يريد الآباء أن يظل أطفالهم بعيدين عن المشاكل، وأن يتفوقوا في المدرسة، وأن يواصلوا القيام بأشياء رائعة عندما يكبرون. ورغم عدم وجود وصفة محددة لتربية أطفال ناجحين، فقد أشار علماء النفس إلى عدة عوامل تُنبئ بالنجاح. ورغم أن تربية طفل مؤهل لمرحلة البلوغ تتطلب مجموعة من الممارسات والتقنيات، فإن بعض المواضيع تدور في هذه النصائح: مثل قضاء الوقت مع طفلك، والسماح له باتخاذ القرارات، والحفاظ على أسرة سعيدة، في هذا الموضوع يدلك الخبراء والمتخصصون إلى ما يجمع بين آباء الأطفال الناجحين، أنهم فعلاً تمكنوا من تربية أطفال ناجحين.
يتمكن الأطفال الناجحون من تولي زمام المبادرة في المهام السهلة أو المتوسطة الصعوبة، ذلك أن التوجيه الأبوي المفرط يمكن أن يُحبط الطفل أو يؤدي به إلى فقدان التركيز على مهمة ما، لكن الأطفال الذين كانوا ينظفون أو يلعبون أو يناقشون مشكلة. والذين يتدخل آباؤهم لتقديم التعليمات غالباً لا يتمكنون من تنظيم عواطفهم لاحقاً. لذلك يجب أن يتراجع الآباء ويسمحوا لأطفالهم بمعرفة كيفية اللعب أو التنظيف أو حل مشكلة.
إن الإفراط في المشاركة المباشرة قد يكون له ثمن على قدرة الأطفال على التحكم في انتباههم وسلوكهم وعواطفهم. عندما يسمح الآباء لأطفالهم بتولي زمام المبادرة في تفاعلاتهم، فإن الأطفال يمارسون مهارات التنظيم الذاتي ويبنون شخصيتهم الاستقلالية.
يمكنهم القيام بالأعمال المنزلية
إذا لم يقم الأطفال بغسل الأطباق، فهذا يعني أن شخصاً آخر يفعل ذلك نيابة عنهم، وبالتالي فإنهم لا يُعفون من العمل فحسب، بل من تعلم أن العمل يجب أن يتم وأن كل واحد منا يجب أن يُساهم في تحسين الجميع، لكن الأطفال الذين يُنشأون على القيام بالأعمال المنزلية يصبحون في المستقبل موظفين يتعاونون بشكل جيد مع زملائهم في العمل، ويكونون أكثر تعاطفاً لأنهم يعرفون عن كثب كيف يبدو الكفاح، ويكونون قادرين على القيام بالمهام بشكل مستقل.
من خلال تعليم الأطفال يقومون بالأعمال المنزلية مثل إخراج القمامة، غسل ملابسهم بأنفسهم، لتصبح هذه المهام جزءاً من حياتهم.
هم متمكنون من المهارات الاجتماعية
هناك ارتباط مهم بين تنمية المهارات الاجتماعية عند الأطفال في مرحلة الروضة ونجاحهم كبالغين بعد عقدين من الزمن.
فالأطفال الأكفاء اجتماعياً والذين يمكنهم التعاون مع أقرانهم من دون مطالبة، ومساعدة الآخرين، وفهم مشاعرهم، وحل المشكلات بأنفسهم، هم أكثر احتمالاً للحصول على شهادة جامعية والحصول على وظيفة بدوام كامل في سن 25 عاماً من أولئك الذين لديهم مهارات اجتماعية محدودة.
فمساعدة الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية هي واحدة من أهم الأشياء التي يمكننا القيام بها لإعدادهم لمستقبل صحي.
