أفضل طرق نوم للحامل في الشهور الأولى

يُعد النوم من العمليات الحيوية المهمة لصحة الحامل والجنين من حيث نمو الجنين واستقرار صحة الحامل الجسمية والنفسية خلال الحمل، ويساعد النوم على نمو الجنين بشكل تطوري مناسب مع شهور الحمل، كما يساعد النوم على سرعة تجدد خلايا الأم التي تفقد العناصر الغذائية بسبب حصول الجنين عليها عن طريق المشيمة، وبناءً على هذه الفوائد للنوم بالنسبة للحامل؛ فيجب عليها أن تعتني بالطريقة والشكل الذي يحقق لها الفائدة وللجنين أيضاً، وعن أفضل أشكال وطرق نوم الحامل وأكثرها أماناً للحمل، خلال الشهور الأولى وكل فترة الحمل، يتحدث الأطباء والاختصاصيون.

طريقة نوم الحامل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل

في الشهر الأول من الحمل يمكن للحامل أن تنام على الطريقة التي تراها مريحة لها؛ فصِغَر حجم الجنين لا يسبب لها مشكلة، وإن كان يُفَضَّل عدم النوم على البطن. ولكن دراسة كندية أكدت أن نوم الحامل على أحد جانبيها يُعد أفضل طريقة للنوم الصحي. لكي تستمري في النوم على جانبك يمكنك أن تضعي وسائد خلف ظهرك؛ لكي تشعري بالراحة. فالنوم على الجانب يقلل من حدوث انخفاض ضغط الدم؛ حيث ينخفض ضغط دم الحامل في الأسابيع الأولى من الحمل بسبب تمدد الأوعية الدموية بهدف زيادة تدفق الدم إلى الرحم، وتشعر بأعراض انخفاض الضغط التي تشمل الدوخة والدوار، وخصوصاً عند تغيير طريقة الحركة من الجلوس إلى الوقوف المفاجئ. وفي الشهر الثاني يمكن أن تنام الحامل على جبنها مع استخدام وسادة مرتفعة؛ لتقليل أعراض القيء والغثيان أثناء الحمل، وكذلك الأمر بالنسبة للشهر الثالث.

تعرَّفي إلى المزيد: فوائد النوم للحامل وأضرار كثرته

طريقة نوم الحامل في الثلث الثاني من الحمل

يُفَضَّل عدم نوم الحامل مع رفع القدمين، رغم أن الكثير من السيدات الحوامل يفضلن هذه الطريقة ويجدن فيها الراحة، إلا أن دراسات حديثة أثبتت أن رفع القدمين في أثناء الحمل تزيد من فرص الإصابة بسكري الحمل. وقد لُوحظ أن النساء يفضلن النوم برفع القدمين في الشهر الرابع مع بداية حركة الجنين، ولكن لا تُفَضَّل هذه الطريقة على الإطلاق. وفي الشهر الخامس يُفَضَّل أن تنام الحامل على الجانب الأيسر؛ لأن النوم بهذه الطريقة يسمح بنقل إمدادات الدم والمواد الغذائية للجنين من خلال المشيمة بشكل أفضل. ويرى الأطباء أنه يمكن النوم في هذا الشهر بشكل أكثر راحة من الشهور الأولى والأخيرة. أما في الشهر السادس؛ فيُفَضَّل أن تنام على الجانب في هذا الشهر كما في الشهر الخامس من الحمل. وإذا كانت الحامل تعاني من آلام وحرقة في منطقة الصدر والقلب؛ فيمكن أن تضع وسادة تحت الجزء العلوي من جسمها.

طريقة نوم الحامل في الثلث الأخير من الحمل

أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن نوم الحامل بعد الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل على ظهرها قد يعرضها للإجهاض. حيث تستطيع الحامل تقليل خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة في حال قللت من نومها على ظهرها. وقد أُجريت الدراسة الحديثة في جامعة «هودرسفيلد» على نحو ألف امرأة، وتبين أن 851 امرأة قد تعرضن للإجهاض بسبب نومهن على ظهورهن في الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل وما بعد ذلك، وأن نحو 225 امرأة قد أتممن فترة الحمل بسبب النوم على الجنب؛ وبالتالي فالنوم على الظهر بالنسبة للحامل في الشهر السابع يزيد من نسبة الإجهاض بنسبة 2.6 ضعف مقارنة بالنساء اللواتي ينمن على الجانب الأيمن. أما في الشهر الثامن فالشكل الأفضل للنوم في هذا الشهر هو النوم على الجانب الأيسر والتبديل مع الجانب الأيمن إذا كانت الحامل لا ترتاح في النوم على الجانب الأيسر كثيراً، ويجب البعد تماماً عن النوم على الظهر؛ كي لا تُصاب الحامل بألم في التنفس والمعدة، أما طريقة النوم في الشهر التاسع فقد توصلت دراسة كندية حديثة إلى أن نوم الحامل على ظهرها في الشهر الأخير من الحمل يشكل خطورة على الجنين. قد وتوصل باحثون إلى أن صحة وحياة المولود تتعلقان مباشرة بشكل نوم الأم الحامل. ووجد العلماء بعد دراسة على أكثر من ألف امرأة؛ أن 291 حالة ولادة جنين ميت تعود لأمهات كن ينمن على ظهورهن في فترات الحمل الأخيرة، وخاصة الشهر التاسع.

