إذا كنتم تودّون الغوص في التاريخ ما قبل الإسباني واكتشاف مواقع أثرية مختلفة ومعالم تاريخية عريقة، فتعالوا معنا في هذا المشوار إلى «ليما» عاصمة البيرو وأكبر مدنها. فهي تمتلك تاريخاً عريضاً ومعقّداً، وتعتبر منجماً حقيقياً للتجارب الثقافية المدهشة.
تستفيد «ليما» من مناخ شبه استوائي صحراوي، مع معدّل هطول للأمطار يتراوح بين 6 و7 ملليمترات فقط. وفي المقابل، فإن الهواء يمنحها رطوبةً نسبيةً عاليةً للغاية يمكن أن تصل إلى مائة في المائة، في خلال الفترة الممتدة من شهر يونيو (حزيران) إلى ديسمبر (كانون الأول)، أمّا الحرارة فهي معتدلة جداً نسبةً الى مدينة واقعة على مستوى البحر وعلى ارتفاع قريب من خط الإستواء. وتقارب درجات الحرارة القصوى 26 درجة مئوية خلال الصيف و19 درجة مئوية خلال الشتاء، أمّا درجات الحرارة الأدنى فتقارب 19 درجة مئوية خلال الصيف و12 درجة مئوية شتاءً.
أبرز النشاطات
- لعل ابرز النشاطات في مدينة «ليما» تختصر في زيارة متاحفها العديدة، أبرزها:
- المتحف الوطني للآثار، الأنتروبولوجيا والتاريخ: يعتبر هذا المتحف نقطة إنطلاق مثالية لفهم التاريخ الثقافي المعقّد للبيرو. فالمعروضات، ذات التسلسل التاريخي الذي يعود الى ألفي عام قبل المسيح، وصولاً إلى الحقبة الاستعمارية، تتضمّن قطعاً من السيراميك، صوراً على الحجارة، مجوهرات وأقمشة.
- متحف الفن الخاص بـ «ليما»: يقدم صورة شاملة عن الثقافة السائدة في البلاد، بالإضافة إلى الفن المعاصر ومجموعات كبيرة من الرسوم التاريخية. فمعرض الصور الفوتوغرافية ولوحات خوسيه سابوغال Jose Sabogal لا يمكن أن تفوّت تحت أي عذر!
- المتحف الوطني لمعروضات حقبة ما قبل الـ «إنكا» حتى الحقبة الإستعمارية:يعتبر المتحف الوطني لـ «سان بورجا» San Borja الأكثر أهمية في «ليما»، فمعروضاته تمتد على ثلاثة طوابق مبنية بطريقة فوضوية، وتتضمّن مجسّمات لمعظم الأطلال الرئيسية في البيرو، قطعاً من السيراميك وأقمشة معقدة تعود لحقبة ما قبل الـ «إنكا» حتى الحقبة الإستعمارية.
وفي الموازاة، ثمّة العديد من النشاطات الأخرى التي يمكنكم القيام بها في «ليما»، هذه لمحة عنها:
- نزهة صباحية إلى أحد المنتزهات أو الساحات العديدة الموجودة في المدينة.
- زيارة منزل سولاريجا دو ألياغا Solariega de Aliaga، وهو فندق استعماري خاص بناه النبيل الاسباني جيرونيمو دو ألياغا Jeronimo de Aliaga في عام 1535، للتعرّف على هندسته المعمارية الداخلية الأنيقة.
- زيارة القصر الحكومي الذي أعيد بناؤه في الثلاثينيات وفقاً للطراز الباروكي الحديث، وذلك لمشاهدة تبديل الحرس.
- قضاء أجمل الأوقات في منتزه الحب الصغير الذي يشرف على المحيط الباسيفيكي ويتضمن منحوتات رومانسية مختلفة وإلتقاط صور تذكارية، خاصة للزوار من العرسان الجدد، فهو يعتبر مكاناً مدهشاً لمشاهدة مغيب الشمس.
- التمتع بتذوّق عشاء من ثمار البحر في أحد المطاعم المشرفة على المحيط وقضاء أمسية ساحرة على وقع أنغام اميركا اللاتينية!
في سطور
إنها عاصمة البيرو والمدينة الرئيسية فيها. تقع على الساحل الوسطي للبلاد، على ضفاف المحيط الباسيفيكي ضمن منطقة «ليما». تأسست، تحت إسم «مدينة الملوك»Ciudad de los Reyes، من قبل فرنسيسكو بيزارو Francisco Pizarro، بتاريخ 18 يناير (كانون الثاني) من عام 1535، وذلك على أنقاض مجتمع هندي قديم، تبدو آثاره ما قبل الكولومبية حتى اليوم. لكن مع مرور الزمن، نالت اسمها الحالي المتأتي من اللغة الإيمارية «ليما» Lima أو «ليماك» Limaq أي «الوردة الصفراء». وعلى الخرائط الأولى للبيرو، يمكنكم أن تجدوا اسم «ليما» Lima واسم «مدينة الملوك» أيضاً، وقد باتت الساحة الأقوى للسلطة الاسبانية في البيرو. وقد صارت المدنية في «ليما» نموذجاً يحتذى به في اميركا الجنوبية الاسبانية خلال الفترة الاستعمارية.
تتضمن هذه المدينة أيضاً، على الصعيد الجغرافي، أودية أنهار «شيون» Chillon و«ريماك» Rimac و«لورين» Lurin. ومع مساحة تصل الى 266467 كيلومتراً مربعاً، تعدّ «ليما» المدينة الاكثر امتداداً على الصحراء بعد القاهرة. وهي محاطة بالجبال، على أقدام سلسلة جبال «أنديس» Andes التي تجعل من بخار مياه البحر يتركز في أجواء المدينة.
أما بالنسبة للسكان، فلم تكن تعد «ليما» في بداية القرن السابع عشر سوى 25 الف نسمة، أمّا اليوم فيتراوح عدد سكّانها بين 8 و10 ملايين نسمة.