يعدُّ حب الذات شرطاً أساسياً للوصول إلى النجاح في الحياة، إذ لا يمكن لأي إنسانٍ لا يؤمن بقدراته، ولا يضع لنفسه هدفاً، ولا يحب ذاته ..تحقيق أي حلمٍ يطمح إليه، عملياً كان أم دراسياً...وحتى تصبح حياتنا جميلة، يجب علينا نحن الشباب "تدليل أنفسنا"، والترويح عنها كل فترة بالابتعاد عن هموم العصر، وممارسة هواياتنا..."سيدتي" ناقشت هذا الموضوع مع عددٍ من الشباب والشابات، بمناسبة "يوم الحب"...وإليكم ما توصلنا إليه في التقرير التالي
أقوى أنواع الحب
بدايةً، أكدت الإعلامية إيمان المنديل، أن أفضل أنواع الحب، هو حب الذات، وعن ذلك قالت: "بعد سنوات طويلة من العلاقات الإنسانية ذات الروابط المختلفة، اكتشفتُ أن أقوى وأفضل أنواع الحب، هو حبُّ الإنسان نفسه".
وأضافت "لا أجد عيباً في قول هذا، ولا أعدُّ ذلك نوعاً من الأنانية، بل على العكس تماماً، فأقل الناس عطاءً هو مَن يحرم نفسه من ملذات الحياة". مبينةً أن "حب الإنسان نفسه، ينعكس على تصرفاته، وردود أفعاله، ومن تجربه شخصية أقول: إنَّ لنفسك عليك حقاً، لذا يجب أن تطبِّق هذه القاعدة في حياتك، وألَّا تسمح لنفسك ولا للآخرين بتجاوزها".
حب الذات يجعل الحياة جميلةً
واتَّفق معها محمد الزهراني، مدير تنفيذي، موضحاً أنه "ستأتيك فترةٌ، تتمنى لو أنك عشت حياتك بالطريقة التي تعيشها خلالها، وهي فترة حب الذات، إذ سترى الحياة فيها بشكلٍ مختلف، وستجد الأمور تسير بمسارها الصحيح، حتى لو كانت تخالف وجهة نظرك، وستشاهد كل شيءٍ جميلاً حتى لو كان مختلفاً عن ذوقك، وستبدو منبهراً من نفسك، وستسأل: كيف وصلت إلى هذه المرحلة؟".
وأضاف: حتى تصل إلى تلك المرحلة عليك فعل التالي:
عليك بنفسك فقط، حدِّثها، تحدث عنها، دلِّلها، قدِّرها، لكن لا تتكبَّر كيلا تعاني من النرجسية.
كن معطاءً، بتقديم ما تستطيع. ولا تنتظر الرد من أحد.
كن ممتناً لما تملك، فهو حلمٌ لغيرك، واشكر الله كثيراً على نعمة الإسلام، والأهل، والأصدقاء، والصحة، ونعمة الأمن والأمان.
حاسب نفسك وانتقدها قبل انتقادك غيرك فما تراه خاطئاً، يراه غيرك صحيحاً.
خامساً: تقبَّل كل شيءٍ حولك دون مخالفة دينك أو مبادئك. كن صاحب فكر ناقد وسليم ومتزن.
سادساً: عليك أن ترضى بما قسمه الله لك، وكن على يقين بأن الله يختار لك دائماً الأفضل.ناقد
سابعاً: استمتع وأنت تعمل، وأحبَّ ما تعمل.
ثامناً: كافئ نفسك في كل إنجاز تقوم به.
تاسعاً: سامح وتسامح، صافح وتَصَافَح، أصدق وتصدق، أنصت كثيراً وتحدث قليلاً.
بعدها سيكون حبك تلقائياً للآخرين، وكن أنت نفسك ولا تحاول أن تشبه أحداً غيرك، كن كما تريد أنت فقط.
أحب ذاتك بكل معاني الحب
طريق النجاح..كما أكدت عالية الشمراني، اختصاصية اجتماعية ومستشارة أسرية على أهمية حب الذات، قائلةً: "الحب الكبير بالنسبة لي، هو حب الذات وتقديرها، ووضعها في المكان الصحيح، والاهتمام بها، ومنحها الأولوية". مبينةً أن "كل أنواع الحب تتجلى بعد حب الذات، بل إنه الطريق الأساس لكل شيءٍ، فمن خلاله نحب الناس ونحترمهم ونقدِّرهم، نحب ما نعمل، ونبدع فيه، لأننا نرى أنفسنا ناجحين، نحب الإنجاز أكثر، ما يساعدنا على الابتعاد عن الغيرة من إبداع ونجاح زملائنا في العمل، نحب مجتمعنا فنعمل على الرقي به بمساعدة أفراده على التفوق والتميز، والعطاء الذي لا يأتي إلا بعد اكتفاء الشخص من حب نفسه وتوفير كل احتياجاتها وهذا يساعدنا في التمتع بجمال الحياة، والقدرة على مواجهة المصاعب متسلحين بنظرتنا الإيجابية لأنفسنا".
هرمونات السعادة
وعدَّت ليلى المعينا، خبيرة في تنمية الذات، حب الذات وسيلةً لتحسين الصحة، إذ رأت أن "الحب ليس فقط شيئاً جميلاً، بل وأحد أهم المشاعر في حياتنا أيضاً، فعندما نحب ذاتنا نعيش حياةً صحية، إذ يطلق الجسم عند الشعور بالحب هرمونات سعيدةً، مثل الأوكسيتوسين والإندورفين، وهي ضرورية لصحتنا، كما أن الحب يقلل من التوتر والقلق، ويخفِّض ضغط الدم، ويحسِّن صحة القلب والأوعية الدموية".
ورأت ليلى أن "حب الذات يكون من خلال احترام احتياجاتك، واتباع شغفك في الحياة بمنح المجالات ذات الصلة بها الوقت والاهتمام الذي تستحقه، وخلق حدود معينة لا يجوز لأحدٍ تجاوزها، وحماية نفسك من الأشخاص السيئين والعادات السيئة، والاهتمام بصحتك". مشبهةً الحب الكبير بالمبنى، "فالبنية تشكِّل الأجزاء التي تجعلك سعيداً، والأجزاء التي تملأها من حياتك، والدافع لبناء مبنى صلب وقوي دائماً ما يكون احترامك وحبك لذاتك أولاً".