بعد أن كانت الأمهات يعتمدن على وصفات الجدات أصبحت البنات يبحثن عن كل ما هو جديد في عالم الأكلات والوصفات ومن بلاد بعيدة. فبرز اتجاه لسيدات وفتيات، وحتى الأطفال والرجال؛ لخوض غمار المطبخ ومعرفة أسراره.
مها مجددي، مديرة أكاديميَّة قودي للطبخ، تحدثت لـ«سيدتي نت»، عن أنَّ الفكرة بدأت بقيام شركة قودي بعمل حملة لتعليم السيدات بعض أفكار الطهي المبتكر، ونظراً للإقبال اقامت أكاديميَّة مطبخ قودي لتعليم فنون الطهي دورات مجانية على مدار العام؛ حيث تقدم الأكاديميَّة 6 دورات أساسيَّة وهي: حول العالم – طبخ للعروسة أو المُقبلات على الزواج– شيف الباستا– دورة الحلويات- دورة التغذية الصحيَّة لحياة أفضل– دورة نوعي رمضانك مع قودي.
إقبال ومطالبة من الرجال
وقد بلغ عدد الطالبات اللاتي تخرجن في الأكاديميَّة منذ 2009 الى الآن 13.000 طالبة، ودفع تزايد الإقبال في كل عام بالشركة إلى افتتاح فروع في جميع المدن الرئيسة ابتداء بجدة، الرياض، الدمام، وخميس مشيط. ورغم أنَّ الدورات موجهة للسيدات فقط إلا أنَّ الطلب من قِبل الرجال في تزايد؛ ما دفع بالأكاديميَّة إلى دراسة الاقتراح لتقديم دورة واحدة لهم على الأقل.
الطاهية الأولى
تعاقدت الأكاديميَّة في بداية الأمر مع الطاهية عفاف بشاوري، إحدى الكفاءات السعوديَّة التي أسهمت منذ تأسيس الأكاديميَّة إلى أن وصل عدد الطاهيات الرئيسات إلى 6، بالإضافة إلى 5 طاهيات متخصصات في الحلويات والأطباق الأسيوية. بدورها قالت الطاهية عفاف: إنَّ الأكاديميَّة تواصلت معها عن طريق أماني مطبقاني، حيث لم يكن الطهي لديها هواية، حتى أصبحت تعطي دورات طبخ عالميَّة في المطبخ الصيني والهندي والفرنسي. وتواصلت مع الطالبات، لتعليمهن من خلال طرق مبسطة وسهلة.
الأكل الصحي
سألنا مها إن كان لديهم اهتمام بعرض الطريقة الصحيَّة للطبخ والأكل، فأخبرتنا أنَّه في دورة التغذية الصحيَّة، تقوم اختصاصيَّة التغذية بأخذ معلومات المشاركات الخاصة بأوزانهن والاستفسار عن عاداتهن الغذائيَّة اليوميَّة، ومن ثم تقوم بإعطائهن أفكاراً مناسبة حول الطعام الصحي المتوازن، كما يحصلن على إرشادات للطبخ الصحي. حيث لدى الناس فكرة أنَّ الأكل الصحي خاص بالريجيم، وهذا أمر خاطئ دائماً ما نحاول توضيحه.
الطهاة الصغار
وكان لأمل فقيه طريقة مختلفة لإنشاء أكاديميتها، حيث بدأت الفكرة في عام 2011م، بعد أن نالت دبلوماً في معهد Le Cordon Bleu بلندن، وعدة دورات طبخ مختلفة من الولايات المتحدة، ولطالما حلمت بفتح أكاديميَّة لتعليم الطبخ، وفتح مطعم متميز بأفكاره ومأكولاته.
وقد عرضت عليها أختها دلال أن تقوما معاً بفتح أول فرع في السعوديَّة لأكاديميَّة الطهاة الصغار الأميركيَّة (Young Chefs)، وهي أكاديميَّة تُعلّم الأطفال في المراحل الابتدائيَّة وما قبلها أساسيات الطبخ. وقد أرادت أمل أن تبدأ بتدريس الصغار على هذا المنهج على أن تتوسع الفكرة مستقبلاً؛ لتشمل إنشاء أكاديميَّة للكبار.
العجن وتقطيع الخضراوات
كان أول افتتاح في شهر سبتمبر من العام نفسه، حيث قام 40 طفلاً بالتسجيل للتجربة، وعمل عجينة البيتزا والصلصة، وتقطيع الخضار الذي يريدونه وإضافته، وأوضحت آمنة فقيه، وهي قريبة أمل، والطاهية الثانية في الأكاديميَّة أنَّه كانت لديهم مساعدتان في البداية، والآن أصبحن خمس مساعدات، حيث تضاعفت عدد الحصص من أربع إلى ثماني حصص في الأسبوع؛ لزيادة عدد الأطفال الراغبين بالمشاركة..
إتيكيت المائدة
تحكي عليّا عثمان عن تجربتها مع إحدى الأكاديميات قائلة: "سجلت في دورة للطهي الاحترافي بإحدى الأكاديميات، حيث تعلمنا في البداية إتيكيت المائدة، ثم انتقلنا لتعلم الشوربات المختلفة، ومن ثمَّ تعلم الأكلات الرئيسة، وقد تعلمنا بعضاً من الأطباق الفرنسيَّة والصينيَّة، ثم انتقلنا بعد ذلك للكعكات والحلويات. حيث كان الاختبار النهائي يتطلب منَّا إعداد وجبات معينة؛ قمت بالتجهيز لبعضها من المنزل، وأكملت تنفيذها في الأكاديميَّة. لكن والدتي لم تكن مرحبة بالفكرة في البداية، والآن أصبحت تعتمد علي في كثير من أمور المطبخ".
زيت الزيتون مفيد ولكن.
وتعتقد سوسن عثمان، وهي اختصاصيَّة تغذية، أنَّ الفتيات عندما يتعلمن الطهي من أمهاتهن فإنهن يتأثرن بأساليبهن، سواء كان ذلك بشكل إيجابي أو سلبي. فمثلاً بعض الأمهات يستخدمن زيت الزيتون في القلي؛ اعتقاداً منهن أنَّها طريقة سليمة، لكن تعرض زيت الزيتون لدرجات حرارة عالية جداً يعكس تأثيره بشكل سلبي قد يصل لتحوله لمادة مسرطنة، وقد تتبنى الفتاة هذه الطريقة من والدتها من دون علم بأنَّها خاطئة، فهنا تأتي أهميَّة وجود أكاديميات للطبخ؛ لتعلمن السيدات أساسيات الطبخ الصحي.