تعد تجربة الولادة القيصرية من التجارب المؤلمة والمرهقة للأم، والتي يلجأ إليها الطبيب بعد استنفاذ المحاولات للولادة الطبيعية، أو بسبب بعض العوامل المرتبطة بالأم والجنين، ولكن في النهاية فهناك أم تتألم ولديها شق عرضي في بطنها وخياطة مؤلمة وهناك مولود صغير بحاجة إلى الرعاية، ولذلك فالأم تمر بمرحلة صعبة، وعليها أن ترتب حياتها وتضع عدة خطوات لكي تتجاوزها وتتعافى بسرعة من أعراض الولادة القيصرية وتعود لممارسة حياتها الطبيعية.
يجب على الأم أن تتبع تعليمات الطبيب بخصوص الاهتمام بصحتها، وعليها أن تفعل ذلك دون تقصير؛ لكي ترعى الصغير، حيث يؤكد الأطباء انها خلال ثلاثة أيام تستطيع أن تمارس حياتها في حال اتبعت هذه النصائح والارشادات، ولذلك فقد التقت "سيدتي" وفي حديث خاص بها باستشارية طب النساء وحديثي الولادة، الدكتورة هبة أبو اليزيد حيث أشارت إلى تجربة إحدى الأمهات في التعافي من أعراض ما بعد الولادة القيصرية، وحيث قدمت تجربتها مع نصائح وإرشادات فعالة تفيد كل أم تمر بنفس التجربة في الآتي:
اتباع تعليمات الطبيب بعد الإفاقة
- اتبعي تعليمات الطبيب بعد الإفاقة من آثار التخدير، والتي تشمل أن تحاولي الحركة من مكانك، والمشي لعدة خطوات، وكذلك محاولة إخراج الريح أي الغازات المتراكمة في الأمعاء أو التغوط، فهاتان الخطوتان من أهم الخطوات التي تعني أن العمليات الحيوية في جسمك تعمل على ما يرام وليس هناك نواحي للقلق، ولذلك يهتم الطبيب بأن تنهضي بمساعدة من حولك وتحاولي المشي؛ تجنباً لحدوث الجلطات في الساقين، فعموماً الجلطات الوريدية بعد الولادة هي خطر يهدد أي امرأة تلد عن طريق الولادة القيصرية وقد تتسبب بمضاعفات بسبب قلة الحركة، فبقاء المريض بدون حركة لعدة ساعات يعني تعرضه للجلطات والتي قد تكون في أكثر من موضع في الجسم.
- تابعي حركة جهازك الهضمي، وشعورك بالتحجر والثقل في بطنك وإذا ما كان هناك عملية إخراج غازات مهما كانت بسيطة، فبمجرد خروج الغازات سوف يسمح لك الطبيب بشرب القليل من الماء، وترطيب الشفتين والحلق، ثم بعد ذلك بقليل يبدأ بالسماح لك بشرب السوائل الدافئة، مثل الأعشاب الطبية أو شوربة خضار مطهوة جيداً ولينة وغير مضاف لها الأرز؛ لأنه يزيد من احتمالية حدوث الإمساك غير المرغوب للنساء بعد الولادة، والذي تتعرض له غالبية النساء بسبب طبيعة الغذاء وكسل الأمعاء وقلة حركة الأم النفساء عموماً.
قد يهمك أيضاً: أعراض غريبة بعد الولادة القيصرية ونصائح طريفة للتعامل معها
الخلود إلى الراحة بشكل متواصل
- حاولي أن تنامي أكبر عدد من الساعات المتواصلة؛ لأن الراحة والنوم يعنيان أن تتعافي بشكل أسرع، فكل حركة تعني أنك سوف تتعرضين للمزيد من الألم، كما أن جرح الولادة لا زال لم يندمل بعد وأنت بحاجة للراحة والنوم، مما يساعد أجهزة جسمك الحيوية الداخلية على العمل بشكل جيد، ويستعيد جسمك قوته ويعمل جهازك المناعي على سرعة تجاوز الجرح، وعدم حدوث مضاعفات فيه.
- اختاري وقت نوم المولود بعد أن تقومي بإرضاعه وتغيير ملابسه، وتأكدك بعد ذلك أنه سوف ينام لساعات، وفي العموم ينام المولود كثيراً في أيامه الأولى، وقومي بالخلود إلى النوم وهيئي المكان حولك لكي تنامي نوماً متواصلاً حتى لو كان الوقت نهاراً؛ لأن النوم مهم ومفيد لك، ولن تستطيعي النوم في الوقت الذي يكون فيه المولود مستيقظاً، ويجب أن تستمري على هذا النظام لمدة خمسة أيام على الأقل بعد الولادة حتى تبدأي في ممارسة بعض الأنشطة.