تابعي معنا طرق النوم للحامل حسب الترتيب حسب كل شهر

هل هناك مخاطر للنوم المفرط أثناء الحمل؟

حسب رأي الأطباء أنه قد تكون هناك مخاطر للنوم المفرط في الثلث الثالث من الحمل. في دراسة بريطانية، كانت النساء اللاتي ينمن لأكثر من 9 ساعات متواصلة من دون اضطرابات وينمن بشكل روتيني غير مضطرب في الشهر الأخير من الحمل لديهن حالة أكبر من ولادة جنين ميت. وقبل البدء في ضبط المنبهات لإيقاظك كل بضع ساعات، من المهم ملاحظة أن هذه الدراسة قد اعترض عليها العلماء الذين يشعرون أن الليالي الطويلة غير المضطربة كانت نتيجة لانخفاض حركة الجنين وليس سبب حالات الإملاص. على الرغم من أنك قد لا ترغبين في النوم أكثر من اللازم، إلا أنه قد يكون من المفيد قضاء 8 ساعات على الأقل في السرير، حيث أن هناك بعض الفوائد المحتملة للحصول على قسط كافٍ من النوم خلال المراحل المتأخرة من الحمل.

مشاكل يمكن أن تؤثر على النوم أثناء الحمل أو تسبب النوم الزائد؟

هناك العديد من الأسباب التي تجعل نومك يبدو مختلفًا أثناء الحمل. تشمل بعض الأسباب المحتملة ما يلي:

• التغيرات الهرمونية: خلال الأشهر الثلاثة الأولى، ينخفض ضغط الدم ومستويات السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب. زيادة مستويات هرمون البروجسترون خلال هذه الفترة يمكن أن تؤدي أيضًا إلى الرغبة في مزيد من النوم.
• متلازمة تململ الساق: تواجه العديد من النساء الحوامل بعض الليالي غير السارة بسبب الحاجة إلى تحريك أرجلهن. قد يكون سببه ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين أو نقص حمض الفوليك والحديد.
• مرض الجزر المعدي المريئي (GERD): تفتح حلقة عضلية في الجزء السفلي من المريء للسماح بدخول الطعام إلى معدتك. عند النساء المصابات بالارتجاع المعدي المريئي، ستبقى هذه الحلقة فضفاضة وتسمح للطعام والسوائل بالعودة إلى الحلق. يمكن أن يؤدي الحمل إلى ارتجاع المريء، حيث أن الضغط الزائد على منطقة المعدة يمكن أن يعيق إغلاق الحلقة بشكل صحيح.
• الأرق: خاصة في الثلث الأول والثالث، قد تجدين نفسك تقضي الكثير من الوقت في السرير، ولكنك لا تحصلين على نوم جيد. أحد أسباب الأرق هو الآلام الحمل. يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من التوتر والقلق بشأن الولادة ورعاية الطفل أيضًا إلى الاستيقاظ لفترة طويلة بعد موعد نومك الطبيعي.
• انقطاع التنفس أثناء النوم: تحدث مع طبيبك على الفور إذا كان تنفسك مقيدًا أثناء النوم. وجدت إحدى المراجعات أن بعض النساء يصبن بانقطاع التنفس أثناء النوم أثناء الحمل، ربما بسبب التغيرات الهرمونية والفسيولوجية. على الرغم من أنه قد يتم حله بعد الحمل، إلا أنه يمكن ربطه بمجموعة متنوعة من المخاوف الصحية الأخرى، لذلك من المهم فحص ذلك!
• التبول المتكرر: بحلول الثلث الثالث من الحمل، قد تجدين نفسك تستيقظين عدة مرات في الليلة لاستخدام الحمام. حسنًا، يمكنك أن تشكر طفلك الذي ينمو لأنه مارس ضغطًا إضافيًا على مثانتك. يمكنك محاولة الحد من تناول السوائل قبل النوم مباشرة للمساعدة في ذلك، ولكن تذكر أنك لا تريد أن تصاب بالجفاف!

ما الذي يمكنك فعله لتحسين النوم أثناء الحمل؟

إذا كنتِ تواجهين صعوبة في الحصول على نوم جيد أثناء فترة الحمل، فلا تفقدي الأمل! هناك الكثير من الأشياء التي يمكنك تجربتها لتحسين نومك، وإليك ما يلي:

• ضعي في اعتبارك استخدام وسادة الحمل. إذا كنت عادة تنام على ظهرك أو ببساطة غير قادر على الوصول إلى الوضع المناسب، يمكن أن تساعدك وسادة الحمل على الشعور بالدعم والراحة أثناء النوم.
• عالجي المشاكل الأساسية. هل تشعرين بالتوتر أو القلق بشأن الولادة؟ هل هناك شيء آخر في عقلك يبقيك مستيقظا؟ إن معالجة أية مشكلات تشغل عقلك يمكن أن تساعدك في الحصول على نوم أفضل أثناء الليل!
• تمرني يومياً، فإحدى الفوائد المحتملة للتمرين هي تحسين النوم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تمنحك التمارين المنتظمة المزيد من الطاقة لإكمال أنشطتك النهارية وتساعد جسمك على البقاء قويًا للعمل قبل ولادة طفلك!
• احصلي على تدليك، حيث يمكن أن يكون اللمس مهدئًا جدًا ومفيدًا للنوم! ويمكنه أيضًا تخفيف بعض الآلام والأوجاع المرتبطة بالحمل وتحسين مزاجك.
• اتبعي عادات نوم جيدة، إذ يمكن أن تساعد إجراءات النوم (الذهاب إلى النوم في أوقات محددة بعد أنماط سلوكية يمكن التنبؤ بها) في ضبط الحالة المزاجية لليلة من النوم الجيد.
• خصصي مساحة نوم مريحة، واحتفظي بالإلكترونيات خارج غرفة النوم، أو اختاري مرتبة جديدة، في غرفة مرتبة، واضبطي منظم الحرارة على درجة الحرارة المثالية قبل النوم

تعرَّفي إلى المزيد: النوم على الجانب الأيمن للحامل

ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.