لكل وجهة طابع خاص ولكل رحلة عنوان مميّز. فإذا كنت ترغبين بعطلة ثقافية غنية بالتاريخ، ليس هناك أفضل من القارة العجوز، أما إذا كنت تحبّين العطلات الترفيهية والإسترخاء والتسوّق والإكتشاف، فليس هناك أفضل من بانكوك أو الهند.
«سيدتي» تدعوك إلى وجهات سياحية مختلفة، لكلّ منها هوية خاصة.
1- بانكوك أو «المدينة السعيدة»
أسواق ملوّنة بألف لون ولون، تتمركز تحت أقدام ناطحات السحاب في مدينة استطاعت أن تحافظ على كنوزها المعمارية القديمة، تزيّنها صروح وأبنية عصرية الطراز.
تجمع «بانكوك» بين التقاليد والحداثة بشكل مدهش، فهي حاضرة دينامية وكثيرة الحركة، إلا أنها تقدّم في الوقت نفسه لزائرها، عدداً من الأماكن الهادئة البعيدة كل البعد عن ضجيج وصخب المدينة، كصروح «وات فو» Wat Pho، «وات تريميت» Wat Traimit و«وات أرون» Wat Arunومنتزه «لومبيني» Lumpini حيث ستشعرون حتماً بالهدوء والسكينة وسط الأشجار الخضراء، خصوصاً خلال فترة ما بعد الظهر.
ويعتبر القطاع السياحي من أبرز القطاعات الإقتصادية في «بانكوك»، وضمنه السياحة الإستشفائية التي تحتلّ مكانةً هامّة فيه. ويعتبر الصينيون من أهم الإقتصاديين في المدينة كونهم يديرون مؤسسات كثيرة ويتجاوز عددهم 300 ألف شخص.
وفي هذا السياق، تشكّل زيارة «شينا تاون» China Town أمراً لا بدّ منه، إذ تقدّم لكم إمكانية التسّوق من الباب الواسع، فالبضائع ذات مستوى جيّد بالإضافة إلى الذهب المشغول بطريقة متقنة.
وللتسوّق في الهواء الطلق متعة خاصة في «بانكوك»، إذ تمتدّ الأسواق على طول الطرق، وينتشر الباعة المتجوّلون الذين يجرّون عرباتهم.
ولا تنسوا زيارة سوق المنتجات الغذائية «كلونغ توي» Khlong Toei، وسوق الأزهار «باك كلونغ تولات» Pak Khlong Tolat الرائعة وسوق «سيلوم» Silom حيث يحلو التسوّق والسهر.
باختصار، تعتبر «بانكوك» مزيجاً ساحراً بين العالمين القديم والحديث، فنهر «شاو فرايا» Chao Phraya يقسمها إلى منطقتين: الضفة اليمنى القديمة والمحافظة على تقاليدها القديمة، والضفة اليسرى العصرية حيث مراكز الأعمال، شبكة المترو، الأبراج الشاهقة ونقاط الجذب السياحية.
2- الهند: بلاد يفوح منها سحر الشرق
أرض غنية تنبض بالحياة! لطالما اشتهرت عبر التاريخ بأقمشتها، لا سيما الحرائر منها، وبالتوابل اللذيذة التي تنتجها أرضها الحارّة.
تحتلّ عاصمتها «مومباي» موقعاً هاماً في الصناعة والتجارة الخارجية. هي مدينة شديدة التنوّع، قديمة لكنها تتماشى مع العصر وتجمع بين الثراء الفاحش وبين مظاهر الفقر المختلفة. إنها الهند المصغّرة، التي تحتضن تيارات ثقافية مختلفة وتمتلك مرفأً هاماً على بحر العرب.
تضمّ «مومباي» مجموعةً من العناوين الجديرة بالإكتشاف، كـ:
- «قوس النصر» Gateway of India الذي بني تكريماً للملك جورج الخامس والملكة ماري، بعد مرورهما في المدينة عام 1911. يطلّ على البحر ويعتبر نقطة الإنطلاق الرئيسية للسياح لاكتشاف المدينة.
- «متحف أمير بلاد الغال» Prince of Wales Museum الذي تمتزج فيه التأثيرات البريطانية والشرقية بشكل ساحر، إذ يضمّ مجموعةً غنيةً من اللوحات الزيتية، المنمنمات، العاجيات والتماثيل.
- «فيكتوريا ترمينوس» Victoria Terminus: يعتبر القطار في الهند رمزاً للتقدّم والإزدهار، وهو أحد الصروح البارزة في المدينة، فلا تفوّتوا زيارته ومشاهدة ساحته المبنية وفق الطراز القوطي القديم الرائع.
