عندما يصل المولود إلى الحياة فإن وزنه الطبيعي الذي يدل على أنه بصحة جيدة يكون حوالي ثلاثة كيلو جرامات، أما طوله فيصل إلى حوالي 50 سنتمتراً، ولذلك تطمئن الأم حين تحصل على هذه القياسات من طبيب الأطفال الذي يشرف على مولودها بعد الولادة مباشرة؛ لأن وزن الطفل وطوله يرتبطان بصحته وهما دليلان على خلوه من التشوهات والمشاكل الصحية، وبعد ذلك تهتم الأم بالتعرف إلى معدل زيادة وزن الرضيع في شهور عمره الأولى خاصة أن الرضاعة تكون مصدر تغذيته الأول والوحيد خلال هذه الفترة.
من المهم مراقبة وزن الرضيع حسب الجداول التي تحددها منظمة الصحة العالمية، وكذلك المنظمات التي تُعنَى بصحة الأطفال وخصوصاً المواليد لأن هناك مخاطر عديدة تنتج عن عدم زيادة وزن الرضيع وتغفل عنها الأم؛ مثل الدلالة على وجود تشوهات خلقية في القلب مثلاً، ولذلك فقد التقت "سيدتي"، وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور معين إسماعيل حيث أشار إلى معدل زيادة وزن الرضيع في الشهور الأولى من حياته، وطرق الحفاظ على الزيادة الطبيعية في وزنه؛ مثل المحافظة على الرضاعة الطبيعية وغيرها كالآتي:
معدل زيادة وزن الرضع في الشهور الأولى
- يزداد وزن الرضيع بمعدل كيلو جرام واحد كل شهر بعد الولادة، ومن الضروري أن تعرف الأم بعد الولادة معدل زيادة وزن الرضيع ومتى يجب القلق؟ لكي تطمئن على صحة طفلها خاصة في حال الطفل الخديج مثلاً.
- يتراوح وزن الرضيع الطبيعي عند الولادة ما بين 2.5 كيلو جرام و4 كيلوغرامات، وفي الحالات التي يكون الرضيع مسجلاً وزناً أكثر من 4 كيلوغرامات عند الولادة يعرف بالمولود العملاق، والرضيع الذي يزن أقل من 2.5 كيلو جرام يكون دون الطبيعي، ويجب أن يخضع لرعاية خاصة.
- ينقص وزن الرضيع في الأيام الأولى من الولادة، وعلى الأم عدم القلق من هذا النقصان لأنه يكون طبيعياً، حيث يفقد المولود الكثير من السوائل، وتلاحظ الأم أن المولود منتفخ، ثم يبدأ بفقدان السوائل التي تسبب له الانتفاخ فيقل وزنه.
- يعود وزن الرضيع للزيادة وبشكل ملحوظ مع استمرار الأم في الرضاعة الطبيعية، وفي حال لم يكن يعاني الرضيع من أي أعراض أو مشاكل مرضية.
- يبلغ وزن الرضيع الطبيعي البالغ من العمر شهراً واحداً 4.5 كجم تقريباً، وفي عمر الشهرين يبلغ متوسط وزن الطفل الذكر 5.6 كجم ومتوسط الوزن للإناث يكون في عمر شهرين 5.1 كجم تقريباً أي أن الطفل يزيد بمعدل 28 جراماً يومياً في الشهور الثلاثة الأولى من عمره.
- يتضاعف وزن الطفل في الشهور الستة الأولى من عمره مرة واحدة، وحين يتم عامه الأول يكون وزنه قد تضاعف ثلاث مرات، بمعنى أن وزن الطفل في الشهر السادس من عمره يكون في المتوسط بالنسبة للذكور حوالي7.9 كجم، ويبلغ متوسط الوزن للإناث حوالي 7.3 كجم.
قد يهمك أيضاً: وزن الطفل الطبيعي المثالي
أسباب عدم زيادة وزن الرضيع
- لاحظي كمية وطريقة رضاعة مولودك في الشهور الأولى من عمره، فقد تكون رضاعته القليلة وكثرة ساعات النوم دليلاً على مشاكل دماغية لدى الرضيع، ويجب أن يخضع للفحص لدى الطبيب في أقرب وقت وعدم سماع نصائح الأخريات بأن المولود يزداد وزنه بسبب النوم الكثير، والعكس صحيح فهو يخسر الوزن بسبب زيادة ساعات النوم على المعدل الطبيعي.