علاقتهم صحية مع آبائهم
يميل الأطفال في الأسر التي تشهد صراعات شديدة، سواء كانت كاملة أو مطلقة، إلى أن يكونوا أسوأ حالاً من أطفال الآباء الذين يتوافقون مع بعضهم البعض، فالأطفال في الأسر المكونة من أحد الوالدين والتي لا تعاني من صراعات يتحسنون بشكل أفضل من الأطفال في الأسر المكونة من الوالدين المتصارعين. ذلك أن الصراع بين الوالدين قبل الطلاق يؤثر أيضاً على الأطفال بشكل سلبي، في حين أن الصراع بعد الطلاق له تأثير قوي على قدرة الأطفال على التكيف.
يُحرزون درجات عالية في المدرسة
إن التوقعات التي يحملها الآباء لأبنائهم لها تأثير كبير على التحصيل الدراسي، فالآباء الذين رأوا أن الكلية ستكون جزءاً من مستقبل أطفالهم بدا أنهم تمكنوا من إدارة أطفالهم نحو هذا الهدف بغض النظر عن دخلهم أو أصولهم الأخرى.
لذا لا يعتبر توقع الآباء ضغطاً على الطفل كما هو شائع، وفي الكثير من الأحيان يشكل هذا التوقع، من دون ضغط مباشر، ومع إعطاء خيار التصرف، حقيقة واقعه، وما يتوقعه شخص ما من شخص آخر يمكن أن يصبح بمثابة تصور مستقبلي يحقق ذاته. وعندما يتعلق الأمر بالأطفال، فإنهم يرتقون إلى مستوى توقعات والديهم، وهم ينتظرون هذه التوقعات في الأساس.
وبعد الطلاق، عندما يتواصل الأب الذي ليس لديه حضانة مع أطفاله بشكل متكرر ويكون هناك حد أدنى من الخلاف، فإن الأطفال يحظون بفرصة أفضل. ولكن عندما يكون هناك خلاف، فإن الزيارات المتكررة من الأب ترتبط بضعف تكيف الأطفال. لذلك فإن الشباب في العشرينيات من العمر الذين عانوا من طلاق والديهم في طفولتهم ما زالوا يعانون من الألم بسبب تأثير طلاق والديهم بعد مرور عشر سنوات. فيما الشباب الذين يعيشون صراعات حادة بين والديهم هم أكثر عرضة بكثير للشعور بالخسارة والندم.
آباؤهم حصلوا عادة على مستويات تعليمية أعلى
إن الأمهات اللواتي أنهين دراستهن الثانوية أو الجامعية من المرجح أن يربين أطفالاً يفعلون الشيء نفسه. فيما الأطفال المولودون لأمهات مراهقات (18 عاماً أو أقل) هم أقل احتمالاً لإكمال المدرسة الثانوية أو الذهاب إلى الكلية مقارنة بنظرائهم. فالطموح هو المسؤول جزئياً على الأقل. ذلك أن المستوى التعليمي الذي حصل عليه الوالدان عندما كان الطفل في الثامنة من عمره كان يتنبأ بشكل كبير بالنجاح التعليمي والمهني للطفل بعد أربعين عاماً.
هل تعلمين أن المشاركة الإيجابية للوالدين.. مفتاح نجاح الأبناء؟
ممتنون مع أنهم لم يحصلوا على الكثير
إن الأطفال الذين ولدوا في فقر أو تلقوا "رعاية حساسة" في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل من حياتهم لم يحققوا نتائج أفضل في الاختبارات الأكاديمية في مرحلة الطفولة فحسب، بل كانت لديهم علاقات أكثر صحة وتحصيل أكاديمي أكبر في الثلاثينيات من عمرهم، ويترعرعون وهم ممتنون لمن حولهم، مهما كان العطاء قليلاً، لأن الأب في هذه الحالة يجاهد كي يوفر الاحتياجات وليس الكماليات.
فالآباء الذين يرعون أطفالهم بشكل حساس، يوفرون قاعدة آمنة للأطفال لاستكشاف العالم. وهذا يشير إلى أن الاستثمارات في العلاقات المبكرة بين الوالدين والطفل قد تؤدي إلى عوائد طويلة الأجل تتراكم على مدار حياة الأفراد.
