تسود أجواء عصرية بترجمة أميركية دواخل هذا المنزل الذي تعاون مالكاه والمهندس شربل مطر ليخطّ لهما جدرانه بصورة فنية. ولعلّ زائره سرعان ما يلاحظ الدفء الطاغي على أرجائه والدقة في اختيار مواده وأثاثه و«اكسسواراته»، ونطق مكوّناته لغة مريحة كان ينشدها شاغلوه.
تولّد الأعمال السائدة في زوايا هذه المساحة توازناً بصرياً مريحاً يشي بالانسجام والتناغم، تتقدّمه ردهة رئيسة تمتاز بأثاثها غير المتكلّف، ما يشعر الزائر بأنّه مرحّب فيه، بعيداً عن أي بروتوكول يأسر ضيافته! وهي تنفتح على قسم الاستقبال، حيث يشغل أحد الصالونات زوج من الكراسي ذي الحجم الكبير المنجّد بقماش أحمر بطراز إيطالي من ماركة «توماس»، وتبدو خلفه لوحة كبيرة ملبّسة بأعمال حجرية مموّهة بإطار خشبي بريشة مطر، ما يعكس فخامةً!
هنا، تبعث الإضاءة الطبيعية البهجة في النفس، تؤمّنها الواجهات الزجاجية التي تغيّب الجدران. ويرتفع أمام أحدها مشرب بتصميم لافت، مشغول من الجلد والخشب البني في ظلّ المرايا والمربعات الجلدية المتضمّنة لوحات صغيرة، ويحوطه كرسيّان من الجلد، وهو يشكّل فاصلاً ما بين غرفة الطعام والصالونات، وتمتدّ أمامه سجادة دائرية من جلد الفرس القزم (البوني) الطبيعي، تحاكي خامة الجلد التي تسود المكان، تأتي تارة على أريكة تحمل مقاعد ثلاثة أو مقعدين باللونين البني والبيج أو العاجي، فيما تتجسّد لمسات مطر على الجدران.
وتبرز في الجهة المقابلة غرفة الطعام بطرازها الإيطالي الحديث، بخشب «الزان» ذي اللون الداكن، فيما مقاعدها مبطّنة بالجلد. ويطالعنا جدار مشغول بورق الذهب ومعتّق بالفضة يتألّق في موقعه، وتحطّ العين على الشرشف الذي يفترش سطح الطاولة التي تركن خلفها «فترين» تزدان بـ «اكسسوارات» حجرية افريقية.
وتتلاقى غرفة الطعام مع صالون آخر خاص بالعائلة، يضمّ كنبة كبيرة بشكل زاوية من الجلد توفّر للجالس إليها إمكانية التمتع بالمشاهد الطبيعية الخارجية عبر واجهة زجاجية كبيرة. وتمتدّ مكتبة كبيرة تضمّ تلفازاً وصوراً و«اكسسوارات» خشبيــــــة. وهـــذه الأخيرة تغيب عن الطاولة الدائرية ذات المستويات الثلاثة.
وتتجلّى الستائر كطرحة عروس ذهبية، معدّة من القماش المعروف باسم «ورق السكاكر»، تنسدل أمام الواجهات، فتبرز بتموّجات البرونز نهاراً، والبني ليلاً!
ويحظى المطبخ بديكور حديث، ومجهّز بوسائل عملية، فيما حمّام الضيوف مشغول بالرخام، تلفت مرآته بإطارها الحجري.
ويستوقفنا رواق تملؤه الإضاءة، حيث تطالعنا الجدران المطلية بالأحمر وفق تقنية خاصّة، كأنها مكسوّة بالقماش الحرير، يفضي نحو غرف النوم.
تتجلى الستائر كطرحة عروس ذهبية، وهي معدّة من القماش المعروف باسم «ورق السكاكر»
تبعث الإضاءة الطبيعية البهجة في النفس، تؤمّنها الواجهات الزجاجية التي تغيّب الجدران
تسود خامة الجلد المكان