إجازة نصف العام هي استراحة بين فصلين
دراسيين غالباً ما يهدر التلامذة أوقاتها في الكسل واللهو. كيف يمكن أن نجعل من
هذا الوقت المستقطع فرصة لممارسة أنشطة تساعد الطفل على تحقيق التفوّق في نهاية
العام الدراسي؟
إختصاصية التقويم التربوي عائشة عبد الحميد ترشد الأمّهات إلى كيفيّة الإستفادة من
هذه الإجازة.
وثمّة خطأ يقع فيه بعض الأهل في هذا الإطار، ويتمثّل في إعفاء أنفسهم من المسؤوليّات الدراسية بل التربوية أحياناً أثناء الإجازة، معتبرين أنها إجازة من كل شيء، ومتناسين أنّ هذه الأوقات محسوبة من السنة الدراسية وتحمل أهميّة في التربية. فإيداع الطفل يقضي أيام إجازة نصف العام ما بين اللعب واللهو والاستيقاظ المتأخر ومتابعة برامج التلفزيون بدون حساب واصطحابه للخروج والتنزّه بشكل مكثّف، يرسل إليه إشارات سلبيّة مفادها أنّ الدراسة مقيّدة للحريات ويتولّد لديه شعور بالنفور والكره للمدرسة. وقد يلقي هذا الأمر بظلّ قاتم على مستواه الدراسي.
أفضل الحلول
تعدّ السنوات الدراسية الأولى في عمر الطفل فرصة ذهبيّة يجدر بالأبوين الاستفادة منها لإثراء تطوره العقلي والشخصي. وفي هذا الإطار، يجب الاستفادة من هذه الإجازة لاصطحاب الطفل في جولة داخل إحدى المكتبات الشاملة لانتقاء كتب وألعاب ترفيهيّة تعليميّة، للحيلولة دون وقوعه في الكسل ولتهيئته بشكل ممتع لفصل دراسي مقبل. ويمكن مساعدة الطفل على الانتقاء ما بين الكتب العلمية التي تتضمّن اختبارات عمليّة سهلة التنفيذ وكتاب «أطلس العالم» الذي يتضمّن خرائط وصوراً ومعلومات جغرافية شيّقة والكتب الخاصّة بتحسين الخط العربي، فضلاً عن ألعاب التركيب لتعليم الألوان والحروف للأطفال المبتدئين.
مشاركة الابناء أوقاتهم
تقترح الاختصاصيّة على الآباء والأمهات العاملين أخذ إجازة ليومين أو ثلاثة أيام أثناء إجازة نصف العام ليشاركوا الأبناء أوقاتهم والاستعداد لكسر الروتين اليومي للعمل والدراسة. ويمكن أن تتضمّن خطّة الإجازة السفر أو القيام بنزهة أو زيارة الأهل أو الأماكن المقدسة أو رؤية معالم أثرية، مما يساعد على تعزيز الروابط الأسرية التي تمنح الطفل مزيداً من الاستقرار النفسي والاجتماعي.
كذلك، يمكن توجيه عناية الطفل إلى استغلال هذه الإجازة في القيام بأنشطة منوّعة وغير تقليدية برعاية الوالدين وإشرافهما، كزراعة بعض النباتات المنزلية أو الاهتمام بحديقة المنزل أو مساعدة الأم في إعداد وجبة شهية أو إعادة تنظيم غرفته وطلائها بألوان جديدة.
ولا يعنى باستثمار إجازة نصف العام في ممارسة أنشطة مفيدة حرمان الطفل من الراحة واللعب والمرح، إنّما تبدو المشكلة حين ينعدم التوازن بين الجد واللعب. لذا، يجب أن يكون الترفيه أثناء الإجازة موزّعاً بشكل منظّم، بحيث لا يستهلك معظم أوقات الإجازة.
خطوات مفيدة
يقع على عاتق الأم التخطيط المسبق لإجازة نصف العام وإطلاع أفراد الأسرة على هذه الخطط والتنسيق معهم، حتى يتمتع الجميع بإجازة مثمرة وممتعة.
يمكن إعداد مسابقات للأبناء في مجال تحسين الخط أو حفظ القرآن أو أيّ مجال يحقّق منافسة إيجابية بينهم، مع تشجيعهم بحوافز مجزية.
لا تدعي طفلك يستغرق في اللعب واللهو ومتابعة برامج التلفزيون المتلاحقة لأوقات طويلة يصعب بعدها جذبه لأنشطة مفيدة، إذ يفضّل البدء باستثمار الإجازة من اليوم الأول.
إحرصي على ثبات مواعيد نوم الطفل قدر الإمكان، كما هو الحال أثناء الدراسة، لتتجنّبي مقاومته للاستيقاظ المبكر ورغبته في السهر مع بدء الفصل الدراسي الثاني.
يمكن استغلال إجازة نصف العام في إلحاق الطفل بدورة مكثّفة لتعليم الكومبيوتر أو ممارسة رياضة محبّبة إليه.
إجعلي ضمن مخطط الإجازة تخصيص وقت لزيارة دور الأيتام بصحبة طفلك حتى يشعر بواجبه الاجتماعي والديني تجاه المحتاجين.