وضع خطة مالية دقيقة للشركات يعد الأساس لضمان الاستدامة والنجاح، لذلك على رواد الأعمال البدء بخطة مالية على أسس علمية مدروسة، فالخطة المالية الصحيحة تساعد الشركات الناشئة على تحديد مسارها المالي، وتحقيق أهدافها، سواء قصيرة أو طويلة الأجل، كما أن الخطط المالية المدروسة تقف حائلاً أمام صدمات السوق، وتمكن صاحب العمل من اتخاذ القرارات الفعالة لمواجهة التقلبات.
ولكن ما هي المعايير التي تضمن وضع خطة مالية صحيحة وقابلة للتنفيذ؟ في هذا المقال، نستعرض أهم هذه المعايير التي يجب أن تأخذها كل شركة بعين الاعتبار.
أهمية الخطة المالية لشركتكم
يقول مات جاردنر، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة هيلين، لمجلة ريادة الأعمال "entrepreneur"، إن ثمة أهمية خاصة لوضع خطة مالية واضحة للشركة لتحقيق الأهداف التالية:
التخطيط للمستقبل
تساعد الخطة المالية على تحديد الأهداف المالية طويلة الأجل وقصيرة الأجل للشركة، وتحديد الإجراءات اللازمة لتحقيقها.
إدارة الموارد
كل شركة تقوم على مجموعة من الموارد المادية والبشرية، تساعد الخطة المالية على تخصيص الموارد بشكل فعال، خاصة تجنب الإنفاق دون جدوى.
تقييم الأداء
المشروع الناجح يتطلب تقييم الأداء وفقاً لفترات زمنية محددة من السابق، حال وضع خطة مالية واضحة، يمكن قياس الأداء المالي للشركة بمرور الوقت، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.
جذب الاستثمارات
التطور وجذب مستثمرين جدد هو هدف يمكن تحديده في وجود خطة مالية صحيحة ودقيقة؛ لأن هذا من شأنه أن يعطي المستثمر الثقة في المشروع.
نصائح الخبراء لخطة مالية صحيحة
قدم بنك BDC المخصص لرواد الأعمال الكنديين عبر مدونته مجموعة من النصائح لوضع خطة مالية دقيقة ومناسبة لأهدافكم، وتشمل التالي:
تحديد الأهداف المالية بوضوح
تشمل الأهداف المالية لأي شركة أهدافاً قصيرة وأخرى طويلة الأمد، يجب أن تشمل الخطة المالية جميع الأهداف. وتعد الأهداف قصيرة الأجل هي تلك التي تضمن توفير سيولة مالية وإدارة النفقات اليومية، بينما قد تشمل الأهداف طويلة الأمد التوسع في الأسواق الجديدة أو زيادة الأرباح بشكل مستدام.
تحديد الإيرادات والمصروفات
مع انطلاق الشركة، ربما لا يمكن تحديد الإيرادات على وجه الدقة، لكن هنا يجب الاعتماد على ما أطلق عليه خبراء البنك الكندي التنبؤ بالإيرادات، ويعتمد ذلك على تحليل السوق وتوقعات المبيعات بناءً على بيانات قديمة وأخرى حديثة عن السوق المستهدف. الأمر عينه مع المصروفات، توضع خطة تنبؤية بما هو متوقع للمصروفات لتجنب التقديرات المفرطة التي قد تؤدي إلى قرارات مالية خاطئة.
الضرائب الفصلية
هيكل رأس المال
يتمثل هذا الهيكل الخاص برأس المال من خلال قياس العلاقة بين الديون والأرباح، بعض الشركات تقوم على القروض أو ما يطلق عليه "التمويل بالدين"، وهنا قد تواجه هذه الشركات مخاطر أعلى إذا زاد الدين على الأرباح، يجب تحقيق توازن بين الاثنين لضمان استقرار مالي طويل الأمد.
تقييم التوقعات المالية
يجب تقييم التوقعات المالية شهرياً، عن طريق تسجيل دخل الشركة المتوقع؛ بناءً على توقعات المبيعات والنفقات الخاصة بالمرتبات والإمدادات؛ مثل الفواتير وأسعار المواد الخام إن وجد، قد تحتاج الشركات الصغيرة عمل توقعات أسبوعية.
وهنا ينصح الخبراء بعدم افتراض أن المبيعات ستتحول إلى نقد على الفور، بينما يتم حسابها عندما تتحول إلى تدفق مالي في حساب الشركة.
إدارة المخاطر المالية
تشمل المخاطر المالية التغيرات في أسعار الفائدة، تقلبات السوق، والتغيرات في السياسات الاقتصادية، يجب على الشركات تحديد هذه المخاطر ووضع إستراتيجيات لإدارتها، مثل تنويع الاستثمارات أو استخدام الأدوات المالية للتحوط. وفي هذا الصدد ينصح الخبراء بضرورة وضع خطة طوارئ للتعامل السريع مع الأحداث غير المتوقعة.
الحصول على المساعدة
إذا كنتم لا تمتلكون الخبرة الكافية في إدارة الشؤون المالية، فيجب الاستعانة بخبرات مثل تعيين خبير لتقديم المساعدة في إعداد الخطة المالية.
تعتبر الخطة المالية الصحيحة أول طريق نجاح المشروع؛ لأنها تمكن رائد الأعمال من تحقيق أهدافها وتجنب المخاطر المالية. من خلال اتباع المعايير المذكورة، يمكن للشركات وضع خطة مالية متينة تضمن النمو والاستدامة في بيئة الأعمال المتغيرة.
تعرفوا أيضاً إلى أبرز أنواع مستندات الأعمال التجارية
