يقول الفيلسوف والشاعر الأمريكي رالف والدو إيمرسون: "أن تكون على طبيعتك في عالم يحاول باستمرار أن يجعلك شخصاً آخر، هو أعظم إنجاز".
عندما يأتي الحديث عن احترام الذات، يكون لدى كلٍّ منا بعض القناعات والمفاهيم عما يعنيه ذلك؛ لأنه بطريقة أو بأخرى، يُفترض أن نكون قد اختبرنا هذا الأمر عن كثب، أو أجبرتنا الظروف على أن نكون في عدد من المواقف، إما أن تصعد بنا للسماء في أعلى عليين من الاحترام، أو تسقطنا في أسفل سافلين من الإهانة والشعور بالدونية! فكيف نتحكم في مثل هذه المواقف؛ لتظل راية احترام الذات وعزة النفس ترفرف فوق رؤوسنا وتُظلّنا بظلال من الكبرياء والكرامة، تحرسنا أينما كنا وكيفما وُجدنا. بالسياق التالي، نشارككم 8 نصائح لزيادة احترامنا لذواتنا، ولنكون أكثر حباً لأنفسنا.
احترام الذات ليس أمراً ثابتاً!
تقول عزة أبوالعينين، استشاري التنمية البشرية والدعم الذاتي لـ«سيدتي»: احترام الذات هو الطريقة التي نقيّم بها أنفسنا. كالمعتاد قد تنتابنا القسوة في هذا الأمر؛ حيث نميل إلى أن نكون قضاة صارمين عند الحكم على أنفسنا؛ حيث يتعلق الأمر بالطريقة التي ندرك بها طريقتنا في الوجود، والأفكار والمشاعر التي لدينا، فيما يتعلق بجسدنا وشخصياتنا وأفكارنا.
تقول عزة: كونه تقييماً وإدراكاً؛ فهذا يعني أنه ليس صفة ثابتة؛ بل هو شيء يتحوّر ويتغير فينا طبقاً لمقتضى الحال، أو بحسب الظروف، وبحسب طريقتنا في النظر إلى أنفسنا. ولأن هذا الأمر بالأساس ذاتي نعتمد فيه على أنفسنا، وبالتالي فإن التغيير يكون ذاتياً أيضاً؛ أي من أنفسنا لأنفسنا. فنحن عندما نقرر أن احترامنا لذاتنا منخفض، أو أننا نريد تحسين احترامنا لذاتنا؛ فلا بد أن ندرك أن الصورة التي نحملها في أذهاننا عن أنفسنا، هي الأساس الذي يجعلنا ندرك مدى احترام الآخرين لنا. وهذه الصورة تُبنى بأذهاننا من خلال خبراتنا، وتتأثر بقوةٍ بالرسائل التي نتلقاها من الآخرين. كما أن هذه الصورة هي مفتاح العمل على أنفسنا؛ لأنها تسمح لنا بوضع أهداف قابلة للقياس؛ حيث شعار: "زيادة احترامنا لذواتنا" لجذب المزيد من احترام الناس، غايةٌ قد تكون صعبة على الكثيرين، عند مقارنة أنفسهم بأشخاص آخرين، ينظرون إليهم على أنهم أكثر ثقة، وأكثر ذكاءً، ولياقة، وأكثر نجاحاً.. إلخ. إلا أنها يمكن بلوغها؛ فهناك بعض الأشياء العملية التي يمكن أن تساعدنا بلا شك في تحسين تصوُّرنا لأنفسنا؛ لنكون أكثر احتراماً لذاتنا، ومن ثَمّ أكثر حباً وتقبُّلاً لأنفسنا!
8 نصائح
لا تكن متطلباً لذاتك
تقول عزة: نحن ما نحن عليه، بفضائلنا وعيوبنا، ولسنا كاملين، ولا أحدَ كاملٌ حقاً. لكي نكون سعداء، يجب علينا أن نتعلم من أخطائنا، ونقدّر ما نجيده، ومن ثَم فلنسعَ لإدراك الأشياء الجيدة التي لدينا، ونسامح أنفسنا على ماضينا. ولنتوقفْ عن التفكير في ذواتنا بطريقة سلبية، وأننا أحد أسباب مشاكل الكون.
