يحيي العالم كل عام الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، بناء على قرار منظمة الصحة العالمية، وذلك في الفترة ما بين 1 إلى 7 أغسطس، وقد خصصت منظمة الصحة العالمية موضوع هذا العام أي العام 2024 بالنسبة لتشجيع الرضاعة الطبيعية لما يعرف بـ "سد الفجوة: دعم الرضاعة الطبيعية من أجل الجميع"، وتوصى منظمة الصحة من خلال شعار هذا العام بعدم الترويج لحليب الأطفال الصناعى والاهتمام برضاعة الطفل من الأم.
تعد الرضاعة الطبيعية هي مصدر تغذية لا ينافسه أي مصدر، وفي نفس الوقت هو مصدر تغذية يجمع بين الفوائد الجسمية والنفسية، ولذلك تهتم به المنظمات العالمية وتساعد عليه وتشجعه؛ من أجل صحة الأم والطفل، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية التغذية العلاجية الدكتورة وجدان أبو ربيع، حيث أشارت وفي أسبوع الرضاعة الطبيعية إلى أسباب خفية تعيق إرضاع طفلك وطرق التغلب عليها كما أشارت إلى أهمية الرضاعة الطبيعية كالآتي:
لماذا تهتم منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية؟
- تحقق الرضاعة الطبيعية منافع للطفل والأم على حد سواء، سواء من الناحية الجسمية والصحية أو من الناحية النفسية ونظراً لظروف الحياة الراهنة فهناك حاجة ملحة لدعم العلاقة بين الأم وطفلها منذ البداية، ويأتي ذلك عن طريق تعزيز ارتباطه بها بالرضاعة الطبيعية، وما تشمله من مشاعر وعواطف متبادلة بين الطرفين.
- تساعد الرضاعة الطبيعية بمجرد نزول الجنين في عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي وسرعة نزول ما يتبقى في الرحم من مخلفات الولادة وحماية الأم من مضاعفات الولادة.
- تعمل الرضاعة الطبيعية كمصدر اول لتعزيز مناعة الطفل، ومنحه مناعة طبيعية بأقوى المضادات الحيوية لمدة ستة شهور قادمة من حياته، وهي أهم شهور تحدث فيها وفيات المواليد وترتفع نسبتها، إضافة لكثرة إصابة المواليد بالأمراض في هذه الفترة، ولذلك تقوي الرضاعة الطبيعية من مناعة المولود إضافة إلى أن الاستمرار فيها حسب الشريعة الإسلامية لعمر العامين يعزز هذه المناعة وتحمي الطفل من الإصابة بأمراض العصر وخاصة السمنة، كما يحدث عند الأطفال الذين يرضعون رضاعة صناعية.
- تؤدي الرضاعة الصناعية دور المصدر الغذائي الرباني السهل المنال والمجاني، والذي لا يكلف الأم ولا الأسرة، وفي نفس الوقت فهو متاح في جميع الأوقات، على عكس مصادر تغذية الرضع الأخرى والتي تحتاج للمال والجهد.
- تساعد الرضاعة الطبيعية على وقاية الطفل من الأمراض مثل النزلات المعوية التي تسببها الرضاعة الصناعية، كما أنها تمنع إصابة الرضيع بالفطريات حول فمه وتعد أفضل طرق لعلاج فطريات الفم عند الرضع بديلاً للكريمات والمراهم التي تحتوي على الكورتيزون المصنع.
أسباب غير متوقعة تعيق الرضاعة الطبيعية
التأخر بتقديم حليب الأم للمولود
لاحظي أن مولودك سوف يسبب لك المشاكل والمتاعب في الرضاعة الطبيعية بسبب تأخير تقديم صدرك له بعد الولادة وهناك نساء يقمن بتقديم محلول سكري للطفل بدعوى أنه يساعد على تخليصه من العقي أي البراز الأسود ويمنع إصابته بالصفار وهذه كلها معلومات مغلوطة لأن تقديم محلول "سكر النبات" مثلاً للمولود بعد ولادته مباشرة يسبب له عسر الهضم، وكذلك فهو يتذوق حلاوة السكر التي تغلب حلاوة حليب الأم فيرفض حليب أمه وقد يظل رافضاً له، وقد تواجه الأم صعوبات في تقديم صدرها له على عكس الأمهات اللواتي يقدمن صدرهن للمولود كأول غذاء له بعد نزوله إلى الحياة.
طبيعة غذاء الأم
توقعي أن يكره مولودك حليبك ويرفض الإمساك بصدرك بسبب طبيعة الغذاء الذي تتناولينه، خصوصاً في مرحلة النفاس، فهناك أمهات يكثرن من تناول البصل والثوم والكرات وكلها أصناف تعمل على تغيير طعم الحليب؛ مما يؤدي لكراهية الطفل له وإعراضه عن إمساك صدر أمه كما أنه لو حاول الرضاعة من الأم فهو يصاب بالتخمة والمغص والغازات المزعجة لأنها تتسرب له من خلال تكوين حليب أمه.
