أسباب ارتفاع كريات الدم البيضاء للحامل ومتى يكون مؤشر خطر؟

صورة لامرأة حامل
ارتفاع كريات الدم البيضاء في أثناء الحمل -الصورة من موقع AdobeStock

كثيرة هي التغيرات الهرمونية التي تتعرض لها المرأة الحامل خلال فترة الحمل، وخاصة التغيرات في مستويات كريات الدم البيضاء والخلايا الليمفاوية في الدم، وذلك للتكيف مع نمو الجنين؛ ما يتسبب في ارتفاع عدد الكريات البيضاء بشكل عام.
ويُعَدُّ من المهم بالنسبة للنساء الحوامل القيام بفحص كريات الدم البيضاء؛ لمعرفة مدى كفاءة الجهاز المناعي وكريات الدم البيضاء التي من المتوقع أن تعود إلى معدلاتها الطبيعية بعد أيام قليلة من الولادة.
لكن إذا لم يحدث ذلك؛ فمن المهم أن يقوم الطبيب بتقييم هذا التغيير والتاريخ الطبي للمرأة، للتأكد من عدم إصابتها بأي أعراض. في ما يلي وفقاً لموقع "هيلث" أسباب ارتفاع الكريات الدم البيضاء في أثناء الحمل والنسب الطبيعية لها في الدم لدى الحامل.

التهابات الجسم والحساسية

تسبب التهابات الجسم في أثناء الحمل تغيُّراً في خلايا الدم البيضاء -الصورة من موقع Freepik

تسبب التهابات الجسم في أثناء الحمل، سواء كانت ناجمة عن فيروسات أو فطريات أو بكتيريا، العديد من التغيرات لخلايا الدم البيضاء، ونظراً لوجود أنواع عديدة من الالتهابات، يحتاج الطبيب إلى تقييم الأعراض الموجودة وطلب العديد من الفحوصات الأخرى لمعرفة سبب ارتفاع كريات الدم، وقد تُعتبر بعض الأمراض مثل الحساسية، والربو والتهاب الجيوب الأنفية؛ من الأسباب الأكثر شيوعاً لزيادة عدد الكريات الدم البيضاء في أثناء الحمل، وفي هذه الحالات، يطلب الطبيب بشكل عام إجراء اختبار حساسية لمعرفة سبب الحساسية، خاصة إذا لم تكن هناك أعراض لدى المرأة الحامل يمكن أن تساعد في التشخيص. على الجانب الآخر عندما يكون من الصعب تحديد السبب، قد يختار بعض الأطباء بدء العلاج بواسطة المضادات الحيوية.

تعرفي إلى المزيد حول كيف يمكن للحامل معرفة أنها تعاني من التهابات؟

إجهاد الحمل ونمو الجنين

ارتفاع عدد الكريات الدم البيضاء، وهي حالة تُسمى أيضاً كثرة الكريات البيضاء، تحدث عادة نتيجة للحمل، وقد يكون بسبب الإجهاد قبل الولادة أو استجابة الجسم لنمو الجنين، ويبدأ الجسم في إنتاج المزيد من الخلايا الدفاعية.

عادة ما تكون كريات الدم البيضاء مرتفعة جداً عند النساء الحوامل، ويمكن أن تصل إلى أكثر من 25000 كرية بيضاء لكل ملم مكعب من الدم، وتعود هذه القيم إلى طبيعتها تدريجياً بعد الولادة.

على الرغم من أن زيادة عدد الكريات الدم البيضاء أمر شائع في أثناء الحمل؛ فإنه قد يوصي الطبيب بإجراء اختبار البول، حتى لو لم تظهر الأعراض على المرأة؛ لاستبعاد احتمالية الإصابة بالتهاب المسالك البولية.

التهاب المسالك البولية

تُعَدُّ التهابات الجهاز البولي من الأسباب الرئيسية لزيادة عدد الكريات الدم البيضاء في البول في أثناء الحمل خاصة بين الأسبوعين الـ6 والـ24 من الحمل؛ ما يشير إلى أن الجهاز المناعي يحاول محاربة عدوى فطرية أو بكتيرية أو طفيلية. بالإضافة إلى وجود كميات كبيرة من الكريات الدم البيضاء في البول، من الممكن التعرف إلى الخلايا الظهارية والكائنات الحية الدقيقة المسؤولة عن العدوى في فحص البول.

من الممكن الاشتباه في وجود عدوى في المسالك البولية عندما تظهر على المرأة الحامل أيضاً بعض العلامات والأعراض مثل الألم والحرقان عند التبول، وكذلك الذهاب إلى الحمام بشكل متكرر.

من المهم استشارة طبيب المسالك البولية أو طبيب أمراض النساء لإجراء الاختبارات التي تساعد في تحديد الكائنات الحية الدقيقة المسؤولة عن العدوى، وبهذه الطريقة يمكن البدء في العلاج الأنسب.