عامل نفسك بالحب
أنت أفضل أدواتك، أنت وكل ما تمكنت من بنائه حتى اليوم. لديك الحق في أن تكون سعيداً. ولتحقيق ذلك؛ فأنت تحتاج إلى نفسك، ويجب أن يكون ما تذكّر به نفسك، يساعدك في التطور والنمو والتقدم. لا للركود وتكريس الشعور بالذنب. واعلم أن حب نفسك هو بداية مغامرة تدوم مدى الحياة.
وإذا أردت المزيد من هذا الأمر فتابعي السياق التالي: كيف أحب نفسي وأهتم بها؟
فكر بإيجابية
إذا كان تقييمك الشخصي لذاتك قائماً على السلبيات والعيوب، المعلقة الأبدية؛ فاخلع تلك النظارات؛ لأنها لم تعُد تعمل. احصل على عدسة مكبِّرة وابدأ في البحث عن الأشياء الجيدة بداخلك. واعلم أن احترام الذات يزداد كلما خصصت مساحة أكبر للأشياء الجيدة في حياتك، وقللت مساحة مخاوفك؛ فكلما زادت الإيجابية، قلّت السلبية.
لا تقارن نفسك بالآخرين
تركيزك على نفسك وقيمك وأخلاقك، أحد أهم ركائز احترام الذات. فكّر في بناء حياتك الخاصة؛ فلدى كلٍّ منا شيء جيد ينسى به الهموم في هذه الحياة الصعبة. والأمر متروك لك لإيجاد الطريقة المناسبة للقيام بذلك.
أعطِ قراراتك الصحيحة الأهمية التي تستحقها
أسوأ فشل في حياتك هو أن تَسقط ولا تنهض أبداً! لا تدع أخطاءك تطغى عليك. ندرك أنه لتحقيق أهدافك وتحقيق النجاح، من الضروري الالتزام بها. لا يتعلق الأمر بعدم ارتكاب الأخطاء؛ بل يتعلق بإدراك أن كل خطأ من تلك الأخطاء، هو فرصة تمنحك إياها الحياة لتتعلم وتصبح شخصاً أفضل كل يوم. اعلم أن الخطأ لا ينتقص أبداً من احترام الإنسان لذاته.
ضع أهدافاً واقعية وملموسة
ابدأ بأهداف صغيرة ودودة وقابلة للقياس. وراقب ما تصل إليه، وانتبه لما تحققه من تطوُّر. وعندما تجد أن ما تفعله ينجح، ستلاحظ أن تقديرك لذاتك يتحسن؛ فمن المرجّح أن تجد بعض الإجابات لسؤال: كيف تَزيد من احترامك لذاتك في هذه الأهداف الصغيرة، بقدر ما يتم تحقيقها.
قم بتقييم إنجازاتك
تعلّم كيفية تقدير ما حققته بالفعل. هذا هو الأساس لتكون قادراً على الاستمرار في تحديد أهداف جديدة وأكبر. ولا تضيّع وقتك في التركيز على عيوبك؛ فجميعنا لدينا فضائل يجب أن نقدّرها ونشعر بالامتنان لها. اختر التركيز على الإيجابيات؛ حتى تتمكن من مضاعفتها.
احترم نفسك
تعلّم كيف تقدّر نفسك وتحترمها؛ فتقدير الذات هو أساس احترام الذات الصحي. وتذكّر أن احترام الذات هو الطريقة التي نقيّم بها أنفسنا، ومن ثَم اسع دائماً لتكون أكثر لطفاً كل يوم مع هذا التقييم.
وبالسياق التالي يمكنك التعرف إلى الفرق بين احترام الذات وقبول الذات