الصداقة هي رابطة المودة والإخلاص بين شخصين أو أكثر، كل منهما يشعر بمحبة تجاه الآخر، فالإنسان يحتاج إلى وجود صداقة حقيقية في حياته ليكون سعيداً، فوجود أصدقاء حقيقيين شيء لا يقدر بثمن لكل إنسان، واختيار صديق العمر ليس بالأمر السهل، فلابد أن تتوافر به بعض الصفات والمعايير لتعتبره صديق العمر.
يقول اختصاصي التنمية البشرية محمد بدوي لـ"سيدتي": صديق العمر هو الشخص الذي تثق به وتشترك معه في مستوى عميق من التفاهم والتواصل، وهو صديق العشرة الطويلة الذي تربطنا به علاقة من نوع خاص من الحب والمودة، فوجوده يجعل الحياة أسهل ومليئة بالسعادة، وتظهر الصداقة الحقيقية في الشدائد والمحن.
ويظهر هذا الصديق الحقيقي في هذه الأوقات العصيبة؛ يعاون صديقه ويؤازره ولا يتخلى عنه.
الصداقة الحقيقية كنز لا يفنى
ويوضح بدوي: يحتاج كل إنسان منا إلى صديق حقيقي يكون بجانبه وقت الشدة، داعماً له في السراء والضراء، فالصداقة الحقيقية رزق من الله لا تقدّر بثمن، فهي الكنز الذي يستطيع الإنسان أن يحصل عليه في حياته، والصديق الحقيقي يقدم لك طاقاته، ووقته، وجهده وحبه اللامشروط بدون أن يطلب أي مقابل، وصديق العمر يكون لديه شعلة من المشاعر الطيبة التي لا تنطفئ ولا تندثر على مرّ السنين، ويتمتع بالوفاء، فيُظهر الصديق المخلص دعماً قوياً ومستمراً، فعن طريق هذا الدعم يشعر الشخص بالأمان.
وإذا كان الصديق الحقيقي هو صديق العمر، فهذه صفات الصديق الوفي
صفات مهمة يجب أن تكون بصديق العمر
الاهتمامات المُشتركة
لاشك في أن الإهتمامات المشتركة وطريقة التفكير المُتقاربة تُقوّي العلاقات بين الأصدقاء، وتزيد الروابط متانة وقوة، وإذا وجدتَ الكثير من القيم والاهتمامات المشتركة بينك وبين صديقك؛ مثل الهوايات، والأهداف، والتعليم، والقيم أو المعتقدات الدينية أو الأنشطة الاجتماعية والثقافية، ورأيتَ أنه يحمل هذه الصفات، وتُساعدان بعضكما البعض على تطويرها وإنجازها؛ فهذا يساعد على بناء علاقات قوية ومستدامة، ويوطد أواصر الحب والصداقة بينكما؛ وذلك لأن الاهتمامات المشتركة يمكن أن تعزز اتصالًا أعمق، وتوفر المزيد من المواضيع للمحادثة، وتساعد على خلق شعور بالصداقة الحميمة بين الأصدقاء، فاعلم أنه صديق حقيقي، بل صديق عمرك.
التعاطف
تبقى الصداقة الوثيقة الأعمق، حيث إن المشاعر فيها آمنة وراسخة، فالصداقة الحقيقية ثقة واحترام، وهي تبنى على الحب والتفاهم والتكامل والثقة والإيثار والصدق، ومن أكثر الصفات التي يتميز بها الصديق الحقيقي هي أن يكون شخصاً متعاطفاً مع مشاعرك وتجاربك الحياتية، سواء كانت حزينة أو سعيدة، بل وبمشاركتها واحتوائها أيضاً.
يقف بجوارك وقت الشدة
صديق العمر هو الذي يقف إلى جوارك في وقت الشدة كما في الرخاء، ويتّخذ خطوات واضحة وعملية كي ينقذك من الضيق، فوقت الضيق هو الوقت الحقيقي الذي تنكشف فيه أرواح الأصدقاء وتكشف ألوانهم الحقيقية.
يُرشدك إلى الطاعات
الصداقة حب وأخوة في الله، وأوقات وأحيان كثيرة تأخذنا الدنيا بعيداً عن الطاعات، وصديقك الحق صديق العمر من يجلو قلبك باستمرار، وهو الذي يرشدك إلى ما فيه خيرك وصلاحك، بل ويلفت انتباهك إلى ما فاتك من الخير، ويعينك على الرجوع لطريق الحق، ويكون لك قدوة ودليلاً ومصباحاً ينير لك طريقك.
يمكنك أيضاً التعرف على المزيد من صفات الصديق الحقيقي
حكيم ويملك القدرة على حلّ مشكلاتك
الصداقة الحقيقية تحتاج إلى الاستمرار طويلاً، وإلى بناء أسس متينة وحل الخلافات أولاً بأول، وزيادة التواصل وإظهار التقدير، فعندما نكون في قلب المشكلة، ربما لا يمكننا رؤية جميع الجوانب، وهذا هو الوقت الذي نحتاج فيه إلى صديق مخلص، كي يلفت انتباهنا إلى الصواب، ويساعدنا على حل المشكلات.
يستمع إليك في أي وقت
في أحيان كثيرة تأتي علينا أوقات عصيبة نحتاج لمن يستمع لنا، حتى لو لم يكن يملك حلولاً لما نمرّ به، صديقك الحق، سوف يترك أي شيء بيده، ويمنحك الوقت كي تبوح له بما في قلبك، ويهوّن عليك، ويساعدك على إفراغ شحنتك السلبية والإنصات لك بحب دون ملل.
الاحترام المُتبادل
صديق العمر لا يكنّ لك إلّا احتراماً وتقديراً، ولا يتجاوز حدوده معكَ ويتدخل في عاداتك وتقاليدك ومُعتقداتك وأفكارك، بل يحترم مساحتك الشخصية، فالاحترام أساس الصداقة والقدرة على تفهم الأمور الشخصية، فالصداقة احتضان، والهدف منها ليس المهاجمة أو التغيير، وإنما هي علاقة فيها الصدق والأمان والوفاء، والاحترام المتبادل.
يحب الخير لك كما يحبه لنفسه
الصديق الحقيقي صديق العمر هو من يحب الخير لصديقه كما يحبه لنفسه، ويفعل كل ما بوسعه لإسعاده، ويتمنى له أن يصل إلى نفس مستواه في العمل، ويبغض لك ما يبغضه لنفسه.
المغفرة والسماح
الصديق يلتمس لك الأعذار، ولا يُلجئك إلى الاعتذار، وصديق العمر يسامحك، فمن الصفات التي يجب أن يتحلى بها الصديق تجاه صديقه هي مسامحته على الأخطاء التي قام بها؛ نظراً لأنه دائماً ما يحسن الظن به.
يدافع عنك في ظهرك
تجد أن صديق العمر يقوم بالدفاع عنك في ظهرك، ويمدحك أمام الآخرين، ويُحاول أن يكون كالسيف في ظهرك أثناء غيابك عنه، ولا يسمح لأي من الأشخاص بالتطاول عليك أو التقليل من شأنك واحترامك، سواء كنت موجوداً أو غائباً، ويحفظ غيبتك ويُدافع عنك، ولا يسمح للآخرين بالتكلم عنك بالسوء.
والآن بعد أن تعرفت إلى صفات صديق العمر، فهل أجريت اختبار الصداقة؟