مشاكل الحلمة
حاولي أن تحلي وتعالجي مشاكل حلمتي صدرك خلال الحمل وقبل أن يأتي مولودك إلى الحياة فيجد أنه لا يستطيع الرضاعة بسبب الحلمة الغائرة، وهذه تحتاج للسحب إلى الخارج والتدليك بزيت الزيتون مرتين يوميا في شهور الحمل الأخيرة، وكذلك الحلمة المسطحة والحلمة المشققة يمكن علاجهما باستخدام علاجات خاصة على شكل كريمات واستخدام قطعة من السليكون الرقيق والمرن وهي تعرف بالحلمة الصناعية وبها عدة ثقوب وتوضع فوق حلمة صدرك الأصلية، وبالتالي تستمرين بإرضاع طفلك.
الرضاعة المختلطة
قدمي صدرك لمولودك وأنت نائمة على جانبك، وفي كل وقت فليس هناك أم ليس لديها حليب كاف، فأنت تخطئين كثيراً وسوف تندمين لو قدمت الرضاعة الصناعية لطفلك بحجة أنك متعبة بعد الولادة، أو أن حليبك غير كاف أو بناء على نصائح الأخريات فسوف يعرض طفلك عن صدرك، فتقديم الحليب الصناعي للطفل عن طريق القنينة يجعله يحصل على الغذاء دون تعب ومشقة وبسهولة؛ لأن إدرار القنينة يكون أسرع من إدرار صدر الأم وبالتالي فهو سوف يترك صدر الأم بسهولة ولن يعود له والرضاعة المختلطة هي اكبر خطأ يمكن أن تقوم به الأم حتى لو كانت موظفة فيمكنها تعصير الحليب من صدرها وحفظه في أواني خاصة، وهناك قواعد هامة عند شفط وتخزين حليب الأم العاملة يمكن الاطلاع عليها وتنفيذها للحفاظ على الحليب في غيابها.
تابعي أيضاً: 4 طرق تجعل الرضاعة الطبيعية سهلة ومن دون ألم
نصائح هامة من أجل نجاح الرضاعة الطبيعية
- ابدأي بتقديم الرضاعة الطبيعية لطفلك بمجرد نزوله من رحمك، فاطلبي من المحيطين بك أن يضعوه على صدرك حتى قبل قطع الحبل السري، ويمكن القيام بشفط الحليب من صدرك وأنت مستلقية على جانبك وإرساله للحضانة الصناعية لطفلك المبتسر لكي لا تفوتي عليه فوائد حليب اللبأ وهو أول ما ينزل من حليب الأم.
- اتخذي هيئة وجلسة مريحة لكي تقومي بالرضاعة بها، ولا تتعللي بأنك لا تستطيعين إرضاع الطفل ويمكن لأحد أن يساعدك بذلك عن طريق حمل المولود أو الإمساك بصدرك أو وضع الوسائد حولك أو خلف ظهرك فالمهم هو إرضاع الطفل لكي لا يخسر فائدة حليبك ولا تضطري لتقديم الحليب الصناعي له.
- استمري بتفريغ صدرك من الحليب ولا تعتقدي أن رفض الطفل للرضاعة منك معناه انتهاء المحاولة بل عليك أن تستمري ولا تتوقفي عن عصر الحليب وجمعه لكي يستمر إدراره ولا ينقطع فحين يشعر الطفل بالجوع لن يجد بديلاً عن صدرك.
- استبدلي حلمتك المشققة التي تؤلمك وتسبب مشاكل في إرضاع طفلك بحلمة صناعية متوافرة في الصيدليات، فيجب أن تعرفي كيف تتغلبين على مشاكل الحلمة والرضاعة؟، والحلمة الصناعية هي وسيلة فعالة للتغلب على مشاكل إرضاع المواليد خصوصاً.
- استخدمي كوب الرضاعة أو ملعقة صغيرة للتغلب على رفض المولود الإمساك بالحلمة، ولا تقدمي له الحليب بالقنينة لأنها تساعد على إعراضه عن صدرك أكثر؛ بسبب سيلان الحليب منها باندفاع أكثر من صدرك، وانتظري حتى يجوع طفلك وقدمي له صدرك ثانية.
- احرصي عىلى تغذيتك تغذية سليمة ومتوازنة، وأكثري من شرب الماء والعصائر لكي يزيد إدرار الحليب في صدرك ويقبل عليه الطفل حتى يتم عامي الرضاعة ويحقق الفائدة الصحية والتوازن النفسي خلالهما.
- أرضعي طفلك في غرفة خاصة ومكان هادئ بعيداً عن الآخرين لأن المولود يحب الخصوصية ويحب أن يشعر بأنك ملك له وحده وغير منشغلة بأي عمل سوى إطعامه وملاعبته ومنحه الحب والحنان.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.