افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبحضورالشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، الدورة 15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، تحت شعار "كن بطل قصتك"، ويستمر خلال الفترة من 1 حتى 12 مايو الحالي، في مركز إكسبو الشارقة.
الهدف الأول في دورة مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024 هو تعزيز دور القراءة كأساس رئيسي لبناء مستقبل أفضل للأطفال، وتكوين جيل يدرك أهمية القراءة كوسيلة فعّالة للتغيير والتطور في المجتمع، حيث يعمل على تعزيز التفكير الإبداعي والابتكار؛ من خلال استضافة فعاليات يشارك فيها نخبة من الكتّاب والرسامين والناشرين، الذين يقدِّمون أعمالهم ويشاركون الجمهور قصصهم وتجاربهم في عالم القراءة والإبداع.
في جولة مليئة بالحيوية، وحول أصوات الأطفال، أجرت كاميرا "سيدتي وطفلك"، لقاءات مع متكلمين عن منصاتهم، والذين كشفوا عن دور المنصات التوعوي والترفيهي في تنمية فكر الأطفال.
يفضلون القصص المرحة
كان مشهد الحكواتي الإماراتي عبدالناصر التميمي، الذي امتهن شخصية الحكواتي، ينقل الزمان الماضي إلى الحاضر، في لفتة ثقافية غنية، فهو بعد أن كان ممثلاً، وأصيب بحادث، أقعده على كرسي، تقمص هذه الشخصية، حيث قال: "عندي أكثر من 250 قصة لجميع الفئات العمرية، أرويها بأسلوب يناسب عقول الأطفال، كي ترسخ الفكرة، وتبقى في ذاكرتهم حتى يكبروا، وقصصي تناسب جميع الأعمار، أختارها بعناية، وأعدها، أحياناً تكون من التراث، لكن أكثر ما يُقبل عليه الأطفال هي القصص المرحة، وقصص على ألسنة الحيوانات، كما نتبع أسلوب الجوائز والهدايا، التي توزع على الأطفال المنتبهين إلى نهاية القصة، حيث يحتفظ بها في ذاكرته ليرويها لأطفاله مستقبلاً، وتنتقل هذه المبادئ، وهذه الأمور السنعة، من جيل إلى جيل".وأمور السنع، وهي كلمة إماراتية تعني الأمور الحسنة.
قصص قصيرة هادفة للأطفال قبل النوم
"جسدي لي"
كانت ياسمين محمد تقف في قسم التثقيف الصحي، وقد لفتتنا كلمة "جسدي لي" التي تميز هذا القسم، والمنصة تعمل على توعية الطفل، لمكافحة التحرش، ورفضه، من خلال ورش العمل، بحيث تجعل الطفل يشعر بالأمان عند التحدث إليه، وتعلم الأمهات الاستماع إليه دون تعنيف ومناقشته في أخطائه، وحثه على طرح الأسئلة، والاستماع بإنصات لإجاباته. وتوضح :" كل ذلك لا بد أن يكون من دون خجل من أجزاء جسمه الخاصة التي يَجِبُ ألاّ يراها أحد من الغرباء، وأهم شيء هو مناقشته حول كيفية التصرف عند التعرض لأحد المواقف غير المريحة، وضرورة إخبار أحد عنها، مع تعليمه الفرق بين اللمس الآمن، والمخيف حتى يستطيع تمييز الموقف، فبناء حالة من الصداقة والأمان بين الأم والطفل تجعله يحكي لها كل أسراره، دون الخوف من العقاب أو التوبيخ، ولا بد أن أنبّه الأمهات إلى ضرورة ملاحظة حالة الطفل النفسية، وملاحظة إذا ما كانت تظهر عليه علامات عدم الأمان أو الخوف من شيء ما، ومحاولة احتوائه ومعرفة الأسباب، كل ذلك نطرحه في مجموعة من الكتب التي أصدرناها، والورش التثقيفية التي نحدثها".
