خلال "منتدى النساء المبدعات في السعودية" لفتت خبيرة التجميل وعارضة الأزياء والمؤثرة المصرية لجينة صلاح الأنظار بتواجدها ضمن أروقة المنتدى بوشاح ملكة جمال الكون لمصر " "Miss university egypt " الذي فازت به كأول أم وأول امرأة من الشرق الأوسط وأول امرأة في العالم مصابة بالبهاق.
ليضاف ذلك لقصة حياتها وقدرتها على التعايش مع مرض البهاق، وكسر كافة القيود والعوائق المجتمعية ومواجهة العالم بجرأة وطموح جاد لا يعرف صعباً، وإرادة قوية لا تعرف المستحيل لتجعل من اختلافها مصدر قوة وبداية لحياة جديدة مليئة بالتفاؤل وبطاقة عبور لأحلامها لتكون اليوم خبيرة تجميل وعارضة أزياء وواحدة من مشاهير السوشيال ميديا ووجهاً إعلامياً للكثير من العلامات التجارية.
ملكة جمال الكون لمصر
سيدتي وضمن أروقة منتدى النساء المبدعات في السعودية التقت لجينة صلاح التي أبهرت نساء العالم المتواجدات في المنتدى بقصتها الملهمة وقدرتها على تجاوز الكثير من العوائق والتحديات ولتكون النسخة العربية من عارضة الأزياء الكندية " ويني هارلو" أول عارضة أزياء في العالم مصابة بالبهاق .
في البداية عبرت لجينة، عن سعادتها بتواجدها في السعودية وقالت : سعيدة جداً بوجودي في السعودية ضمن المنتدى الذي كان فرصة لكل النساء للاحتفاء بنجاحاتهن والتعلم من بعضهن البعض، وسعيدة بأن المنتدى تم في الرياض ، فالسعودية تتميز بالجمع ما بين الحديث وما يجري بالعالم وكذلك بالتاريخ القديم.
وتابعت لجينة : كما أنني سعيدة بتواجدي هنا بعد حصولي على لقب ملكة جمال الكون لمصر"Miss university egypt "، ومن ثمّ مشاركتي في مسابقة ملكات جمال الكون التي ستكون في نهاية شهر أكتوبر الجاري، وفخورة بأن أكون أول أم ، وأول امرأة من الشرق الأوسط تفوز باللقب ، وكذلك أول امرأة في العالم تفوز بمسابقة وهي مصابة بالبهاق.
وأضافت لجينة : حقيقة أنا فخورة وأشعر أن النساء العربيات بحاجة للظهور من خلال مسابقات عالمية أكثر وتكون لهن مشاركات، لماذا لا نقوم بذلك ونحن لدينا ثقافة وأصل عريق، و أنا متفائلة جداً جداً بمسابقة ملكات جمال الكون أشعر بأنها مختلفة عن غيرها من المسابقات، وأرى أنها خطوة كبيرة جداً جداً لأي شخص يشعر أنه مختلف أو أن الناس تشعر أنه مختلف، والجيل القادم لابد أن يكون متفرداً ولا يعاني من أي فرد فيه بتأخر عن أي شيء أو أن هناك مستحيلاً في أي عمل يقوم به.
لابد للفرد من أخذ الخطوة أولاً ولا يدع فرصة لأي شخص أو كلمة أن تحبطه وتحدّ من طموحه.
الطموحات والأهداف
ليس للنجاح خط نهاية، فهو مرتبط بالطموح الذي لا حدود له، وكلما وصل الناجح إلى نجاح واستطاع أن يحقق هدفاُ من أهدافه تراءت له أهداف أخرى.
وباعتبارها نموذجاً ملهماً للنجاح تقول لجينة؛ أنا في الغالب لا أربط طموحاتي بحدّ معين أو هدف معين عندما تتحقق تنتهي معها طموحاتي، طموحي ألاّ أجعل أي طفل يمر بالتجربة التي مررت بها وأنا طفلة من التنمر وغيره، وأرغب في أن يعرف كل طفل حقوقه، وألا يشعر أي طفل أنه مختلف، وكل طفل يتمكن من الدخول لكافة المجالات وتكون له فرصة مثل أي شخص آخر، ولا يشعر أن شكله مختلف كما كنت أشعر بذلك وأنا طفلة صغيرة.
قصة لجينة صلاح
لنعود لسنوات طويلة، لبداية قصة لجينة التي كانت تعيش كغيرها من الأطفال حياة طبيعية، إلى أن وصلت لسن الثامنة، وهنا بدأ سيناريو حياتها يأخذ منحى آخر، عندما لاحظت ظهور بقع بيضاء في جلدها بدأت بالانتشار، وتم تصنيفها لاحقاً بمرض البهاق، ومع إكمالها عامها الـ 13 بدأت تلك البقع بالانتشار بشكل أكبر على وجهها ويديها، لتبدأ بذلك رحلة طويلة من العلاج بالكورتيزون. ولتخوض من جهة معركة ضد النظرات السلبية وكلمات التنمر التي كانت تواجهها من زملاء الدراسة والنادي الذي كانت تمارس من خلاله الألعاب الرياضية، والذي اضطرها بداية من الخجل والهروب لاحقاً من مواجهة الآخرين.
التصالح مع الذات وكسر الصورة النمطية
بعد سنوات من الصراع الداخلي اعتقدت لجينة أن الحل لمشكلتها هو باللجوء للمكياج لإخفاء بقع البهاق وتوحيد لون بشرتها، حتى تمارس حياتها بحرية بعيداً عن نظرات الآخرين ، وربما ذلك كان دافعاً لقرار لجينة لتعلم الماكياج وفنونه في الولايات المتحدة الأمريكية وتصبح اليوم واحدة من أشهر خبيرات التجميل في المجال.رغم أنها اكتشفت لاحقاً أن المكياج ليس هو العلاج أو الحل، وأن الجمال الحقيقي يكمن من الداخل وأن العلاج يكمن في أن يتقبل الشخص شكله، وأن يتصالح مع ذاته،وأن يؤمن بأن البهاق مجرد لون، ويكون على يقين بأن العامل النفسي هو الأكثر تأثيراً في زيادة المرض أو التقليل منه.
وهكذا نجحت لجينة وبدعم ومساندة من والديها ومحبيها في أن تدخل مجالات أخرى بجرأة وطموح وإرادة لاحدود لها لتشارك بكل ثقة كعارضة أزياء، ولتتحول لنموذج ملهم لمتابعيها في قنوات التواصل الاجتماعي، وجهاً إعلامياً للكثير من العلامات التجارية. ولتكون اليوم وبكل فخر أحد النماذج الأكثر تميزاً في العالم العربي في القدرة على كسر الصور النمطية للمجتمع والإصرار على النجاح وإثبات الذات والتأكيد على أن الإرادة لا تحبطها إعاقة أو مرضاً.
اقرأ المزيد من قصص النجاح الملهمة في يوم المرأة العالمي .. غالية أمين ورانيا حماد:كسرنا النظرة النمطية بإرادة حديدية