إنهم في أغلب الأحيان يكونون أقل توتراً
إن عدد الساعات التي تقضيها الأمهات مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات و11 سنة لا يفعل الكثير للتنبؤ بسلوك الطفل أومدى النجاح في تربيته، علاوة على ذلك، فإن أسلوب "الأمومة المكثفة" قد يأتي بنتائج عكسية.
ذلك أن ضغوط الأمهات، وخاصة عندما تتعرضن للتوتر بسبب التوفيق بين العمل ومحاولة إيجاد وقت مع الأطفال، قد تؤثر في الواقع على أطفالهن بشكل سيء، فالعدوى العاطفية تنتقل إلى الأطفال كما لو كانوا مصابين بنزلة برد لكن الأم إذا كانت سعيدة، فستشيع جواً من البهجة تنتقل إلى الأطفال، ليصبحوا اقل توتراً.
يتعلمون الرياضيات في وقت مبكر
إن الأهمية القصوى لمهارات الرياضيات المبكرة، ترتبط ببدء المدرسة بمعرفة الأرقام وترتيبها ومفاهيم الرياضيات الأولية الأخرى، فإتقان مهارات الرياضيات المبكرة لا يتنبأ فقط بالإنجاز الرياضي المستقبلي، بل يتنبأ أيضاً بالإنجاز القرائي المستقبلي، كما أن تعلم الرياضيات لا يقتصر دوره على المدرسة، بل يعد الآباء مسؤولون مباشرون عن هذه المهمة، وبدء زرعها في الطفل، من خلال التدريب المتواصل.
أمهاتهم ملتزمات بالعمل
هناك فوائد كبيرة للأطفال الذين يكبرون مع أمهات يعملن خارج المنزل، فبنات الأمهات العاملات يذهبن إلى المدرسة لفترة أطول، ويكون لديهن احتمالية أكبر للحصول على وظيفة في دور إشرافي، ويكسبن المزيد من المال - بنسبة 23% أكثر مقارنة بأقرانهن اللواتي نشأن على يد أمهات ربات البيوت.
كما أن أبناء الأمهات العاملات يميلون أيضاً إلى المساهمة بشكل أكبر في الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، حيث يقضون سبع ساعات ونصف الساعة أكثر في الأسبوع في رعاية الأطفال و25 دقيقة أكثر في الأعمال المنزلية.
5 نصائح تساعد طفلك على النجاح في الحياة
هم شجعان في أغلب الأحيان
يتميز الطفل ذو التربية الجيدة، بالشجاعة، التي تدفعه للمثابرة، التي تجعله يحقق أهدافاً طويلة الأجل، وذلك بفضل الشجاعة التي ترفع من التحصيل التعليمي، حيث يتميز آباؤهم، بإعطائهم مساحة يتعلمون فيها فن اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، وتعزيز اعتمادهم على أنفسهم، فالآباء الذين يربون أطفالاً شجعاناً غالباً ما يضعون حدود للسلوك الذي قد يكون ضاراً. فهم يحددون مثلاً أوقات حظر الخروج من البيت، ويكلفون الأطفال بالمهام المنزلية، ويتوقعون من أطفالهم إكمال الواجبات المنزلية.
هل تتقنين عبارات تشجيعية لطفلك تؤدي لتحفيزه على النجاح والإنجاز منذ صغره؟
يتمتعون بحياة صحية في الرياضة والتغذية وانتقاء الأكل
الأطفال الذين تربوا تربية ناجحة، يمتلكون عادات الأكل الجيدة التي تساعدهم على التركيز والإنتاجية طوال اليوم.
لكن تطوير عادات غذائية لدى الأطفال يتمتعون بحياة نفسية وجسدية صحية يتطلب مشاركة الوالدين، ومساعدة منهم على تطوير الشعور بقبول الجسم والصورة الذاتية الإيجابية تجاه الجسم، لذلك يحتاج الآباء ليكونوا قدوة في المواقف الجيدة تجاه أجسادهم وأجساد الآخرين، وأن يتبعوا عادات الأكل الصحية الخاصة بهم، وتكون مواقفهم إيجابية تجاه الطعام.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص