تتوشح المملكة العربية السعودية باللون الأخضر احتفالا بذكرى اليوم الوطني السعودي 94، وفي هذا اليوم تحديدا يحرص الشعب السعودي على إعلاء روح الانتماء للوطن وإظهار مشاعر الوعد والاحتفاء بذكرى توحيد البلاد على يد الملك المؤسس بطريقة خاصة، ولعل العرضة السعودية أحد أهم أشكال الاحتفال كونها تعكس العمق التاريخي والثقافي للسعودية.
ومع اختلاف الفنون التراثية وأشكالها الفلكلورية في أنحاء السعودية، نجد أن كل منطقة تتمتع بفن تراثي وثقافي خاص يتناغم مع طبيعتها، وتعكس العرضة السعودية صور التلاحم والترابط بين الشعب والقيادة، وكانت العرضة من قبل وسيلة للاستعداد للحرب، تحيي في النفوس مشاعر الشجاعة وتثير العزائم من أجل عودة الجنود منتصرين.
العرضة السعودية شاهدة على توحيد المملكة
وفي اليوم الوطني السعودي 94، نستذكر بصمة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، رحمه الله، في ربط العرضة السعودية بذكرى توحيد البلاد واضحة، حيث كانت العرضة حاضرة ملحمة توحيد المملكة، ولعل أهم ما يميز العرضة السعودية الهيبة والوقار، فيها ترفع راية المملكة والسيوف تشكل مشهدا بصريا جميلا.
ومن أركان العرضة السعودية "البيرق، المحورب، الصفوف، القصيدة، الملقن، الطبول، سبحة الدير، السلاح، أزياء العرضة، الزمية"، وبمرور الزمن أصبحت العرضة السعودية تمثل شكلا من أشكال الفرح، ورمزا ثقافيا حاضرا في المناسبات والمحافل الدولية يعكس الإرث الثقافي والتاريخي العريق، وعادةً ما تؤدى في المناسبات الرسمية ويستقبل لها كبار ضيوف الدولة.
فن العرضة السعودية
حسب ما ذكر في واس، فإن العرضة السعودية تنقسم لمجموعتين الأولى عبارة عن نخبة من منشدي قصائد الحرب، والثانية لحملة الطبول، ويتوسط حامل راية السعودية صفوف المجموعتين، وتبدأ الأناشيد تطرب الحضور بالقصائد وأبيات الشعر، يليها مرحلة قرع الطبول ورفع السيوف، وتتمثل مراحل بدء العرضة السعودية في الآتي:
الإعلان عن بدء العرضة: تبدأ العرضة السعودية بالحوربة أو الشوباش وفي تلك المرحلة يتم الإعلان من خلال شاعر يمتلك صوتا جهوريا يردد شطرا من الأبيات الشعرية الحماسية ينادي في العارضين ليلتفوا في صفين متقابلين، بحيث يكون الصف متزن ويحتضن 40 عارضا.
الاتزان في الصف: شكل من أشكال خروج العرضة بصورة مبهرة هو اتباع أهل الصفوف نظاما موحدا، فعند تلقي أهل الصف البيت الأول من القصيدة، يبدؤون بما يعرف بـ«النزر» وهو الميلان للجهة اليمنى، والجهة اليسرى دون تراقص.
- قرع الطبول: في هذه المرحلة تبدأ عملية قرع الطبول عندما يلقي الشاعر الشطر الثاني من القصيدة، فيبدأ أهل الصف في التمايل يمينا ويسارا على شكل اهتزاز بثني الركبة يمينًا ثم ثنيها يسارًا.
- رفع السيوف: يبدأ أهل الصف بعد ذلك في حمل السيوف ورفعها لتأدية حركات العرضة في نسق واحد، وعادة يرفعون سيوفهم للأعلى عند إلقاء شعر فيه مفاخرة بالوطن والقائد.
- مشاركة الفارس في العرض: يشارك الفارس فـي أداء عرضة الخـل مـن خلال عرضه علـى صهـوات الجيـاد، وتسمى "بالحدوة" ويعـود اسـمها فـي الأصل إلى حداء الخيل.
هوية العرضة السعودية
عادة ما تستخدم في العرضة طبول كبيرة تسمى "التخمير" والصغيرة "التثليث"، وتغلف الطبول من الوجهين بجلد البعير، ويكسى الإطار بقطعة من القماش، وتُزين بخيوط ملونة تكسبها جمالًا.
أما عن لباس العرضة السعودية الذي بمثابة هوية لها فهو عادة ما يكون لباس تقليدي خاص يتميز بالألوان البراقة، واستخدام أساليب فنون التطريز، مثل لباس: الدقلة، والسديري، والزبون، والشلحات والبشت، والصاية، والجوخة، والقرملية، ويضاف إليها السيف أو البندقية.
بدوره كان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، دورا بارزا في الاهتمام بفن العرضة السعودية بما يعكس اهتمامه بالتاريخ والتراث والموروث الشعبي في المملكة، وتجلى ذلك الاهتمام في إدراج العرضة السعودية في ديسمبر 2015م على قائمة منظمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي الشفوي.
تابعي أيضا احتفالاً باليوم الوطني السعودي 94.. المملكة تتوشح باللون الأخضر
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس