«رابا نوي» Rapa Nui أو «جزيرة الفصح» هي أرض سياحية وسط المحيط الباسيفيكي، يلفّها السحر والغموض، تحتضن آثاراً صخريةً محفورةً بطريقة مدهشة، وإشارات منقوشة على قطع خشبية ما يزال جزء كبير منها، حتى اليوم، مجهول التفسير!
تعالوا معنا في هذا المشوار لاكتشاف سرّ هذه الجزيرة النائية.
ترتبط مدّة الإقامة على جزيرة «رابا نوي» Rapa Nui، في كثير من الأحيان بمواعيد رحلات شركات الطيران، إلا أنّ زيارة هذه الجزيرة لمدّة يومين أو ثلاثة أيّام، تسمح باكتشافها والتعرّف على مواقعها الأثريّة.
وفي الواقع، لا أحد يملك معلومات أكيدة عن سكّان الجزيرة الأوائل: من أين أتوا؟ لماذا قرّروا الإقامة في هذا المكان؟ ما مدى اتصالهم بالعالم الخارجي؟ ما الذي دفعهم إلى نحت هذه الصروح من الحجارة؟ وكيف استطاعوا نقل قطع الحجارة الضخمة ذات الأوزان الكبيرة من مكان وجودها أو استخراجها إلى المكان الذي يعيشون فيه؟
تفيد بعض المعلومات أن 3400 نسمة عاشت على هذه الجزيرة المعزولة والجدباء التي تمتد على مساحة 166 كيلومتراً مربعاً، والتي تنتشر على سطحها القبب البركانية، وتغيب عنها المياه الجارية. أما مصادر المياه الجوفية فتتواجد على عمق متوسّط. في حين تتواجد مستودعات المياه الوحيدة على السطح، في: Aroi Rano، Rano Kau وRano Raraku.
منذ عام 1995، تمّت حماية الإرث الاستثنائي للجزيرة، نتيجة تدوينه على لائحة «اليونيسكو». تحاصر المنتزهات والمحميات الطبيعية، المناطق الأثرية. ويعمل إتحاد «رابا نوي» Rapa Nui على حمايتها والسهر بغيرة عليها، كونها تدلّ على تاريخه. ويشكل هذا الإتحاد سلطة موازية للحكومة التشيلية الرسمية.
مناخها...
يسود الجزيرة مناخ بحري شبه استوائي، وتسجّل درجات الحرارة المتوسّطة 18 درجة مئوية خلال فصل الشتاء الجنوبي في شهري يوليو(تمّوز) وأغسطس (آب)، فيما تبلغ درجات الحرارة القصوى 28 درجة مئوية خلال شهر فبراير (شباط). وتعتبر أشهر ديسمبر (كانون الأوّل)، ويناير(كانون الثاني) وفبراير(شباط) الأكثر حرارةً، فيما تعتبر الفترة الممتدّة بين يونيو(حزيران) وأغسطس (آب) الأكثر لطافةً. ويهطل حوالي 1138 ملليمتراً من الأمطار سنوياً، ويشهد شهر ابريل (نيسان) على أكبر نسبة لهطول الأمطار.
في سطور...
تقع «رابا نوي» Rapa Nui داخل المحيط الباسيفيكي الجنوبي، على بعد 3700 كيلومتر من السواحل التشيلية، وعلى مسافة 4000 كيلومتر من تاهيتي. يطلق عليها أيضاً إسم «جزيرة الفصح»، لأن أقدام الأوروبيين وطأت أرضها في يوم عيد الفصح من عام 1722.
شكّلت الجزيرة مقرّ حضارة قديمة، تركت في كل مكان منها، مجموعات كبيرة من المنحوتات الصخرية التي تسمّى Moai ويفوق عددها 600 منحوتة موزعة في أنحاء الجزيرة، كما يصل ارتفاع بعضها، الى 10 أمتار. كما تركت إشارات محفورة على قطع خشبية فريدة من نوعها تدعى Rongorongo، بقي جزء كبير منها عصيّاً على الفهم، بالرغم من التفسيرات الجزئية التي قام بها الخبير ستيفن فيشر. تتخذ هذه الجزيرة شكلاً هندسياً مثلثاً، علماً أنّها ذات أصول بركانية، تكوّنت منذ ثلاثة ملايين سنة تقريباً، بفعل ثورة ثلاثة براكين رئيسية هي: Terevaka، Katiki وRano Kau، وهي عبارة عن جبل ضخم مغمور، يبلغ محيط قاعدته 200 كيلومتر، وارتفاعه يتجاوز 4000 متر.
أبرز النشاطات
تتعدّد النشاطات التي يمكن القيام بها على هذه الجزيرة، لكنّها تتمحور حول الطبيعة. وإذا ما تمّت مقارنة هذه الجزيرة بمنتزهات ومحميّات أخرى، فلا يمكن اعتبارها مميّزةً لناحية نوعية النباتات وكميّتها، لكنّ جمالها وسحرها يكمنان في أصولها البركانية، وسيطرة المحيط عليها، وفي تاريخها وآثارها الساحرة.
وتتمثّل أبرز النشاطات، في:
- زيارة المواقع الأثرية الأكثر غنى، وهي: Puna Pau ،Rano Raraku، Anakena-Ovahe، Ahu Akivi وCosta Norte.
- السباحة والغوص في Anakena-Ovahe.
- ركوب الأمواج في Hanga Roa.
- التخييم في قطاع Anakena الذي يؤّمن ويسمح بالشواء.
- زيارة أشباه الجزر الصخرية، وتحتضن مجموعةً هامّةً من الطيور البحرية كالنورس، وعقاب البحر، وخطاف البحر الأسود الأسطوري الذي أصبح وجوده نادراً حالياً.
"سيدتي" ترغب في مرافقتكم في أسفاركم، لمعرفة أحوال الطقس، ومواقيت الصلاة اضغطوا الرابط. التالي