أفكار لتنمية قدرات الطفل ورعاية مواهبه
البرامج تدعم الجانب التوعوي
هزاع عبدالله الشحي، مذيع في تلفزيون الشارقة، يقف أمام منصة الإذاعة التي شاركت في معرض الشارقة القرائي للطفل، تكلم "عن الدعم الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالطفولة حتى كبار السن". يتابع قائلاً: "نحن استلمنا الدور بمسؤولية، لتسليط الضوء على الوسائل الفكرية التي تدعم الطفل، من خلال إبراز الورش التي أقمناها في المعرض هي وضيوفها، وعلى الكتب المعروضة، آخذين بعين الاعتبار مواهب الأطفال، ومعرفة الكتب التي يتناولها الأطفال، مركزين على البرامج التي تدعم الجانب التوعوي، والتي تشجع أولياء الأمور على اصطحاب أطفالهم إلى هذه المهرجانات".
8 نصائح لتعزيز مهارات الابتكار والإبداع لدى الأطفال
ابتكارات مستدامة
تشارك القيادة العامة لشرطة الشارقة، والأكاديمية الشرطية، بمنصة خاصة في النسخة الـ 15 من المهرجان، كما قال العقيد محمد سعيد الظهوري، رئيس قسم العلاقات العامة، في القيادة العامة لشرطة الشارقة، وتابع: "نشارك بمنصة فيها العديد من القصص التوعوية، من ضمنها في بيوتنا أسرار، وضد مجهول وغيرها الكثير، أيضاً نتواصل مع الأطفال في منصة تفاعلية فيها حصص توعوية، من ضمنها السلامة المرورية، وحب الوطن، إضافة للمحاضرات التي توضح للأطفال جانب الجرائم الإلكترونية، ومخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، وكتابة القصة بواسطة الرسم؛ عبر الذكاء الاصطناعي، واحتفالاً بالعام الذاتي للاستدامة، حرصنا على استخدام المواد المستدامة". كشف العقيد الظهوري عن الحرص على توعية الأطفال، كجانب وقائي للمجتمع بأكمله، ودعا الجمهور لزيارة المنصة الخاصة بشرطة الشارقة.
أستديو رتل
خليفة حسن خلف، مدير إدارة إذاعة القرآن الكريم في الشارقة، كان يشرف على المنصة الخاصة بالقناة، التي تشارك في المعرض، من خلال عدة إذاعات وقنوات، يستدرك قائلاً: "الإذاعات لديها برامج مباشرة، والمميز فيها أن الأطفال أنفسهم هم من يديرون الحلقة النقاشية على الهواء مباشرة، وللإذاعة مساهمات من خلال المسابقات، وإذاعة القرآن الكريم تشارك في أستديو رتل، للعام الرابع على التوالي، حيث نسمع أصوات الأطفال في الأستديو المعزول تماماً. الإحصائيات تثبت نجاح هذه المسابقة، وعن مدى تفاعل الأطفال، فالسنة الماضية استقبلنا قرابة 500 مشارك، والسنة التي قبلها 400، ونتوقع هذه السنة، حسب المعطيات، أن نصل إلى 700 مشارك، وبعد أن نسجل للطالب التلاوة في الأستديو، يتم عرضها في حسابات التواصل الاجتماعي، سواء اليوتيوب أو إنستغرام، وتقدم الهدايا للأطفال، والطفل الذي يمتلك صوتاً جميلاً وقدرة على الترتيل؛ يتم استقطابه وتصويره، وبث تلاوته على إذاعة الشارقة، وقد قدمنا في المعرض هدايا تُدخل الفرحة على قلوب الأطفال، مثل أجهزة الأيباد، إضافة لهدايا عينية".
لخص مدير إدارة إذاعة القرآن الكريم دور الهيئة ، لافتا إلى أن دورها لا يقتصر دورها على البث المرئي أو المسموع أو المسجل، بل تسعى إلى تنمية مهارات الأطفال، من خلال المشاركة في المعارض.
