قد تكون مرحلة الشباب هي بداية للحياة العاطفية، وهو تطور شديد الأهمية لتشكيل النضج النفسي والاجتماعي للشخص. وفي حين تعد العلاقات العاطفية فرصة لتعلم الحب والدعم والاحترام، إلا أنها قد تضم العديد من التحديات، خاصة إذا لم تتم بوعي وافتقرت إلى أسس متينة من التواصل والصحة العاطفية.
هناك إرشادات من قبل خبراء، من شأنها تمكين الشباب لممارسة حياة عاطفية سوية ومتوازنة، تساعدهم في وقت لاحق على اختيار الشريك المثالي، وتجنب الصدمات العاطفية.
إعداد:إيمان محمد
ما هي العلاقة العاطفية الصحية؟
بحسب موقع TeensHealth، تقوم العلاقة الصحية على عناصر رئيسية تشمل:
- الاحترام المتبادل: كل طرف يقدر الآخر ويعترف بحدوده ومشاعره.
- الصدق والثقة: لا مكان للكذب أو الخداع، بل تُبنى العلاقة على الشفافية والاعتماد المتبادل.
- التواصل الفعال: يجب أن يشعر كلا الطرفين بالراحة في التعبير عن آرائهما ومشاعرهما دون خوف أو توتر.
- الدعم المتبادل: يكون كل طرف مصدر دعم نفسياً وعاطفياً للآخر، خاصة في أوقات التحدي.
تشير المصادر إلى أن العلاقات الصحية تمنح الشعور بالأمان والقبول، وتساهم في تعزيز الثقة بالنفس لدى الشباب.

علامات العلاقة العاطفية غير الصحية
يحذر CDC من أن العلاقات العاطفية قد تتحول إلى مصدر ضغط نفسي أو حتى عنف إذا لم تدرْ بشكل صحيح. وتشير الأبحاث إلى أن الشباب الذين يتعرضون للعنف العاطفي أو الجسدي في علاقاتهم العاطفية المبكرة، يكونون أكثر عُرضة للاكتئاب وتعاطي المخدرات والفشل الأكاديمي لاحقاً. ومن أبرز علامات العلاقة غير الصحية:
التحكم أو الغيرة الزائدة
مثل أن يمنع الشريك الآخر من التواصل مع أصدقائه، أو يفرض عليه ما يرتديه أو كيف يتصرف.
العنف اللفظي أو الجسدي
أي نوع من الإهانة، الصراخ، أو استخدام العنف الجسدي يُعد مؤشر خطر، ويجب التصدي له على الفور وعدم قبوله.
الابتزاز العاطفي أو الضغط
عندما يُجبر أحد الطرفين على القيام بأشياء لا يريدها بدافع التهديد أو الإحراج، فهذا يعني أننا أمام علاقة غير سوية ولن تستمر.

نصائح لإدارة العلاقة العاطفية بطريقة صحية
وفقاً للخبراء يمكن للشباب حماية أنفسهم من الفشل العاطفي أو تبعاته من خلال الانتباه لبعض النصائح الهامة، مثل:
وضع حدود واضحة
الحدود الصحية تحدد ما هو مقبول وما هو غير مقبول في العلاقة. على سبيل المثال، يمكن الاتفاق على مقدار الوقت الذي يُقضى سوياً أو على الطريقة المناسبة للتعامل في المواقف الاجتماعية.
احترام الاستقلالية و الخصوصية
من الطبيعي أن يمتلك كل طرف اهتماماته وأصدقاءه وحياته الخاصة. ويجب ألا تتسبب العلاقة في عزلة أحد الطرفين عن العالم الخارجي.
قول "لا" دون شعور بالذنب
من المهم أن يشعر الشاب أو الشابة بالقدرة على رفض أي تصرف أو طلب لا يشعرون بالراحة تجاهه، والشعور بعكس ذلك هو مؤشر خطر على الحياة العاطفية.
التعامل مع الخلافات بشكل ناضج
لا توجد علاقة خالية من الخلافات، لكن تأثير هذه الخلافات يتوقف على طريقة التعامل معها، ينصح الخبراء بتجنب الصراخ أو الإهانات، والتركيز بدلاً من ذلك على الاستماع باهتمام والبحث عن حلول مشتركة.
تقدير مشاعر الآخر دون تقليل
التعبير عن المشاعر لا يجب أن يُقابل بالسخرية أو التهميش. كل طرف يجب أن يشعر بأن رأيه مسموع ومقدر.
متى يجب إنهاء العلاقة؟
اتخاذ قرار إنهاء العلاقة يجب أن يحدد وفقاً لتقييم صادق وفقاً للنصائح السابقة، فإذا كانت العلاقة تسبب التوتر المستمر، أو تؤثر سلباً على الصحة النفسية والدراسة والحياة الاجتماعية، فقد يكون الانفصال هو الخيار الصحي.
أيضاً، في حالات العنف أو التهديد، يجب التوجه فوراً للحصول على الدعم من العائلة أو المختصين؛ لأن آثار العلاقات العاطفية السامة قد تمتد لعمر طويل، وتؤثر على الاختيارات اللاحقة.
دور الأهل والمؤسسات التعليمية
العلاقات العاطفية في مرحلة الشباب لها آثار كثيرة، لذلك يجب الاهتمام بهذه المرحلة من قبل الأهل والمدارس و الجامعات. وتلعب الأسرة والمؤسسات التعليمية دوراً محورياً في توعية الشباب بأهمية بناء علاقات صحية. وينصح الخبراء بضرورة توفر حوار مفتوح بين الأهل وأبنائهم حول العلاقات العاطفية، من دون إصدار أحكام، يساعد في بناء ثقة تجعل الشاب أكثر قدرة على التمييز بين ما هو صحي وما هو ضار.
كذلك، يمكن للمؤسسات التعليمية إطلاق برامج توعية عاطفية ضمن المناهج أو الأنشطة المدرسية؛ لتوعية الشباب ومساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم.
اقرأوا أيضاً الحب في زمن التكنولوجيا.. هل هو افتراضي أم حقيقي؟