تمر المنطقة العربية في هذه الأيام بأجواء حارة تؤدي لتغير مزاج الناس وسلوكياتهم، وشعور الإنسان البالغ بالحر يؤثر على نشاطه وأداء عمله، كما يؤثر على نفسيته ويبدو عصبياً ويثور لأتفه الاسباب، فما بالنا بالأطفال الصغار والذين يكونون أكثر حساسية وتأثراً بهذه الأجواء، كما يتأثرون بأجواء البرد مثلاً، ولذلك فمن الطبيعي أن نلاحظ على الأطفال إصابتهم بأعراض ارتفاع درجة حرارة الطقس؛ مثل الشعور بالكسل والخمول، وشعورهم بالعصبية، وربما يبكي الرضع لأتفه الأسباب فيما يتصببون عرقاً.
تتملك الحيرة الأمهات في طريقة التصرف مع ظاهرة الكسل والخمول التي تصيب أطفالهن في المراحل العمرية المختلفة، والتي تترافق مع الأجواء الحارة وغالباً ترتبط ببدء الإجازة الصيفية، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها بالدكتور أحمد فودة؛ استشاري طب الأسرة حيث أشار إلى أهم أسباب شعور الأطفال بالكسل والخمول بسبب الحر، وطريقة التعامل مع هذا الشعور والتخلص من مضاعفاته فأشار إلى الآتي:
أسباب شعور الطفل بالكسل والخمول في الأجواء الحارة
تعرض الطفل لارتفاع درجة حرارة الجسم
يمكن للطفل أن يتعرض لارتفاع درجة حرارة جسمه بسبب خروج الأم به في السيارة في ساعات الظهيرة، حيث تكون ذروة ارتفاع درجة حرارة الطقس. قد تترك الأم الطفل لفترة طويلة في كرسي السيارة، مما يزيد من درجة حرارته. بالإضافة إلى ذلك، يتعرض الطفل لمشكلة لسع الحشرات الصيفية المزعجة، مما يزيد من عصبيته ويجعله يشعر بالكسل ويرغب في النوم للهروب منها. تجد الأم أن طفلها يتثاؤب كثيرًا ويبكي بسبب ذلك.
ارتفاع درجة حرارة الجو يمكن أن يزيد من فرص انتشار الفيروسات المعدية التي تصيب الأطفال الرضع بسرعة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتهم. في حال عدم تقديم الإسعافات الأولية للطفل مثل خلع الملابس والترطيب، واستخدام الكمادات الباردة على الصدر والرقبة والذراعين، قد يتعرض الطفل لمضاعفات صحية خطيرة.
تعرض الطفل للجفاف
إصابة الأطفال بالجفاف هي أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الكسل والخمول لديهم. يفقد الطفل كمية كبيرة من السوائل من جسمه نتيجة للعب في الأجواء الحارة تحت أشعة الشمس، ورغبته في استغلال كل الوقت في اللهو مع الأصدقاء. كما أن الأطفال خلال مرحلة اللعب قد ينشغلون عن تناول الطعام وعن المخاطر التي قد يتعرضون لها بسبب التعرض للجفاف وفقدان السوائل.
تظهر على الأطفال الأعراض المتمثلة في الشعور بالعطش الشديد والتعب والتنفس المتلاحق والدوخة والشعور بالرغبة بالقيء كعلامات للجفاف. يمكن أن تكون هذه الأعراض مقدمة لحدوث ما يعرف بضربة الشمس، والتي قد تكون خطيرة وتهدد حياة الطفل.
التغيرات الهرمونية التي تصاحب النمو
تلعب التغيرات الهرمونية دوراً في شعور الطفل بالكسل والخمول في الأجواء الحارة، وتلاحظ الأمهات أن أطفالها المراهقين هم الأكثر تعرضاً لحالة الكسل المبالغ فيها والرغبة في الاسترخاء والبقاء دون حركة في البيت أكثر من غيرهم، وهناك هرمونات تنشط لدى المراهقين خصوصاً؛ مثل الكورتيزول حيث نجدهم يعانون من القلق والتوتر طيلة الوقت، وفي حال ارتفاع درجة الحرارة تتغير مستويات هذا الهرمون؛ مما يؤثر على مستويات الطاقة لدى الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة والمراهق أيضاً.