حدود الخوف والخجل
في أجواء مليئة بالمعرفة والحماس، تحلَّقَ الصغار في جناح مجموعة كلمات، متلهفين للقاء الكاتبة والإعلامية سامية عايش. كانت سامية تستعد لمشاركة كتابها الجديد "ماذا أقول عن بابا؟" مع جمهورها الصغير، الذي يناقش بشكل عميق ومبتكر "انفصال الوالدين"، حيث تنسج مع رسومات بكانة يعقوب نجاد، قصة تلامس الواقع، مقدمةً للأطفال القراء، وللأهل أيضاً، رؤية تلهمهم الشجاعة وترفع فيهم الوعي. تستدرك سامية: "ماذا أقول عن بابا؟ قصة تنبع من الواقع الذي يعيشه الكثير من الأطفال في ظل انفصال الأبوين، وقد سلطت الضوء في القصة على الحاجة الماسة للحوار الأسري الفعّال الذي يتجاوز حدود الخوف والخجل، فالكتاب دعوة صريحة للأهل لأخذ زمام المبادرة في فتح قنوات الحوار، وتقديم الإجابات الصادقة والمطمئنة لأسئلة الأطفال، حتى تلك التي لم تُطرح بعد، فالكتاب يؤكد ضرورة أن نتحدث مع أطفالنا، وأن نخلق قنوات تواصل من الحديث والسؤال والجواب، لأنه لا ينبغي أن يكون الطفل هو المبادر دائماً، بل لا بد أن يكون الأهل لديهم حس المبادرة في موضوعات التربية والتعليم".
اليوجا وصحة الأطفال
تحت شعار "كن بطل قصتك"، تم استضافة مدربة اليوجا وأخصائية الصحة العقلية ومؤلفة كتب الأطفال "زولمير فيليون"، في ندوة بعنوان "تعزيز النمو من خلال العلاج الرياضي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة". وقد قالت زولمير: "يركز المعالج الفيزيائي على تقوية الجسم والعضلات بشكل طبي بحت، في حين يركز مدربو الصحة العقلية واليوجا على تعزيز الصحة النفسية والعقلية، التي بدورها تساعد على تحسين الصحة الجسدية للشخص، واليوجا والتأمل يمكن أن يقدما العديد من الفوائد للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ كتحسين توازنهم، والتقليل من التوتر والقلق، وإكسابهم المرونة".
في معرض أبوظبي الدولي للكتاب حقوق الطفل في قصص مرسومة وورش تفاعلية ومسابقات للمواهب
الرسوم التوضيحية بتقنية الكولاج
في منصة "كتب الطفل"، شهدنا ورشة بعنوان "الرسوم التوضيحية بتقنية الكولاج"، تعرّف فيها الأطفال إلى طريقة إعداد الرسوم التوضيحية باستخدام الأوراق والخامات الملونة بتقنية "الكولاج"، وقد أقامتها الفنانة اليونانية دانيلا ستامتياذي، الفائزة بالمركز الثالث في جوائز "معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل 2024"، بطريقة إعداد الكولاج، والتي قالت: "تبدأ الخطوة الأولى برسم شكل معين لشجرة أو طيور أو منزل على ورقة بيضاء، ثم وضع ورقة شفافة فوق الرسم التوضيحي وتثبيتها باللاصق؛ لضمان عدم تحرّك الورقة وتغيّر قياسات الشكل، ثم نسخ الرسم التوضيحي على الورق الشفّاف، فيما تتضمن الخطوة التالية نزع اللاصق والورق الشفّاف، وتثبيته على رسومات جاهزة، أو رسوم يرسمها الأطفال بأنفسهم تحمل أنماطاً وألواناً متنوعة، وقص الرسومات الجاهزة بنفس الشكل المرسوم على الورق الشفاف، وفي الخطوة الأخيرة، تُلصق الأشكال على الورقة البيضاء التي استخدمها الأطفال في الخطوة الأولى، لنحصل على عمل فني فريد لرسم توضيحي باستخدام تقنية الكولاج".
الأمن السيبراني
ندى السويدي من القيادة العامة لشرطة الشارقة، فني الأمن السيبراني، حيث كشفت عن مساهمة القيادة في المعرض، كل وسائل توعية الطفل، بالجرائم الحالية، والتي تستهدفه، تتابع ندى: "تطرقنا للتوعية عبر الأمن السيبراني، واستخدمنا الأساليب التوعوية، التي وفرها المحاضر الافتراضي، باستخدام تقنية التزييف، فقد حرصنا على تصنيع شخصيات ثلاثية الأبعاد، باستخدام الذكاء الاصطناعي؛ لتوعية الطفل بطريقة إبداعية.
ولا مبالغة في القول إن مئات الفعاليات أقيمت في هذه الأيام الجميلة، كلها لدعم كيان الطفل، وتحرص على توعيته، من خلال الكتب والمحاضرات والأنشطة التفاعلية، والتي لا يمكن حصرها في موضوع واحد.
