أسرار حكاية تصميم سعفة كان الذهبية وأبرز مصمميها

منحوتة تحميل  السعفة الذهبية
منحوتة تحميل السعفة الذهبية(مصدر الصورة :LOIC VENANCE / AFP )

عندما تُذكر "السعفة الذهبية" تتجه العيون والقلوب والحواس إلى مهرجان كان السينمائي الدولي أحد أهم وأشهر المهرجانات السينمائية في العالم، وما يثيره من زخم بقيمه الفنية وتقاليده السينمائية، وما يحمله من أفكار ورؤى مدهشة، فاتحاً المجال أمام العاملين في فضاءات الفن السابع من كل حدب وصوب للشهرة والتقدير والمنافسة والتحليل والتطوير، ولا يتوقف الأمر عند السينما وإنما يتجاوزه للعديد من المجالات كالأدب والأزياء والسياحة والفن والتصميم وغيرها من مجالات الفن والإبداع، وسعفته الذهبية أوضح مثال لهذا، كيف ذلك؟ تابعوا لتعرفوا.

ليست مجرد جائزة

السعفة الذهبية
                       السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الدولي (مصدر الصورة: chopard / AFP)
 


"السعفة الذهبية" لمهرجان كان ليست مجرد جائزة قيمة يحصدها المبدعون تقديراً لبراعتهم وفرادتهم ومقدرتهم الرفيعة على إلهام الآخرين، ولكنها رمز أيقوني عميق الدلالة ارتبط منذ الإرهاصات الأولى لتصميمه بشعار مدينة كان، فبحسب موقع svowebmaster.free.fr ، ارتبط التصميم بشعار النبالة للمدينة الفرنسية الساحرة (شعار النبالة لمدينة كان عبارة عن خلفية أزرق سماوي مع سعفة فضية موضوعة في شريط، مصحوبة بزهرتين ذهبيتين تمثلان الأذرع القديمة لدير ليرين، معززة بزهرتي زنبق ذهبيتين. تأتي سعفة النخيل في إشارة إلى أسطورة القديس أونورات الذي كان يطرد الثعابين بكفه. في عام 1030)، وقد جاء تصميم السعفة الذهبية ريشية الشكل براقة الملمس وذات أطراف حادة؛ ليكون رمزاً لأعلى جوائز وتكريمات المهرجان اتساقاً مع روح المدينة، فالسعفة أيقونياً ترمز إلى السلام والخلود في الحضارات القديمة، كما أنها من أكثر سمات النصر شهرة؛ حيث تشير إلى نهاية الصراع أو المنافسة، ومن ثمّ فقد وقع الاختيار عليها لتكون تكريم نهاية التنافس بين المشاركين بالمهرجان، كما أن أطرافها الريشية المتعددة حادة النهايات كناية عن تعاطي المهرجان لمختلف التوجهات الفكرية الحداثية الحادة والتقليدية وتقبله لجنوحها مادامت ذات هدف معين.
بحسب الموقع الرسمي لمهرجان كان السينمائي الدولي festival-cannes.com، فالسعفة الذهبية هي أعلى جائزة تُمنح في مهرجان كان السينمائي، وقد تم تقديم أولى جوائز المهرجان في عام 1955 من قبل اللجنة المنظمة للمهرجان.
من عام 1939 إلى عام 1954، كانت أعلى جائزة للمهرجان هي السعفة الذهبية لتحل مكان "الجائزة الكبرى" التي كانت عبارة عن شهادة مزيّنة بعمل فني، في عام 1964، تم استبدال السعفة الذهبية مرة أخرى بالجائزة الكبرى، قبل إعادة تقديمها في عام 1975.
 

تاريخ تصميم السعفة الذهبية

وفقاً لموقع المهرجان الرسمي،www.festival-cannes.com فقد قام القائمون على المهرجان بالعام 1954، بالعمل على تصميم يصلح ليكون شعاراً للمهرجان؛ وليتم تقديمه كجائزة سنوية لمهرجان كان السينمائي الدولي، وقد كان اتجاه التصميم أن يتسق مع شعار النبالة لبلدية مدينة كان على أن يكون بتصميم جديد كل عام من فنان معاصر.
ولتحقيق ذلك دعا مجلس إدارة المهرجان العديد من مصممي المجوهرات لتقديم تصميمات لنخلة (سعف النخل) تكريماً لشعار مدينة كان؛ حيث كانت مشهورة باصطفاف أشجار النخيل بشوارعها الرئيسية، والتي تستحضر أسطورة القديس أونورات الشهيرة وأشجار النخيل المتمايلة التي تصطف على منتزه بروميناد دو لا كروازيت الشهير.
وقع الاختيار على التصميم الأصلي لصائغ المجوهرات الباريسي لوسيان لازون، المستوحى من رسم تخطيطي للمخرج جان كوكتو، كان فيه الطرف السفلي المشطوف من الجذع يشكل قلباً، والقاعدة منحوتة من الطين للفنان سيباستيان.
في عام 1975، أعيد تقديم السعفة الذهبية بشكلها الكلاسيكي ذي الـ 19 ورقة، وظلت منذ ذلك الحين رمز المهرجان؛ حيث تُمنح كل عام لمخرج الفيلم الفائز.

