رجل الأعمال والكاتب الأميركي المعروف "ستيف بلانك"، الذي يعَد من أبرز الأسماء في "وادي السيليكون الأمريكي"، وهو مؤلف كتاب دليل أصحاب الشركات الناشئة، عرّف الشركة الناشئة بأنها "منظمة مؤقتة مصممة للبحث عن نموذج أعمال قابل للتكرار والتطوير"؛ فإنشاء أيّة شركة ناشئة يقوم على فكرة، الغرض منها إحداث تغيير مستقبلي، سواء في عالم الأعمال، أو في المجتمع. وكل مشروع بعد مروره بالعديد من المراحل، إمّا أن يحقق النموّ والتوسُّع، أو يذهب باتجاه الفشل والزوال. ومن دون شك، أنّ الشركات الناشئة تكون أمام فرص متساوية لتصبح شركة صغيرة أو متوسطة أو حتى شركة كبيرة، أو أن تقودها الأخطاء إلى الفشل.
وللتعمق أكثر في هذا التعريف وهذه النظرية، والتعرُّف على بعض مراحل دورة حياة الشركة الناشئة الأساسية، كان لنا حديث مع خلود علي، المختصة في تطوير الذات.
المرحلة الأولى: اكتشاف الفكرة
الفكرة هي أصل كل عمل تجاري، ويمكن أن تولد الفكرة من طلبات الأقارب والأصدقاء أو احتياج السوق والمجتمع، ومع ذلك؛ فإن امتلاك فكرة لا يكفي لتحقيق النجاح؛ لذا في هذه المرحلة يعمل رائد الأعمال على تحديد المشكلة المحددة التي سيحلها منتَجُه أو خدمتُه، وما هي الأسباب الكافية لقبول هذه الفكرة؛ جنباً إلى جنب مع تحديد الجمهور المستهدَف، ومعرفة نقاط القوة والضعف، وتحديد المخطط الأوّلي لمتطلبات النموذج العملي.
المرحلة الثانية: جولة ما قبل التأسيس
في هذه المرحلة يتم تحويل الفكرة إلى مشروع، ويبدأ رائد أو رائدة الأعمال بتحديد مدى القدرة على الاستثمار من أجل إنشاء وتطوير هذا المشروع؛ إذ يتم البحث عن المستثمرين، الانضمام إلى المسابقات والفعاليات المتعلقة بمجال الشركة الناشئة، الانضمام والبحث عن حاضنات ومسرعات الأعمال، التي تسرّع عمليات التوسُّع في المشروع، وتزوّد الروّاد المبدئيين برأس مال أوّلي؛ جنباً إلى جنب مع توفير الدورات التدريبية والمساحات المكتبية وخدمات الأعمال الأخرى.
المرحلة الثالثة: إطلاق المشروع
بعد تلقّي التمويل الأوّلي؛ فقد حان الوقت لتجهيز إطلاق المشروع، وهذه المرحلة يتم من خلالها إجراء بعض الخطوات لاختبار مدى نجاح المشروع، مثل: مقابلات العملاء وسؤالهم عن آرائهم حول المنتجات، وجميع المشكلات المحتملة، إجراء الحملات الإعلانية على بعض منصّات وسائل التواصل الاجتماعي، كذلك استخدام بعض الأدوات التحليلية على المنصات الاجتماعية؛ جنباً إلى جنب مع الحصول على التعليقات من منصّات التمويل الجماعي.
قد ترغبين أيضاً بمعرفة كيفية التسويق للشركة الناشئة.
المرحلة الرابعة: الجولات الاستثمارية
قبل بدء المشروع، لا بد من الحصول على الدعم الأول، وفي حال نجاح إطلاقه واستمراريته لفترة محددة، ينبغي الاستعداد لللقيام بالجولات الاستثمارية الأخرى من أجل استمرار الشركة الناشئة ونموّها. وفي هذه الحالة، يساعد جمع الأموال بشكل فعّال على تحقيق مزايا قيّمة للشركة الناشئة مقارنةً بالمنافسين؛ إذ يساعد مثلاً في هذه الحالة على دعم الابتكار، توظيف أفضل المتخصصين والمواهب؛ مما يرفع من إيرادات الشركة. ولعلّ أبرز أشكال التمويل التي تطلبها وتطرحها الشركات، هي الأسهم العادية والمفضلة والسندات القابلة للتحويل.
المرحلة الخامسة: الوصول إلى السوق المناسب
في هذه المرحلة يجب التركيز على اللغة الأكثر فاعلية وجذباً للتعامل مع الجمهور المستهدَف، كذلك محاولة العثور على طرق وحلول لزيادة تحويلات العملاء؛ جنباً إلى جنب مع التأكد من القنوات المناسبة لتوزيع المنتَج والوصول إلى العملاء، والتأكد من استخدام وسائل التسويق المناسبة.
يُمكنك أيضاً التعرُّف إلى بعض عوامل نجاح المشاريع الناشئة.
المرحلة السادسة: قياس المشروع
كيف تفهم أن مشروعك جاهز للتوسع؟ من المهم عدم التسرُّع في توسيع شركتك الناشئة، إلا بعد قياس مدى نجاح المشروع، سواء من خلال: قياس مدى العمليات التجارية، أداء الفريق، مدى فاعلية الخطط التسويقية ونسبة الأرباح الحقيقية للمشروع؛ فالتوسُّع يعني: جلب المزيد من الخبراء، البحث عن استثمارات كبيرة والخوض في أسواق أوسع، وبالتالي تحديات أكبر.
المرحلة السابعة: النتائج
بعد المرحلة السابقة، إمّا أن تتوسع العلامة التجارية من خلال طرح الاكتتاب في الأسهم، وضمان نموّ الشركة وترقية المنتجات أو الخدمات المطروحة وتحديثها؛ لتتناسب مع السوق، أو أن تنتهي بواسطة الإفلاس. الفشل أو بيع الشركة الناشئة إلى شركات أخرى عملاقة.
كانت هذه أبرز مراحل دورة حياة الشركات الناشئة، اقرأوا معنا أيضاً: ريادة الأعمال لها أنواع كثيرة.. تعرفوا معنا إلى أبرزها.