدينة فينيسيا يوجد جسر معروف باسم جسر الشيطان، والسر وراء تسمية هذا الجسر يعود لإحدى الخرافات التي حكاها أهالي المدينة، حيث كانت فتاة في العهد النمساوي من المدينة تحب جندياً نمساوياً، ولكن أهلها لم يقبلوا بهذه العلاقة فقاموا بقتله، ولكن البنت بطريقة ما تعرّفت إلى ساحرة وعدت بأن تساعدها في إعادته، وحسب الأسطورة كان الثمن أن تأتي الساحرة بروح طفل مات مؤخراً وقبل الموعد مع الشيطان ماتت الساحرة في حريق ولم تلتزم بالوعد، وكان الشيطان يأتي لهذا المكان دائماً على شكل قط لاصطياد الأرواح التي تعبث بها الساحرة.
قطط الحراسة
من أسرار مدينة فينيسيا أنها مدينة مليئه بالقطط، فلكل قهوة يوجد قطة للحراسة، ومن المعروف أن الفينيسيون أتو ببعض القطط الشرسة من سوريا وفلسطين لإنقاذهم من الجرذ والفئران التي سببت الطاعون في القرون الوسطى.
شبح زوجة ماركو بولو
ماركو بولو هو رجل مشهور من مدينة فينيسيا وكان يعمل في تجارة السلاح، وقد سافر إلى الصين فترة وخلال هذه الفترة تزوج من ابنة الإمبراطور الصيني، وعاد بها إلى المدينة، وبعد عودته تم القبض عليه، ووصل خبر وفاته إلى زوجته، والتي صدمت بهذا الخبر كثيراً فقامت بالانتحار برمي نفسها في إحدى القنوات المائية في المدينة، ومنذ ذلك الحين خرجت أسطورة ظهورها في الليل كشبح بالقرب من منزلها.
البيت المنحوس
بيت النحس المُصاب بلعنة فقد بنى جوفاني داريو من عائلة غير نبيلة قصراً بديعاً منذ قرون على شاطئ القناة الكبيرة بفينيسيا وجعل واجهته من الرخام النفيس والمرمر، ولكن كل من سكن المنزل انتهى به الأمر إما بالإفلاس أو الانتحار ومنهم تاجر أرمني كان يعمل بتجارة الأحجار الثمينه وآخرهم راوول غارديني الثري الإيطالي الذي انتحر قبل 13عاماً.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين إلى قصة فى الإسكندرية تماثيل تتحرك وتعود فى حلة جديدة