mena-gmtdmp

أهمية بناء الثقة بالنفس في مرحلة الشباب

الثقة بالنفس عند الشباب
الثقة بالنفس عند الشباب

يلعب بناء الثقة بالنفس في مرحلة الشباب دوراً مهماً في التحصيل الأكاديمي بين المراهقين. تشير الأبحاث إلى أنّ الطلاب ذوي احترام الذات العالي يميلون إلى التركيز على تحقيق الأهداف والمنافسة مع الآخرين، مما يؤدي إلى أداء أكاديمي أفضل. في المقابل، غالباً ما يركز الشباب الذين يعانون من تدني احترام الذات على تجنب الفشل، مما قد يعيق تقدمهم الأكاديمي.

بناء ثقة النفس

أظهرت الدراسات وجود علاقة إيجابية بين زيادة الثقة بالنفس وتحسين النتائج الأكاديمية بين طلاب ما قبل الجامعة، مع التأكيد على أهمية تنمية احترام الذات القوي للنجاح الأكاديمي. يؤثر احترام الذات بشكل مباشر على مستويات الثقة لدى الطلاب. حتى لو لم يكن أداء الطلاب ذوي احترام الذات العالي جيداً أكاديمياً، فإنهم يميلون إلى زيادة الثقة في قدرتهم على التحسن. من ناحية أخرى، قد يكافح الشباب الذين يعانون من تدني احترام الذات للتقدم، حتى لو كانوا يحققون إنجازات أكاديمية.
يمكنك متابعة أسرار بناء شخصية قوية والتأثير في الآخرين

بناء الثقة بالنفس في مرحلة الشباب من وجهة نظر مختصة

اختصاصية الصحة النفسية الدكتورة فرح الحر

اختصاصية الصحة النفسية الدكتورة فرح الحر تحدثت لـ "سيدتي" حول بناء الثقة بالنفس لدى الشباب.

فيما يتعلق ببناء الثقة بالنفس لدى الشباب، فإن الوعي الذاتي يعد أساسياً. يجب أن يتعرفوا على نقاط قوتهم وضعفهم، وأن يفهموا مشاعرهم واحتياجاتهم. من المهم أن يتقبلوا أنفسهم كما هم، مع العمل على تحسين الجوانب التي يمكنهم تطويرها. كما يجب عليهم أن يقدروا النجاحات الصغيرة والإنجازات التي حققوها في حياتهم، ليتمكنوا من تحديد الأهداف البسيطة التي يمكنهم تحقيقها. هذا يساهم في تعزيز صورة الذات لديهم، مما يعزز إيمانهم بقدراتهم.

علاوة على ذلك، تلعب الأسرة دوراً كبيراً في هذه العملية. يجب أن تكون الأسرة والبيئة المحيطة بالأسرة، سواء في المدرسة أو الجامعة، مشجعة وداعمة، حيث يمكنهم تقديم التشجيع والتقدير والإصغاء من دون مقارنة. كما يجب أن توفر هذه البيئة بيئة آمنة للنمو العاطفي والفكري.

أيضاً، من الضروري مواجهة المخاوف تدريجياً، والتخلي عن منطقة الراحة. الفشل يجب أن يُعتبر فرصة للتعلم، وليس دليلاً على قلة الكفاءة. هذا النوع من التفكير يُعرف بعقلية النمو، وكلما طبقوا هذا المفهوم في حياتهم، سيعمل على بناء ثقتهم بأنفسهم. وفي النهاية، كما ذكرنا سابقاً، سيكون لذلك تأثير إيجابي كبير في حياتهم..

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتعلم الشباب مهارات اجتماعية مثل مهارات التواصل الفعّال، الاستماع الجيد، والتعبيرعن الرأي بشكل بناء. من المفيد أيضاً أن يشاركوا في الأنشطة الجماعية التي تساعد على بناء الثقة بالنفس من خلال التفاعل مع الآخرين. كما يجب أن يكون حديثهم الداخلي إيجابياً، حيث يمكنهم استبدال العبارات السلبية مثل "لا أستطيع" و"أنا فاشل" بعبارات تحفيزية مثل "سأحاول"، "سأتحسن"، و"أعمل على مهاراتي".

وأخيراً، من الضروري أن يعتني الشباب بصحتهم النفسية والجسدية. النوم الجيد، التغذية السليمة، ممارسة الرياضة، تقنيات التأمل، التنفس العميق، وكتابة اليوميات كلها تساعد في زيادة الثقة بالنفس وتحقيق التوازن في الحياة.

أساس النجاح في الحياة هو أن يكون الإنسان واثقاً في نفسه، والثقة بالنفس تُكتسب وتبدأ من الطفولة، حيث يتعلم الطفل منذ صغره، وتستمر هذه الثقة بالنفس حتى مرحلة الشباب والكبر. أول من يلعب دوراً مهماً في بناء الثقة بالنفس هم الأهل والبيئة المحيطة، لأن الشاب يكتسب هذه الثقة من خلال نظرة الأهل إليه.
قد يهمك الاطلاع على طرق لتعزيز روح المبادرة لديك

الثقة بالنفس هي تقدير الذات، أي أن يكون الشخص مدركاً لنقاط قوته وضعفه ويتقبلها. هذا التقدير له تأثيرات كبيرة على حياة الفرد في مختلف جوانب حياته، سواء في العمل أو اتخاذ القرارات. كما أنها تؤثر بشكل إيجابي على علاقاته، فتكون أكثر توازناً وصحة. ومن خلال الثقة بالنفس، يمتلك الشخص مرونة نفسية، وهو أمر بالغ الأهمية في حياة الشاب أو الفتاة.