أصحاب هذه المهارات لديهم ذكاء اجتماعي مرتفع.. تعرَّف إليهم

وسائل وطرق لتعلم كيف نثق بالآخرين لتحقيق الأهداف المشترك
وسائل وطرق لتعلم كيف نثق بالآخرين لتحقيق الأهداف المشتركة - المصدر: freepik


ضمن وتيرة الأحداث المعقدة في هذا العالم المتسارع في تطوراته؛ حيث تتلاقى عقول الأفراد في تفاعلات متعددة ومتشابكة؛ لذلك تُعتبر مهارات الذكاء الاجتماعي اللغة المشتركة للنجاح والتفوق بين جميع الراغبين في تحقيق التفرد والتميز في هذا العالم. فالذكاء الاجتماعي ليس مجرد مجموعة من المهارات الاجتماعية العادية، بل هي فن وعلم يمتد إلى أعماق التواصل والتفاهم البشري.
فهل أنتم جاهزون لاستكشاف أعمق مفاهيم التواصل والتفاهم؟ هل تسعون لتعزيز قدراتكم على فهم الآخرين والتعبير عن مشاعركم بطريقة صحيحة؟ هل ترغبون في تطوير قدراتكم على حلّ الصراعات بشكل بنّاء وفعّال؟ هل تبحثون عن الطرق التي من خلالها يمكنكم تعزيز التفاهم والتعاون في المجتمعات التي تعيشون فيها؟
لاستكشاف مهارات الذكاء الاجتماعي، تعمقت "سيدتي" في حوار مع الأستاذة التربوية أبرار عماد من أكاديمية الملكة رانيا؛ لنستكشف معاً عوالم الذكاء الاجتماعي، ونتعلم كيف نجعل علاقاتنا أكثر إيجابية وأكثر تأثيراً في حياتنا وحياة الآخرين؟

 

نصيحة: كن مستعدًا للتعلم وتطوير مهاراتك الاجتماعية باستمرار، فهذا يساعد في تحسين التواصل وفهم احتياجات الآخرين في بيئة العمل.

 

أستاذة أبرار.. بوصفك خبيرة في مجال العلوم التربوية والاجتماعية، ما هي أهمية مهارات الذكاء الاجتماعي في حياة الفرد ونجاحه الشخصي والمهني؟

يسعدني أن أحظى بهذه الاستضافة الكريمة من قبلكم، وأحب أن أبدأ حديثي بأن مهارات الذكاء الاجتماعي تلعب دوراً حيوياً في حياة الفرد، سواء في مستوى العلاقات الشخصية أو النجاح المهني. فهي تساعد الأفراد ضمن عدة أصعدة ومجالات وأهمها:

  1. فهم تفاعلاتنا مع الآخرين وتحديد كيفية التعبير عن مشاعرنا بطريقة صحيحة وفعّالة.
  2. التعامل مع التوترات وحل الصراعات بشكل بنّاء؛ مما يعزز التفاهم والتعاون في المجتمعات التي نعيش فيها.
  3. فهم الآخرين بشكل أعمق وأكثر دقة، وبالتالي تعزيز العلاقات الشخصية والمهنية.

ولتحسين مهارات الذكاء الاجتماعي، يجب أن نشير بداية إلى أهم تلك المهارات التي يجب أن يسعى العاملون إلى امتلاكها وتطويرها في وظائفهم، ويمكن تلخيص أبرزها بالآتي:

  1. قدرات التفكير التعاطفي والاستجابة لفهم مشاعر الآخرين ووضع نفسك في موقعهم داخل بيئة العمل.
  2. القدرة على التعامل مع الصراعات وحلها بشكل بناء وفعّال دون إثارة مشاكل أو تفاقم الوضع في العمل.
  3. إدارة المشاعر والتحكم بشكل فعّال في ردود الفعل العاطفية في المواقف المختلفة.
  4. فهم وتقدير السياقات الاجتماعية المختلفة والتفاعل بشكل مناسب.

حيث يمكن البدء بتطوير هذه المهارات من خلال تعزيز قدرة الأفراد على الاستماع الفعال وفهم الآخرين، مع الحرص الدائم على التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا بوضوح وصراحة ودقة. من خلال استخدام تقنيات قراءة لغة الجسم.

عطفاً على ما أشرتِ إليه، ما هي الأساليب والتقنيات التي يمكن استخدامها لتحسين مهارات الذكاء الاجتماعي؟

بالطبع هناك مجموعة متنوعة من الأساليب والتقنيات التي تساعد على تطوير مهارات الذكاء الاجتماعي بشكل فعّال. ومن أهمها:

  • أولاً: زيادة الوعي الذاتي، وهو القدرة على فهم مشاعرنا وتأثيرها على تفاعلاتنا الاجتماعية. من خلال تحديد نقاط القوة والضعف في تفاعلاتنا الاجتماعية، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تطوير وتحسين.
  • ثانياً، التدريب على المهارات الاجتماعية، كالتحدث بوضوح وصراحة، والاستماع الفعّال، وحل النزاعات، من خلال ممارسة تمارين وأنشطة تفاعلية. هذا يمكن أن يساعد في تعزيز الثقة في القدرة على التفاعل بشكل فعال مع الآخرين.
  • وأخيراً، يمكن الاستفادة من الموارد التعليمية والتدريبية أو من خلال الدورات وورش العمل المختصة بتطوير الذكاء الاجتماعي. هذه الموارد توفر المعرفة والأدوات اللازمة لتحسين القدرات الاجتماعية وتطويرها بشكل مستمر.

 

نصيحة: استثمر في بناء شبكة علاقات اجتماعية صحية في مكان العمل، فهذه العلاقات يمكن أن تكون مفتاحًا للفرص المهنية والنجاح في العمل.

 

في سؤالنا الأخير، نود أن نتعرف أكثر من خلالك إلى كيف يمكن للأفراد تحسين قدراتهم على اتخاذ القرارات الاجتماعية الصائبة؟

من خلال تجربتي في مجال العلوم التربوية والاجتماعية أستطيع أن أقدم مجموعة من النصائح التي يمكن للأفراد الاستفادة منها في مجال العمل لغايات تحسين قدراتهم على اتخاذ القرارات الاجتماعية الصائبة، وأهمها:

  1. تشجيع الموظفين على تطوير منسوب الوعي الذاتي والفهم العميق للقيم الشخصية والأولويات المهنية في حياتهم. وذلك من خلال تحديد القيم والمبادئ التي يؤمنون بها؛ ليصبح من السهولة اتخاذ القرارات التي تتوافق مع تلك القيم وتحقق أهداف الشركة التي يعملون بها.
  2. تطوير المهارات في جمع المعلومات والبحث قبل اتخاذ القرارات الاجتماعية في سياق العمل؛ حيث يمكنهم البحث عن الحقائق والمعلومات المتاحة واستشارة الزملاء أو المشرفين قبل اتخاذ القرارات التي تتعلق بالمشاريع أو القرارات الإدارية الهامة.
  3. تحسين القدرة على التفكير النقدي وتقييم الخيارات المتاحة بشكل منطقي وموضوعي. ينبغي على الموظفين التفكير في النتائج المحتملة لكل خيار وتحليل العواقب بعناية قبل اتخاذ القرارات التي تؤثر على أداء العمل.