احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية الذي تقرر أن يُطلق عليه هذا العام لغة الشعر والفنون؛ نظمت وزارة الثقافة السعودية بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية فعالية تحمل الشعار نفسه، تسلط الضوء من خلال رحلة ثقافية إبداعية ملهمة على تنوع مجالات اللغة العربية وكيفية توظيفها.
فعالية الاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي التي نطلقت في ساحة الكندي بحي السفارات بالرياض استمرت ثلاثة أيام متتالية، قُسمت إلى أربعة أقسام رئيسية تبدأ من الاستقبال إلى حرف وقصيدة، ثم إلى قسم أفانين وفنون، وتنتهي بقسم غناء وإبداع، وتفرعت عن هذه الأقسام العديد من الأنشطة التي تستهدف فئات عمرية مختلفة؛ فحضر الصغار والكبار، واستمتعوا بوقتهم بين الحروف والكلمات والقصائد.
وقدمت الأقسام بأنشطتها المتنوعة ضمن قالب إبداعي متميز، حيث جذبت المظاهر المتقنة التنظيم والتنفيذ نظر الزوار بدءاً بمجسم "سلسلة الأبجدية" الذي يقدم الأحرف المضاءة على مرآة دائرية ضخمة تعكس تنوع أشكالها المبهرة، مروراً بالجلسة العربية التي تقدم فيها القهوة والتمور، إلى مجسمات الحروف والكلمات إلى ألعاب اكتشاف الحروف، إلى ركن اللغة العربية في العالم وقسم "شطر" الذي يأخذ الزوار في رحلة بين عصور الشعر، مستعرضاً المعلقات الشعرية على قواعد خشبية، وقسم "المخطوطات المضيئة"، وقسم "قصائد مغناة" وغير ذلك.
بين المقامات والخطوط
الفنان أحمد القرعان، المشارك في فعالية قصائد مغناة ضمن قسم أفانين وفنون، أشار في حديث لـ"سيدتي" عن سعادته بالمشاركة في الفعالية وقال: "تشرفت بمشاركتي مع وزارة الثقافة في هذا اليوم الجميل الذي قدمت فيه علاقة الخط العربي بأنواع المقامات الموسيقية، المقامات الموسيقية سبعة وأنواع الخط العربي سبعة، وتتماهى وتتشابه في ما بينها في الدلالة والمضمون؛ فقدمنا أعمالاً سماعية بصرية؛ حيث إن الموسيقى تحكي الكلمة والكلمة تحكي الموسيقى".
وتابع حديثه بالقول: "هذه الفعاليات مهمة جداً، وبالنسبة لما نقدمه هناك جانب نفسي بحيث نتعرف إلى أنماط الشخصية من نوع المقامات الموسيقية التي يسمعها ونربطها بالخط الذي يستخدمه بناءً على ذلك؛ فمثلاً من يستمع لمقام النهاوند، أقرب خط له سيكون خط التعليق، ومن يسمع مقام البيات يكون أقرب خط له الرقعة، وهذه فكرة جديدة سجلتها عام 1999 م".
وأردف: "نسمع بسيمياء اللغة العربية وكأن أحرف اللغة العربية تصور المضمون، من خلال النطق، حتى لو لم يكون المستمع عربياً، وهكذا عملنا على هذه الفكرة ما بين الخط العربي وما بين اللون الموسيقي وما بين اللغة، وصار تكوين جميل الهدف منه أن تؤثر في المجتمع فيتعرف الناس إلى المقامات الموسيقية، وإلى دلالاتها، وكذلك الخطوط العربية، وهذه توليفة جميلة".
التمسك باللغة الأم
"سيدتي" جالت بين أقسام الفعالية واستطلعت آراء الزوار وسر اهتمامهم باللغة العربية، وكان لنا حديث مع الزائرة إيمان ظاظا التي عبرت عن استمتاعها بزيارة الفعالية مع أحفادها قائلة: "في الحقيقة عرفت عن هذه الفعالية بالصدفة في أثناء تجوالي مع أحفادي في ساحة الكندي، وحرصت أن أكون موجودة خلال الافتتاح؛ لتكون فرصة لأحفادي لأن يتعرفوا أكثر إلى اللغة العربية، ولا سيما أن كل الأطفال اليوم يتكلمون اللغة الإنجليزية، حتى إننا في البيت دائماً نطلب منهم أن يتحدثوا باللغة العربية".
وأضافت: "كل الفعاليات جميلة؛ حفيدتي التي تبلغ من العمر أربع سنوات استمتعت بفعاليات الرسم والتلوين، أما حفيدتي التي تبلغ من العمر ثمانية سنوات فأعجبتها ألعاب الكلمات والأحرف العربية".
ووجهت ظاظا رسالة بمناسبة يوم اللغة العربية قائلة: "في يوم اللغة العربية أتمنى أن نكون حريصين أكثر على تعلم اللغة العربية الفصحى، وليس فقط اللهجات العامية؛ لأنها لغتنا الأم وهي لغة القرآن، والحمد لله أن هذه لغتنا؛ فهذا من نعم الله علينا، وبالنسبة للغات الأخرى، فسهل تعلمها إلى جانب العربية".
فخر واعتزاز
من جهتها أكدت الزائرة د. آلاء سنقورة: "سعداء جداً بوجودنا في هذه الفعالية المميزة لوزارة الثقافة بمناسبة يوم اللغة العربية، فخور جداً أنه -ولله الحمد- المملكة العربية السعودية تهتم بإقامة هذا النوع من الفعاليات، وخاصة في وقتنا الحالي الذي لم نعد يا للأسف! نهتم فيه بلغتنا وهويتنا، استمتعنا جداً بهذه الأجواء، حتى الأطفال استمتعوا بوقتهم مع الألعاب والأنشطة".
ألعاب حركية
أما الطفلة جنان المطيري؛ فقالت: "سعيدة جداً بهذه الفعالية؛ لأنها تتضمن ألعاباً حركية تعتمد على السرعة ومعرفة الحروف والرسم، ونحن نستمتع بوقتنا كثيراً، أحب كثيراً اللغة العربية وأجدها لغة سهلة وجميلة وفيها حروف أشكالها رائعة".
يُذكر أن الاحتفال بيوم اللغة العربية هذا العام يتزامن مع الذكرى السنوية الخمسين لإعلان اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة، وحرصت معظم المؤسسات الثقافية والاجتماعية والترفيهية والتعليمية وغيرها على مواكبة الحدث بفعاليات ومبادرات ثرية المحتوى وجاذبة بما فيها من أنشطة وأفكار جديدة من نوعها.
وفي يوم اللغة العربية ندعوكم للاطلاع على المزيد من المقالات والمواضيع حول هذه اللغة ومحتواها الغني، واخترنا لكم: الفنان خالد المطلق يروي رحلته مع الخط العربي تأثراً بوالده