- راقبي عدد مرات الترجيع والقيء "الكشط" لدى رضيعك، فتكرار القيء لديه بعد كل رضعة وعدم ثبات أي كمية من الحليب في معدته أو حين تجدين أن رضيعك يتقيأ بمجرد أن ترفعي الثدي من فمه فمعنى ذلك أنه يعاني من حالة تصيب نسبة من الأطفال وتعرف بـ الارتداد أو الارتجاع الحمضي عند الرضع، ويجب التوجه إلى الطبيب للحصول على عدة نصائح للتعامل معها، وفي بعض الأحيان قد يصف الطبيب نوعاً من الحليب المخصص لهذه الحالة أو قد يضطر الأمر لإجراء جراحة للطفل.
- سجلي لديك عدد مرات إصابة طفلك بالإسهال أيضاً لأن إصابة الطفل بالإسهال المائي وما يتلوه من مضاعفات؛ مثل الإصابة بأعراض النزلة المعوية عند الرضّع؛ مما يؤدي لعدم تحقيق الرضيع زيادة في الوزن بسبب فقدان السوائل والعناصر الغذائية الهامة.
- راجعي السجل الوراثي لعائلتك وعائلة الزوج، فهناك عائلات تتصف بالوزن القليل وقصر القامة مثلاً، وهناك بعض العائلات التي تلد أطفالاً مصابين بالتقزم مثلاً وغير ذلك من الصفات الوراثية التي لا تؤدي لتحقيق زيادة طبيعية حسب المعدلات المعتادة والمتعارف إليها، سواء في الوزن أو الطول ولا يوجد علاج طبي لها.
- احتفظي بقياسات شهرية لطول طفلك، فهناك بعض الرضع الذين يولدون بطول قامة زائد، كما أن لديهم استعداداً ليصبحوا طوال القامة حين يكبرون، وهؤلاء لا تبدو عليهم علامات زيادة الوزن بسبب الطول، ويجب على الأم عدم القلق والحصول على قراءات لوزنهم من خلال الميزان المخصص للأطفال الرضع.
طرق لزيادة وزن الرضيع لمعدله الطبيعي
- أرضعي طفلك رضاعة طبيعية كلما بكى، ودون أن يطلب الرضاعة، وحاولي أن توقظيه لكي يرضع ولا يقضي معظم وقته في النوم فيفقد رضعتين أو أكثر خلال النهار، ويمكن أن توقظيه بفرك أرنبة أنفه أو ظهره أو النفخ بخفة في وجهه؛ لأن المواليد ينامون كثيراً في شهورهم الأولى خصوصاً في النهار.
- قللي من تناولك للكافيين لأن ذلك يؤثر على طبيعة حليبك فيصاب الرضيع بالأرق، وقللي من البصل والثوم في طعامك لكي لا تتكاثر لديه الغازات ويستمر في البكاء متألماً، ويقلل من رضاعته فلا يزيد وزنه، وفي حال استمرار المغص والغازات لديه بحيث يضم ساقيه بقوة للأعلى قومي بتمارين العجلة لساقي الرضيع، ودلكي بطنه بزيت الزيتون عكس عقارب الساعة بعد كل رضعة.
- تفقدي طفلك من حيث التشوهات الخلقية والتشريحية خصوصاً في منطقة الفم، حيث إن الشفة الأرنبية واللسان المربوط من المشاكل التي تصيب الأطفال والرضع وتجعلهم يجدون صعوبة في الرضاعة الطبيعية، وبالتالي يسجلون معدلات متدنية في زيادة وزنهم مقارنة بالرضع الذين يماثلونهم في العمر، ولا تتبعي أي نصائح تقدمها لك الأخريات من أجل علاج اللسان المربوط عند الرضع، والتي لا تعدو أكثر من خرافات تضر صحة طفلك، ويجب التوجه للطبيب فوراً.
- حاولي أن تضعي محلولاً ملحياً في فتحتي الأنف لدى الرضيع في حال معاناته من الزكام؛ لأنه يسبب له مشاكل في الرضاعة فيعرض عنها، ويظل نائماً أو يستمر في البكاء مما لا يحقق زيادة في وزنه، ويمكن تطبيق فوطة صغيرة مبللة بماء دافئ، ووضعها حول أنفه؛ مما يساعد على تقليل احتقان الأنف ومساعدته على الرضاعة حتى الشبع لأن الزكام يسبب للرضيع الرضاعة المتقطعة فلا يستفيد من نهاية الرضعة التي تحتوي على الدهون المسببة لزيادة الوزن.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.