قد يهمك أيضاً الاطلاع على أسباب كثرة النوم والخمول عند الأطفال
تغير عادات النوم في فصل الصيف
مع حلول فصل الصيف ودخول الإجازة الصيفية المدرسية، يتغير عادات النوم لدى الأطفال، حيث يميلون إلى السهر حتى وقت متأخر ويستيقظون في وقت متأخر من النهار. هذا التغيير في طبيعة ونمط الأولاد، بعد أن كانوا يستيقظون وينامون مبكرًا أثناء الدوام الدراسي، يؤدي إلى تغير في مزاجهم وفي ساعاتهم البيولوجية. هذا التأثير يمكن أن يجعلهم يشعرون بالكسل والإعياء بشكل دائم، خاصة إذا كانوا يتناولون وجبات سريعة أو حلويات في وقت متأخر من الليل.
بعض الأطفال يمكن أن يستمروا في السهر حتى وقت متأخر دون الحصول على الكمية الطبيعية من ساعات النوم التي يحتاجونها في مثل أعمارهم. هذا يؤدي إلى ظهور أعراض الخمول والكسل والإعياء، وقد تزداد هذه الأعراض تدريجياً، مثل فقدان الشهية وظهور أعراض سوء التغذية.
نقص العناصر الغذائية عند الطفل
تلاحظ الأم أن طفلها يعاني من عدة أعراض بالإضافة إلى الكسل والخمول، والتي تزداد وضوحًا في الأجواء الحارة. تلاحظ أيضًا عليه شحوب الوجه ورفة في القلب، مما قد يجعلها تشتبه بوجود تشوه خلقي أو مرض في القلب. لكن السبب الأكثر بساطة قد يكون نقص فيتامين سي الذي يعاني منه الطفل، والذي يمكن أن يسبب التعب حتى مع أدنى مجهود.
نصائح هامة للتخلص من الكسل والخمول عند الطفل بسبب حرارة الجو
- أكثري من تقديم الماء والسوائل لطفلك، وذلك لزيادة رطوبة طفلك والحفاظ عليه من التعرض للجفاف، ويمكن أن تحملي معك قوارير الماء عند الخروج من البيت، كما يمكن تنظيم ساعة منبهة لتحديد وقت شرب الماء للطفل؛ لأنه قد ينشغل باللعب، ويمكن تقديم العصائر الطبيعية أكثر من مرة في اليوم والبعد عن العصائر المصنعة التي تزيد من شعوره بالجفاف؛ لأنها تحتوي على السكر الصناعي والمواد الحافظة.
- اختاري الملابس القطنية الفضفاضة ذات الألوان الفاتحة؛ فهي تعمل على امتصاص العرق وتلطيف درجة حرارة الجسم، وعدم التصاقها بالجسم يعطي فرصة لخروج العرق وتنفس الجلد، ويجب تغيير الملابس في حال شعور الأم بأنها أصبحت معرقة وذلك أكثر من مرة في اليوم، وارتداء ملابس جديدة نظيفة وجافة.
- أبعدي طفلك عن مصادر الحرارة، فلا تخرجي به في أشعة الشمس أو تجلسي معه في الشرفة في ساعة الذروة أو الجلوس في حديقة البيت والبقاء فيها لقضاء أوقات اللعب أو فوق سطح البيت. يمكن الاستعاضة عن ذلك بتخصيص غرفة؛ لكي يلعب بها الصغار؛ جيدة التهوية وفي موقع متوسط من البيت لكي تكون درجة حرارتها مناسبة.
- اختري الوقت المناسب للخروج مع الأطفال وتجنبي تركهم في السيارة عندما تذهبين للتسوق. كما يجب تجنب الخروج خلال الفترات التي تحذر فيها دائرة الأرصاد الجوية من الموجات الحارة، التي تؤدي إلى الكسل والخمول بدرجة كبيرة لكلا الصغار والكبار. يمكن استبدال الخروج في الهواء الطلق بالذهاب إلى حوض سباحة صغير داخلي لتخفيف حرارة جسم الأطفال.
- افحصي نسبة الحديد والفيتامينات الهامة في جسم الطفل؛ لكي لا تكون سبباً في إصابته بالكسل والخمول وتضاعف المشكلة لديه في الأجواء الحارة التي يعاني فيها الإنسان الطبيعي من هذه الأعراض.
- قدمي لطفلك وجبات صحية مغذية وغنية بالفواكه والخضروات وعدم الإكثار من الأكلات الدسمة والغنية بالدهون والتي تسبب الكسل والميل إلى النوم ويحتاجها الإنسان غالباً في فصل الشتاء لمده بالطاقة، ولكي يشعر بالدفء في الأجواء الباردة.
- حافظي على تنظيم نوم الطفل وعدم تركه على سجيته في السهر والنوم متأخراً؛ لأن النوم الليلي يلعب دوراً كبيراً في توازن هرمونات الجسم.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.