- جامع حاج علي Ali Hadj الساحر الذي تحيطه المياه، ويمكن بلوغه عبر سدّ يبلغ عرضه ثلاثة أمتار.
- الأسواق الهندية الملوّنة المنتشرة في أنحاء المدينة كافة، كـ «زفري بازار» Zaveri Bazar حيث أعمال الصاغة الأكثر شعبية في البلاد و«كراوفورد ماركت» Crawford market المخصّص في بيع المواد الغذائية، لكن تحيط به محلّة بائعي الحرائر.
- الشواطئ الهندية، ولعلّ أكثرها شهرة هو شاطئ «جوهو» Juhu الذي يبعد 30 كيلومتراً عن وسط المدينة.
كما ننصحكم بزيارة بعض الأماكن خارج العاصمة، أبرزها:
- كهوف «كارلا» الشهيرة القريبة من «لونافالا» Lonavala.
- جزيرة «الفانتا» Elephanta الواقعة في خليج «مومباي» والتي تعتبر موقعاً سياحياً بارزاً في البلاد بكهوفها التي تعود للقرن السابع ومنحوتاتها الرائعة.
- شلالات «كاندلا» Khandala الساحرة الواقعة ضمن أرض خضراء وسدود المياه في «لونافالا» Lonavala.
3- أوروبا: قارة لا تكفّ عن إدهاشنا بأماكنها!
- دار الأوبرا في روما Teatro dell’Opera: عرفت دار الأوبرا الإيطالية من قبل بإسم «تياترو كوستانزي» Teatro Costanzi تيمّناً بمموّل المشروع دومينيكو كوستانزي Dominico Costanzi الذي جمع ثروته من خلال عمله في المجال الفندقي.
نفّذها المهندس المعماري سفودريني Sfondrini وتمّ افتتاحها في عام 1880، ليعاد شراؤها في عام 1926 من قبل المجلس البلدي في مدينة روما، فأصبحت تسمّى Teatro dell’Opera. أعيد افتتاحها في عام 1928 مع أوبرا «نيرون» Neron. وفي عام 1958، تمّ تحديثها وقدّمت فيها حفلات أوبرالية شهيرة. وهي تحظى بشهرة وسحر فريدين داخل إيطاليا كما في العالم الخارجي، وذلك منذ أكثر من قرن! فاجعلوا وجهتكم روما، ولا تفوّتوا حضور حفل أوبرالي فيها!
- حديقة لوكسمبورغ في باريس: يطلق على هذه الحديقة، محلياً، إسم «لوكو» Luco. تقع في المستديرة السادسة في العاصمة الباريسية. شيّدت عام 1612، وتمتدّ على مساحة 23 هكتاراً، تزيّنها رياض من الأزهار وقطع أرض صغيرة مشجّرة، بحيث يجد كل زائر متعته الخاصة.
وتضمّ هذه الحديقة مجموعة من الأبنية كقصر لوكسمبورغ أو مقر مجلس الشيوخ، متحف لوكسمبورغ المخصّص للعروض الفنية الكبيرة المؤقّتة، فندق «فاندوم» القديم الذي تشغله إحدى المدارس الفرنسية ودفيئة البرتقال (اورانجوري) الواقعة في مسلك «دو لاكروا» Delacroix والتي تحتضن مجموعةً من النباتات المسمّاة «برتقال» ذات المصدر المتوسطي. تزّين الحديقة مجموعة كبيرة من المنحوتات الساحرة التي تمثّل بعض الشخصيات المعروفة ومنحوتات فنية مختلفة.
- صرح «راتوس» الساحر في العاصمة النمسوية: مشيّد وفقاً للطراز «النيو قوطي» ومستوحى من فندق مدينة بروكسل. شكّل فندق المدينة صرحاً مدهشاً ببرجه الذي يصل ارتفاعه إلى مائة متر والذي يشرف عليه Rathausmann «رجل الحديد» رمز المدينة. ويعتبر أحد الأبنية الرمزية في فيينا، إذ يشكّل نقطة استدلال ولقاء هامة في الصيف، كما في الشتاء.
ممرّ كبير تحوط به مجموعة من النصب والمنحوتات التي تذكّر بالشخصيات البارزة في تاريخ فيينا، يقطع المنتزه المقابل له. بني هذا الصرح المتميّز بين أعوام 1872 و1883، خلال الحقبة التي تمّ فيها بناء - صروح «الرنغ» Ring الكبيرة. هو مقرّ الحاكم والمجلس البلدي لمدينة فيينا، بالإضافة إلى مجلس النواب Landtag الخاص بولاية فيينا وفقاً للنظام الفدرالي النمسوي.