تم إعادة تصميم الجائزة عدة مرات:

  • في بداية الثمانينات، تحول الشكل الدائري للقاعدة التي تحمل راحة اليد تدريجياً ليصبح هرمياً في عام 1984.
  • أعيد تصميم السعفة الذهبية عام 1988 لجعلها أكثر ضخامة وقيمة.وتم تعزيز حواف الجذع والأوراق، كما أن قاعدة السعفة كانت مشطوفة على شكل قلب.
  • في عام 1992، أعاد تييري دو بوركيني تصميم السعفة وقاعدتها من الكريستال المقطوع يدوياً.
  • في عام 1997، أعادت كارولين شوفوليه تصميم التمثال الصغير؛ ومنذ ذلك الحين، تم تصنيعها من قبل دار المجوهرات شوبارد.
  • وفي عام 2017، أعيد تصميم الجائزة للاحتفال بالذكرى السبعين للمهرجان، وقد تم توفير الماس من قبل مورد معتمد من قبل مجلس المجوهرات المسؤولة بالمدينة.


قد ترغبين في قراءة دليلك الشامل لزيارة المدينة الفرنسية

كيف تُصنع السعفة الذهبية؟


السعفة الذهبية رمز لمهرجان كان، وهي عبارة عن أعجوبة مجوهرات تم صناعتها يدوياً في ورش جنيف التابعة لدار المجوهرات الشهير شوبارد في سويسرا على يد ما لا يقل عن سبعة حرفيين، وهي تتطلب أكثر من 40 ساعة من العمل.
السعفة مصنوعة من 4.16 أونصة (118 جم) من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطاً (ويتكون من 75% ذهباً خالصاً و25% فضة، مما يسهل التعامل معه)، بينما تشكل قاعدة الفرع قلباً صغيراً. وترتكز السعفة الذهبية على وسادة كريستالية أنيقة على شكل ماسة بقطع الزمرد، وتشكل قطعة واحدة من الكريستال المقطوع وسادة لراحة اليد، والتي يتم صبها يدوياً في قالب شمع .
يتم نحت جذع السعفة الذي يبلغ طوله 18 سم وأوراقها التنظيمية الـ 19 واحدة تلو الأخرى في كتلة من شمع المجوهرات الأزرق ومن ثم تجميعها.
منذ عام 2014، يتم تصنيع السعفة باستخدام ذهب "التعدين العادل" حيث يتم إنتاجه من قبل عمال مناجم الذهب الاخلاقي الكولومبيين في لا يانادا، وهي بلدة صغيرة تقع شمال جبال الأنديز، وبعد عدة حمامات تنظيف، يتم صقل السعفة باستخدام موقد اللحام.
باستخدام سلسلة من مشاعل الطحن وورق الصنفرة الرقيق، يقوم الصائغ بمعالجة المادة لإبراز بريقها الكامل ؛ حيث يتم نشر وتقطيع وصقل بلورة صخرية تزن حوالي 3 كيلوغرامات. نظراً لأن الطبيعة لا تنتج أبداً بلورتين متطابقتين، فإن كل واحدة منهما فريدة من نوعها، مما يجعل كل جائزة متميزة عن سابقاتها، ليتم لصق السعفة على وسادتها الكريستالية المنحوتة لتبدو وكأنها ماسة بقطع الزمرد.
يتم بعد ذلك وضع السعفة في علبة من الجلد المغربي باللون الأزرق الملكي. في عام 2011، بعد أن أسقط لارس فون ترير السعفة، بينما كان يلوح بها بحماس شديد، تمت إضافة آلية أمان إلى العلبة لتثبيت السعفة في مكانها. عقب ذلك تصبح السعفة جاهزة لتغادر الورشة السويسرية إلى الكروازيت؛ حيث تختبئ في مكان سري قبل تسليمها للفائز خلال الحفل.
تعد جائزة السعفة الذهبية على نطاق واسع واحدة من أرقى الجوائز في صناعة السينما بالعالم.
قد ترغبين في التعرف إلى حشرات سايبورغ مجنحة لجولي أليس تشابل Julie Alice Chappell من دارات إلكترونية مهملة