التغذية الجيدة والإكثار من السوائل
- اهتمي بتغذية نفسك تغذية سليمة وصحية متوازنة، بحيث لا تتسبب في زيادة وزنك، فلا تستخدمي الوصفات الشعبية التي تحتوي على السمن البلدي مثلاً، والحلبة المطحونة، فعلى الرغم من قيمتها الغذائية فهي تحتوي على سعرات عالية، وكذلك تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون مما يتسبب في زيادة الوزن، وخاصة في منطقة البطن، ويجب أن تكوني حريصة على التخلص من الوزن الزائد بعد الولادة، وفي نفس الوقت الحصول على تغذية متكاملة، عن طريق الخضروات والفواكه والعصائر الطازجة، وكذلك البروتين الصحي المتوافر في اللحوم والدواجن بعد نزع الجلد عنها.
- اهتمي بتناول مجموعة من الفيتامينات والمعادن على شكل مكملات غذائية بعد أسبوع تقريباً من الولادة؛ لتعويض جسمك ما تم فقده من عناصر ومواد غذائية، بسبب النزف خلال الولادة، ومرحلة النفاس وفقدان كمية كبيرة وعلى فترات طويلة من الدم، ويجب عليك الاستمرار بتناول أقراص الحديد بعد تاريخ الولادة ولمدة شهرين متتالين أو ثلاثة دون انقطاع عنها، مع إضافة خاصة لفيتامينات ومعادن توصف من قبل الطبيب خصيصاً للأم المرضعة.
توفير مستلزمات المولود بالقرب منك
- احرصي على أن تكون جميع مستلزمات المولود إلى جوارك وليست بعيدة عنك، وفي هذه الفترة يمكن أن تعدي درجاً قريباً من سريرك أو صندوقاً متنقلاً مخصصاً للملابس، وضعي فيه معظم مستلزمات وملابس المولود من ملابس وغيارات وحفاضات وأدوات عناية قربية منك، بحيث لا تحتاجين للحركة الكثيرة والتي تكون مؤلمة بعد الولادة.
- حاولي أن لا تحملي أكثر من وزن المولود، ويفضل عدم حمله بكثرة، ويمكن أن يساعدك الشخص الموجود حولك ويقوم برعايتك على حمل المولود ونقله بينك وبين سريره مثلاً؛ لكي لا تضطري للحركة وتشعري بالألم في كل مرة تتحركين فيها، وحاولي إبعاد الشخص عنك لكي لا تتعرضي لأي عدوى مثل الرشح؛ لأن العطس والسعال يكونان مؤلمين جداً في حالتك.
اتخاذ طريقة جلوس مناسبة للرضاعة
اختاري طريقة مريحة لكي ترضعي طفلك عن طريق الرضاعة الطبيعية بحيث تكون غير متعبة ومرهقة بالنسبة لك، ولا تؤثر على جرح الولادة بحيث لا تضطرين لتغيير طريقة جلوسك عدة مرات مما يسبب لك الألم، ويمكن أن تقومي بإرضاع المولود وأنت نائمة على ظهرك ويقوم أحدهم بتثبيت المولود فوق صدرك، ويمكن أن ترضعيه وأنت نائمة على جانبك ويستلقي المولود على السرير بجوارك،، وفي كل الحالات يجب أن تختاري الطريقة المريحة لاستمرار الرضاعة الطبيعية المهمة للرضيع في الأيام الأولى والتي تساعدك على عودة رحمك إلى حجمه الطبيعي، والتخلص من التقلصات المؤلمة في أسرع وقت.
تناول المسكنات للتعافي السريع
احرصي على تناول المسكنات بشكل متواصل؛ لكي لا تدعي فرصة لرجوع الألم، ولا تستمعي لأقاويل البعض حول ان المسكنات قد تكون ذات مضاعفات، فأنت في حالة تحتاجين فيها لأن تتعافي بسرعة، وتقومي بالعناية بمولودك والاهتمام بصحتك ونظافة جسمك الشخصية، ويمكن للطبيب أن يصف لك نوعاً من المسكنات الآمنة التي لا تؤثر على إدرار الحليب، ولا على صحة الجنين، وفي نفس الوقت تساعدك على تجاوز مرحلة الألم خاصة في الأيام الأولى، وحيث يكون الألم شديداً في منطقة جرح الولادة، مع تناول المضاد الحيوي المناسب؛ لكي لا يصاب الجرح نفسه بالالتهابات، ومع عنايتك بجرح الولادة حسب نصائح الطبيب.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.