تنشيط الخلايا والطب الوقائي والهضم الجيّد: ركائز ثلاث تعتمدها الطبيبة النمسوية كريستين ستوسير في علاجاتها، وتطلب من روّاد عيادتها في «النمسا»، المرضى منهم والأصحّاء، أن يأكلوا ما يريدونه شريطة مراعاة انتظام الوجبات، على أن يكون موعد الوجبة الأخيرة مبكراًً.
تعتبر ستوسير أن تناول الغذاء فنّ يحتاج إلى تدريب وتعليم، مشيرةً إلى أن أبرز نقطة فيه هي المضغ الجيّد بمعدّل 30 مضغة كل مرّة، وبتمهّل! وتذكر أن أبرز التحدّيات التي تواجه التغذية السليمة في منطقة الخليج تكمن في وجود الكثير من المواد الغذائية وطول ساعات العمل والتوتر المستمر وعدم ممارسة الرياضة خصوصاً خلال فصل الصيف الحار.
«سيدتي» التقت ستوسير أثناء زيارتها لـ «دبي» لتطّلع منها على الطرق التي تتّبعها في العلاج لإزالة سموم الجسم ولاستعادة الرشاقة:
- ما هي الطريقة التي تعتمدينها في إزالة سموم الجسم؟
أعتمد طريقة تتوافق مع الاحتياجات الشخصية لكل مريض ترتكز على إزالة سموم الجسم، وهذه الأخيرة تشكّل نقطةً جوهرية في أي برنامج علاجي، إضافة إلى تخليص الجهاز الهضمي من أي متاعب، مع التوعية بعادات الطعام الصحيّة.
- هل يتوقّف العلاج على المرضى أم يشمل الأصحّاء أيضاً؟
بما أن البرنامج الذي ننتهجه في مركزنا في «النمسا» يتناول مجموعةً واسعةً من الخطوات التي تسهم في الحماية من الأمراض الاستقلابية، فإن الأمر لا يقتصر على المرضى حصراً، بل يشمل الأشخاص الأصحّاء كذلك، لأن الجسم يحتاج إلى التخلّص من السموم والتعرّف على أساليب التغذية السليمة والصحيّة للمستقبل وتجنّب التعرّض للأمراض.
- بمَ يختلف أسلوب العلاج الذي تتبعينه؟
أستهلّ عملي بفحص المريض للتعرّف على ما يعانيه، وقد يتطلّب الأمر إجراء بعض الفحوص والاختبارات للدم وما شابه، ليتم بعدها تحديد العلاج وفقاً للنتيجة. ولكل مريض برنامج خاص يتوافق مع حالته، إذ أحدّد له نظاماً غذائياً معيّناً وتمرينات رياضية مناسبة لتطبيقها. ويعتمد برنامج التخلّص من السموم في جزء منه على تقليص كميّة الطعام المستهلكة.
- هل يتمّ وصف الدواء المعتاد لمرضاك أم هناك علاجات بديلة؟
نعم، أصف الدواء ولكن دون مبالغة. وأفضّل العلاج الذي يعتمد على المعادن والعناصر النادرة والأدوية والعلاجات الفيزيائية. وفي «النمسا»، ثمة علاج قديم للغاية، وهو العلاج بالماء ويساعد على تحسين الدورة الدموية والهضم ويجعل الأيض أفضل... وبرأيي، إن هذه الطريقة مثالية لتخليص الجسم من السموم الخارجية والداخلية الناتجة عن عملية الأيض.
- هل ممارسة الرياضة ضرورية في العلاجات التي تقومين بها؟
نعم، تحتاج كل العلاجات إلى ممارسة الرياضة لأنها تساعد على شدّ الجسم، خصوصاً إذا كان الهدف خفض الوزن، علماً أنّه يجب اختيار التمرينات المناسبة حسب حاجة الشخص.
- ما هو أفضل وقت لممارسة الرياضة؟
يعتمد هذا الأمر على الشخص وكميّة الطعام التي يأكلها ونوع التمرينات التي يمارسها، ولكنّي أفضّل ممارسة الرياضة مع نهاية اليوم، وأحبّذها كلّما توفّر لدينا الوقت، على أن تتراوح مدّتها ما بين 30 و40 دقيقة. ويجدر بنا ألا ننسى أن الأمر يعتمد على طبيعة الشخص، ومتى يكون متفرّغاً للرياضة، فالبعض يجد أن طاقته تكون في أوجّها عند الصباح فيتوجّه للمشي أو إلى صالة الرياضة، فيما البعض الآخر ينتظر المساء.