تناول بعض أنواع الأدوية

يمكن لبعض الأدوية أن تؤدي إلى ظهور كريات الدم البيضاء في البول -الصورة من موقع AdobeStock

وجود الكريات الدم البيضاء في البول عادة لا يكون خطيراً؛ لذلك إذا كانت المرأة الحامل تخضع للعلاج الطبي ويشير الفحص إلى وجود كميات كبيرة من الكريات الدم البيضاء؛ فقد يكون ذلك نتيجة لتناول الدواء لأن بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية يمكن أن تؤدي إلى ظهور كريات الدم البيضاء في البول. من المهم إبلاغ الطبيب بهذا التغيير، وكذلك نتيجة الجوانب الأخرى الموجودة في اختبار البول؛ لأنه بهذه الطريقة سيكون الطبيب قادراً على تحليل الحالة بشكل أفضل وتغيير الدواء.

مشكلات الكُلَى

يمكن أن تؤدي مشكلات الكُلَى مثل التهاب الكُلْية أو حصوات الكُلَى في أثناء الحمل إلى ظهور كريات الدم البيضاء في البول، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون لكل من التهاب الكُلْية ووجود حصوات الكُلَى أعراض مميزة، مثل ألم أسفل الظهر، وصعوبة التبول، وانخفاض كمية البول.

فإذا كنت تشكين في وجود حصوات في الكُلَى أو التهاب الكُلْية؛ فمن المهم الذهاب إلى الطبيب العام أو طبيب المسالك البولية لطلب اختبارات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية واختبار البول، حتى يمكن بدء العلاج المناسب بمضادات الالتهابات، والمضادات الحيوية، أو الأدوية التي تعزز تفتيت الحصوات، في حالة حصوات الكُلَى.

مرض الذئبة

تُعَدُّ الذئبة هي أحد أمراض المناعة الذاتية؛ فهي من الأمراض التي تعمل فيها خلايا الجهاز المناعي ضد الجسم نفسه؛ ما يؤدي إلى إصابته بالتهاب المفاصل والجلد والعينين والكُلْيتين، ويُعَدُّ من الممكن ملاحظة عدد كبير من الكريات الدم البيضاء في البول.

لتقليل كمية الكريات الدم البيضاء في البول؛ من الضروري أن يتم علاج مرض الذئبة في أثناء الحمل، مع استخدام بعض الأدوية التي يُوصَى بها عادةً حسب الأعراض التي تظهر على المرأة الحامل مثل مضادات الالتهابات أو الكورتيكوستيرويدات أو مثبطات المناعة.

قد يهمكِ الاطلاع على مرض الذئبة والحمل: هل هو آمن للجنين والأم؟

كبح الرغبة في التبول

إن حبس المرأة الحامل رغبتها في التبول فترة طويلة يمكن أن يشجع نمو الكائنات الحية الدقيقة؛ ما يؤدي إلى إصابتها بالتهاب المسالك البولية وظهور أعراض العدوى وكريات الدم البيضاء في البول.

علاوة على ذلك، عندما يتم حبس البول فترة طويلة؛ تبدأ المثانة في فقدان قوتها ولا يمكن إفراغها بالكامل، ما يترك كمية صغيرة من البول داخل المثانة، ويزيد من فرص تكاثر الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز البولي التناسلي.

لذا يُعَدُّ من المهم أن تقوم المرأة الحامل بالتبول عندما تشعر بالرغبة في ذلك؛ لأنه بهذه الطريقة من الممكن منع تراكم البول في المثانة، وبالتالي الكائنات الحية الدقيقة بالإضافة إلى ذلك، للوقاية من العدوى، يُوصَى بتناول ما لا يقل عن 2 لتر من الماء يومياً.

ومع ذلك، إذا كان لدى المرأة الحامل الرغبة في التبول ولا تستطيع القيام بذلك؛ فمن الأفضل الذهاب إلى الطبيب العام أو طبيب المسالك البولية حتى يمكن إجراء الاختبارات لتحديد سبب المشكلة والبدء في العلاج.

المعدلات الطبيعية للكريات الدم البيضاء في الحمل

تتراوح القيم الطبيعية لإجمالي كريات الدم البيضاء لدى النساء بين 4500 و11000/مم مكعب، ولكن خلال فترة الحمل قد تتغير هذه القيم اعتماداً على الأشهر الثلاثة من الحمل التي تمر بها المرأة الحامل:

  • الثلث الأول من الحمل من 5700 إلى 13600/ميكرولتر.
  • الثلث الثاني من الحمل من 5600 إلى 14800/ميكرولتر.
  • الثلث الثالث من الحمل من 5900 إلى 16,900/ميكرولتر.

* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.
سيدتي وطفلك فيسبوك