هل يتكرر نسيانك للطبخ على النار المشتعلة، هل تنسين مفتاح سيارتك داخلها، هل خرجت يومًا بلباسك الرسمي وحذاء البيت، أو ربما دون أن تضعي الغطاء على رأسك؟ كيف تتصرفين إن فقدت القدرة على تحديد اتجاهات الأماكن؟ وهل استيقظت يومًا وسألت زوجك المستلقي بجانبك على السرير من أنت؟ كيف تفسرين هذه المصائب التي تحصل لك خصوصًا إذا تكررت وأنت لم تتجاوزي بعد الـ35؟
هل هي زهايمر مبكر؟ أم مجرد نسيان؟ أم ربما "زهمرة"؛ أي ادعاء الزهايمر للخلاص من المسؤوليات المفروضة عليك؟ بين هذا وذاك تكشف "سيدتي نت" حقيقة الزهايمر، وأطرف قصصه بين الشابات والشباب.
يكشف الدكتور المغربي علال بوتجنكوت، أستاذ مساعد بكلية الطب بأميركا، وأحد خبراء هذا المرض، أن النساء أكثر عرضة لهذا المرض بسبب الاضطراب الهرموني، وسنوات عمرهن الأطول، وينصحهن بـ:
1 - التشخيص المبكر
2 - تناول الفواكه والخضر والسمك لمرتين بالأسبوع
3 - استعمال زيت الزيتون، وتجنب التدخين حتى السلبي منه
4 - ممارسة الرياضة
5 - عدم إهمال معالجة بعض الأمراض كارتفاع الضغط والكوليسترول؛ لأنها قد تتطور إلى الزهايمر.
6 - استعمال حزام السلامة؛ لتجنب الارتجاج الناجم عن شدة الكبح.
في السعودية "يكشف الزهايمر من خلال تويتر"
الزهايمر هو اعتلال يصيب الدماغ. سمي المرض بهذا الاسم نسبة للعالم Alois Alzheimer الذي كشف أن المرض يؤدي إلى قتل الخلايا العصبية، وتدريجياً يتسبب في تقليص حجم الدماغ، وأول أعراض المرض النسيان بشكل يعوق الأمور الحياتية.
وغالبية المرضى يصابون به بعد سن 65، وتزداد فرصة المرض بنسبة الضعف كل خمسة أعوام تالية لهذه السن، حتى تصل لأعلى نسبة 50 % عند سن 85.
وعندما كان الشاعر منصور الغازي ضيفاً لأمسية شعرية ضمن مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، وكان من المفترض أن يلقي قصيدة تتضمن بيتاً شعرياً يتطرق فيه إلى ذكر اسم شقيقه سقط بيت القصيدة منه سهواً ولم ينتبه لذلك إلا من خلال التغريدات التي انهالت عليه في تويتر، ومن عتاب شقيقه الذي ناله الكثير من سخرية أصدقائه.
ويذكر منصور لسيدتي نت موقفاً آخر يقول فيه: "استيقظت في صباح أحد الأيام ولم أجد مفتاح سيارتي، وبعد البحث وجدته في باب السيارة".
فيما يروي خالد السملق، معد برامج في قناة أوربت، كيف أنّ صديقه أوصاه بضرورة العناية بحديقة منزله أثناء سفره لثلاثة أشهر في دورة تدريبية، وكان عليه أن ينير المدخل الرئيس، ويحرك السيارة للإيهام بوجود أشخاص في المنزل، لكن ضغوطات العمل أنسته مهمة الثلاثة أشهر، يضيف خالد: "الحمد لله أنّ المنزل لم يتعرض لأي سرقة؛ ولكن الحديقة تعرضت للتلف جراء الجفاف والإهمال".
في الإمارات "السبب في الزواج والحب والعمل"
زحمة العمل في الإمارات، تتطلب من الرجال والنساء أن يقوموا بعدة متطلبات في وقت واحد، ما ينسيهم حياتهم الخاصة، حتى أن "عمر الحسنات"، محاسب في دبي، لا يأبه عندما ينسى مفتاح سيارته، أو موبايله لكنه حينما تزوج كثرت انشغالاته، ونسي البدلة التي اشتراها من أحد المعارض فبعد أن دفع سعرها، تركها عنده ليقصرها، على أساس أن يأخذها في اليوم التالي.