- هل من مضاعفات جانبية للعلاجات التي تستخدمينها؟
يكمن التأثير الإيجابي لهذه العلاجات في التخلّص من السموم والوزن الزائد، أمّا المضاعفات السلبية فقلّما توجد لأن هذه العمليّة تتمّ تحت إشراف طبي ومراقبة تامة، ولكن قد يشعر البعض بالصداع.
- يستعيد البعض ما خسره من وزن سريعاً، فما رأيك؟
إن تناول الغذاء فن يحتاج إلى تدريب وتعليم، ويجدر بالمرء أن يتبع نمطاً غذائياً مختلفاً وأن يمضغ طعامه جيداً وبمعدّل 30 مضغة كل مرّة وبتمهّل، لأن ذلك يجعل الطعام أكثر ليونة وسهولة في الهضم والامتصاص، وستتاح له حينها فرصة التمتّع به.
- ما هي أبرز وصاياك للتخلّص من سموم الجسم؟
أوصي بتناول الوجبات كافّة، ولكن بكميّات مدروسة، على أن يكون موعد الوجبة الأخيرة قبل السادسة أو السابعة للتمكّن من النوم جيداً، علماً أنّ ساعات النوم الكافية تتراوح ما بين 6 و7 ساعات، ما يمنح الجسم الفرصة لهضم وامتصاص الطعام. ولا أمنع استهلاك أي صنف من الطعام في أيّة وجبة، شريطة أن يكون هذا الأخير مطبوخاً بشكل جيد وصحّياً وكميّته مدروسة، ولكني لا أنصح بتناول الخضر والفاكهة في وجبة المساء بل في الصباح وخلال النهار.
وإذا كان الطعام مطهوّاً بشكل مناسب ولا يحتوي على الكثير من الزيوت فلا بأس به في كل الأوقات، فقد نستطيع تناول الطعام المطهو بأنواعه كافّة حتى على العشاء شريطة مضغه جيّداً واستهلاكه بكميّات مدروسة. ويفضّل بعد تناول وجبة ثقيلة ممارسة رياضة المشي.
- إلى ماذا يحتاج شخص بدين قبل الشروع في التخلّص من وزنه؟
يجب معرفة السجل المرضي لهذا الشخص، وما إذا كان مصاباً بالسكري أو يعاني من أمراض في بعض الغدد وفي عملية الأيض، ثم يتم إعداد تقرير عن السعرات الحرارية التي يحتاجها ليبقى جسمه على قيد الحياة، ليعتمد بعدها نظاماً غذائياً فيه نشاط أكثر وكميّات طعام أقل.
- من هم المرضى غير البدناء الذين يرتادون عيادتك؟
يرتاد عيادتي من يعانون من مشكلات في ارتفاع ضغط الدم وفي الأحماض الدهنية و«الكوليسترول» والسكري و«الروماتيزم» والتعب المزمن والفطريات والهرمونات.
- هل تقومين بتركيب بعض العلاجات؟
تحتاج عملية تخليص الجسم من السموم بعض التركيبات العلاجية. وقد تكون البداية مع التدليك والجمع بين العلاج بالماء وعلاجات أخرى كزيادة درجة حرارة الجسم لتنشيط الأيض والدورة الدموية.
- هل من نصيحة للمرأة العربية، خصوصاً في ظلّ المناخ الحار وساعات العمل الطويلة؟
لعلّ أبرز التحدّيات التي تواجه التغذية السليمة في منطقة الخليج تكمن في وجود الكثير من المواد الغذائية وطول ساعات العمل والتوتر المستمر وعدم ممارسة الرياضة وخصوصاً خلال فصل الصيف الحار. لذا، يجب التعويض عن هذا الأمر من خلال القدرة على التحكّم بالنفس وعدم تناول ما يفوق حاجتنا. ولا ننسى المضغ الجيد الذي يشكّل الخطوة الأولى لخسارة الوزن.