تعادل نسبة وفاة النساء بسبب مشكلات في شرايين
الرأس نسبة وفيّات الرجال من جرّاء الذبحة القلبية، كما تعدّ هذه الحوادث في
الشرايين من بين ثاني أسباب الوفيّات في العالم. ورغم هذه النتائج المؤلمة، يلفّ
هذا المرض نوع من الغموض حتى لدى العاملين في المجال الصحي! وتكمن المشكلة
الأساسية في هذا الاطار في أن العديد من الأشخاص يجهلون أسبابه، كما أعراضه
والوقاية منه. وقد أثبتت الاحصائيات البريطانية أن حوادث الشرايين تحصل قبل الذبحة
القلبية، وذلك بنسبة 40 في المائة، علماً أنّها تصيب النساء أكثر من الرجال.
«سيدتي» حاورت الاختصاصي في جراحة الشرايين البروفسور جورج تابت، لسؤاله عن طرق الوقاية والأعراض.
- هل من إشارات يجدر بالمريض التنبّه لها؟
تعتبر كل دقيقة من حياة الشخص هامّة للغاية، لأن الشلل الفجائي في جهة من جهات الجسد أو الإصابة بالثقل الفجائي في الكلام أو عدم الفهم أو انعدام الرؤية، كلّها إشارات هامّة
لا بد من الانتباه اليها واخذها بعين الاعتبار والتحرّك السريع في شأنها، نظراً إلى أن الخمس عشرة دقيقة التالية لظهور هذه الأعراض مؤشّر حاسم لنقل المصاب إلى المستشفى.
ما هي الأسباب المؤدية إلى الإصابة بحوادث الشرايين؟
تكلّس الشرايين والجلطات التي أساسها القلب وارتفاع ضغط الدم وتضخّم الشريان الأساسي في القلب وتجمّع الشرايين الصغيرة، كلّها أسباب مسؤولة عن حوادث الشرايين.
وللوقاية والتأكد من غياب هذه الأسباب، يجدر بالمريض أن يخضع للتصوير المغناطيسي الذي يحدّد الأسباب والأعراض، فيما العلاج يتمثّل بمسيّلات الدم، فضلاً عن علاج السبب الرئيسي كتجلّط احد الشرايين.
- ماذا عن حوادث الانسداد المؤقت للشرايين؟
يجب عدم إهمال حوادث انسداد الشرايين المؤقت، علماً أن هذه الأخيرة تمرّ بدون أن تدع أثراً، وقد لا يلاحظها الشخص رغم أنها قد تكون إنذاراً للإصابة. وتؤدّي حوادث الانسداد المؤقت لشرايين الرأس إلى مشكلات عدّة، أبرزها: شلل الأعضاء أو شلل نصفي أو خفوض الرؤية بنسبة مفاجئة أو فقد المريض إحساسه في الأعضاء، إلى مشكلات في النطق والتوازن والفهم، علماً أن هذه الحالات تختفي، بدون أن تترك أي أثر بعد 24 ساعة. وإذا استمرت لأكثر من 24 ساعة، من الممكن أن تترك آثاراً جسديةً وعلى صعيد الاستيعاب. لذا، يجب التوجّه سريعاً، في هذه الحالة، لاستشارة الطبيب.
- ما هي أعراض حوادث شرايين الرأس؟
تختلف هذه الأعراض حسب الإصابة في الدماغ والمساحة المتضرّرة منه، وغالباً ما يسبق هذه المشكلة ألم في الرأس، إلا أن هذه الأعراض تحصل دائماً بشكل فجائي، وبعضها يحصل أثناء النوم. ومن بين أبرزها: الضعف على صعيد العضلات وتحديداً عضلات الوجه، ثم اليد. وغالباً ما يحصل الشلل في اليد والرجل سوياً في الجهة المعاكسة للمشكلة التي حصلت في الدماغ. أمّا مشكلات الرؤية فتختلف أعراضها كفقدانها من جهة واحدة أو في العينين أو فقدان نصف الرؤية، إلى صعوبة في لفظ الكلام أو عدم القدرة بتاتاً على الكلام أو صعوبة في لفظ بعض الكلام أو خسارة الإحساس بالحرارة والبرد في بعض الأطراف، فيصبح الجسم كأنه معرّض لحال من التخدير وآلام في الرأس، يرافقها التقيؤ الى فقدان التوازن الذي يسبّب السقوط وعدم التناغم في الحركات. ومن الممكن ان تحصل مشكلات فقدان الوعي التي قد تؤدي الى «الكوما».
- كيف يجب التصرف تجاه هذه الاعراض؟
لا بد من تحديد دقيق للأعراض، ولعلّ العارض الأوّل المساعد على تشخيص المشكلة هو شلل الجهة اليمنى أو اليسرى. وهنا، تكمن أهمية إيصال المريض بأسرع وقت ممكن الى المستشفى، فضلاً عن علاجه بشكل مبكر قبل حصول مشكلات لا يمكن العودة عنها.
ضغط الدم والسكري
- ما هي عوامل الخطر؟
إن عوامل الخطر هي نفسها التي تؤثر على شرايين القلب، كارتفاع ضغط الدم، السكري، التدخين والنظام الغذائي السيئ. وقد أثبتت الدراسات أن الوقاية والمراقبة الشديدة لضغط الدم والسكري تساعد على احتماليّة خفض الإصابة.
وفي حال الوقاية الجيّدة، قد يصاب المريض بحادث الشرايين غير المسبّب للوفاة! من هنا، بدأت العديد من الدول في تكثيف البرامج الوقائية لتوعية المواطنين، مع اعتماد برامج وقائية من أمراض شرايين القلب والرأس.
كيف يجب التعامل مع المصاب؟ وهل يشكل ألم الرأس سبباً للإصابة بحوادث الشرايين؟ هذين السؤالين تجدون إجابة عنهما في العدد رقم 1501 من مجلة "سيدتي".