يتابع عمر: «لم أتذكر إلا بعد أن أغلق المعرض، فأثار ذلك جنوني كيف أعود إلى البيت والبدلة التي اشتريتها أنا والعروس ليست معي، وفي النهاية ذهبت إلى البيت فوجدت الزفاف على وشك البدء، وأشار عليَّ أحد الأخوة أن ألبس بدلته ووافقت، رغم أن قياسها كان فضفاضاً بعض الشيء، وليلتها لم أسلم من السخرية والضحك».
في مصر "زهايمر بـفلوس"!
كثير من هذه المواقف نراها عادية في حياتنا، لكن خوفنا من هذا المرض جعلنا نعيد كل موقف إليه، فكان الثمن مضاعفاً عندما نسيت رشا محمد إبراهيم ربة منزل، حقيبة نقودها، وهي متوجهة بالتاكسي من منزلها بالهرم إلى مول في منطقة السادس من أكتوبر، توسلت لسائق التاكسي لإرجاعها لمنزلها، فاشترط أجراً مضاعفاً وانصاعت لطلبه، وترجع سارة أحمد طالبة ثانوية نسيانها إلى كثرة المواد الدراسية، حتى أنها عندما توجهت إلى مركز التعليم الخصوصي تلقت درسها، وعندما ذهبت لتدفع النقود لم تجد ما يكفي لدفع ثمن الحصة؛ لأنها نسيت طلبها من والدها!
المرأة أكثر
يرجع الدكتور السعودي محمد المطوع، وكيل كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ظاهرة الزهايمر المبكر في المجتمع السعودي لظروف الحياة، والتغيرات السريعة التي يشهدها العالم، والانفجار المعلوماتي الهائل، بحيث أصبح من الصعوبة تخزين هذا الكم من الأحداث والأخبار في الذاكرة، حيثُ أثبتت نتائج دراسات عالمية حديثة أنّ الزهايمر يصيب الشباب ممن هم في الـ35 وحتى الأطفال.
أما الإماراتيون، فيرجع الاستشاري النفسي الدكتور خضر عبدالجبار نسيانهم إلى السهر وعدم انتظام نومهم، وسوء التغذية والإرهاق البدني، الذي يسبب الغفلة والتفكير بالعمل وكثرة المعلومات التي يتلقاها الدماغ، هذا عدا العشق، ويتابع: «أغلبهم يتناولون أقراصاً منومة ومضادات الاكتئاب، وهذه بحد ذاتها تسبب النسيان».
أما المصريون فيتحملون مسؤوليات كبيرة تدفعهم للفرار منها عن طريق النسيان اللاشعوري، برأي صلاح الدسوقي، باحث اجتماعي بكلية الآداب، جامعة الإسكندرية يتابع: «أغلبهم توجهوا إلى هوايات لا تحملهم أعباء جديدة، مثل تشجيع الساحرة المستديرة وممارسة ألعاب الطائرات الورقية وغيرها من تلك الهوايات التي تجعلهم في تصالح مع أنفسهم».
ديون ومناسبات
أجرت سيدتي استفتاء على 100 رجل وامرأة في البلاد العربية المشاركة لمعرفة أهم القضايا التي لا تعلق بأذهانهم، بسبب ضغوطات العصر، وتتسبب لهم بالشرود، فكانت النتائج كالتالي:
33 % المفاتيح والأوراق والوثائق، والطبخ على النار، والاتصالات الهاتفية والمواعيد، خصوصاً في العمل وطلبات البيت قبل العودة إليه.
30 % الاحتفالات الخاصة، والزيارات الأسرية، والهدايا التي يفضلها الأزواج.
29 % أسماء الأشخاص والأماكن، وتسديد فواتير الماء والكهرباء والهاتف.
7 % ديون الآخرين عليهم!