يُعتبر التهاب المفاصل والأمراض الروماتيزمية الأخرى من الحالات الشائعة التي تسبب الألم والتورم ومحدودية الحركة، حيث تؤثر على المفاصل والأنسجة الضامّة في جميع أنحاء الجسم. والمفصل هو مكان التقاء عظمتين.
وفي حين يعاني ملايين الأشخاص من شكل من أشكال التهاب المفاصل، فقد يكون من الضروري التعرّف إلى أنواع التهاب المفاصل بالتفصيل، وأسبابها وطرق علاجها.
أنواع التهاب المفاصل
هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي، هما النوعان الأكثر شيوعاً من التهاب المفاصل:
هشاشة العظام
- غالباً ما يتطور لدى الأشخاص في منتصف الأربعينيات.
- أكثر شيوعاً عند النساء والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لهذه الحالة. يمكن أن يحدث في أي عمر نتيجة لإصابة أو يكون مرتبطاً بحالات أخرى مرتبطة بالمفاصل، مثل النقرس أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
- يؤثر التهاب المفاصل العظمي في البداية على بطانة الغضروف الملساء للمفصل. وهذا يجعل الحركة أكثر صعوبة من المعتاد، مما يؤدي إلى الألم والتصلب.
- بمجرد أن تبدأ بطانة الغضروف في الخشونة والرقة، يجب على الأوتار والأربطة أن تعمل بجد أكبر.
- يمكن أن يسبب تورم وتشكيل نتوءات عظمية تسمى النابتات العظمية.
- يمكن أن يؤدي الفقدان الشديد للغضاريف إلى احتكاك العظام بالعظام، مما يؤدي إلى تغيير شكل المفصل وإجبار العظام على الخروج من موضعها الطبيعي.
المفاصل الأكثر إصابةً هي تلك الموجودة في:
- اليدين؛
- العمود الفقري؛
- الركبتين؛
- الخاصرتين.
أعراض التهاب المفاصل
هناك الكثير من أنواع التهاب المفاصل. وتختلف الأعراض التي تواجهينها حسب النوع الذي تعانين منه؛ ولهذا السبب من المهم أن يكون لديك تشخيص دقيق إذا كان لديك:
- آلام المفاصل والتصلب؛
- التهاب في المفاصل وحولها؛
- تقييد حركة المفاصل؛
- جلد أحمر دافئ فوق المفصل المصاب؛
- ضعف وهزال العضلات.
أسباب التهاب المفاصل
لا يوجد سبب واحد لجميع أنواع التهاب المفاصل. تختلف الأسباب حسب نوع أو شكل التهاب المفاصل. في حين قد تشمل الأسباب المحتملة، ما يلي:
- الإصابة، والتي يمكن أن تؤدي إلى التهاب المفاصل التنكسية.
- استقلاب غير طبيعي، والذي يمكن أن يسبب النقرس ومرض ترسب بيروفوسفات الكالسيوم (CPPD).
- الوراثة الجينية، والتي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام.
- عدوى مثل مرض لايم، والتي يمكن أن تؤدي إلى أعراض التهاب المفاصل.
- خلل في الجهاز المناعي، مثل النوع الذي يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة.
ترتبط معظم أنواع التهاب المفاصل بمجموعة من العوامل. ومع ذلك، فإن بعضها ليس له سبب واضح ويبدو أنه لا يمكن التنبؤ بظهور المرض.
علاج التهاب المفاصل
يعتمد علاج التهاب المفاصل في السيطرة على الألم، وتقليل تلف المفاصل، وتحسين أو الحفاظ على وظيفة ونوعية الحياة. يمكن لمجموعة من الأدوية واستراتيجيات نمط الحياة أن تساعد في تحقيق ذلك وحماية المفاصل من المزيد من الضرر. ويعتمد العلاج الدقيق على معرفة نوع التهاب المفاصل، ومن هذه العلاجات المعتمدة على الأدوية، مثل:
المسكنات
تعمل على تقليل الألم. ومع ذلك، ليس لها أي تأثير على الالتهاب.
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
تعمل مضادات الالتهاب على تقليل الألم والالتهاب. تشمل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية المتاحة للشراء من دون وصفة طبية أو عبر الإنترنت، بما في ذلك الأيبوبروفين ونابروكسين الصوديوم. تتوافر بعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على شكل كريمات أو مواد هلامية أو لاصقات يمكن تطبيقها على مفاصل محددة.
مضادات التحسس
تحتوي بعض الكريمات والمراهم على المنثول أو الكابسيسين. وتدليك الجلد بها عند المفصل المؤلم يمكن أن يعدّل إشارات الألم من المفصل ويقلل الألم.
الأدوية المضادّة للروماتيزم المعدِّلة للمرض (DMARDs)
تستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي. تعمل الأدوية المضادّة للروماتيزم المعدِّلة للمرض (DMARDs) على إبطاء أو منع الجهاز المناعي من مهاجمة المفاصل. تشمل الأمثلة الميثوتريكسيت والهيدروكسي كلوروكوين.
التهاب المفاصل من وجهة نظر طبيب مختص
الاختصاصي في الطب العام والطب الوقائي الدكتور حنينا أبي نادر يتحدث لـ"سيّدتي" عن التهاب المفاصل والتي من وجهة نظره تعود أسبابها إلى التكلس أو الروماتيزم.
ويلفت أبي نادر إلى أنه في حالة التكلس"يتقدم هذا المرض مع الوقت. وقد يعود سبب التهاب المفاصل إلى تلقي ضربة أو ضعف في العضلة أو تناول أدوية معينة، وفي هذه الحالة لا يعد المصاب بإمكانه تحريك مفاصله بشكل صحيح ويسبّب غضروفاً، وصلابة بالحركة مع تشوّه بالأصابع، ويبدو شكل الأصابع كالسهم، وأحياناً تظهر قدم أصغر من أخرى".
ويضيف الدكتور أبي نادر "إنّ التهاب المفاصل يظهر من خلال فحص الدم وفحوصات الأشعة، في حين يتمّ العلاج من خلال تخصيص وقت للراحة، وتطبيق كمادات باردة وساخنة، وتناول الأدوية المضادّة للالتهابات".
ما رأيك الاطلاع على هشاشة العظام: أربعة علاجات طبيعية لتخفيف المرض والألم الناتج عنه
أما بالنسبة للروماتيزم، فيلفت أبي نادر أنّ "هذه الحالة يمكن أن تتمدّد حتى تزداد آلام الكاحل والمعصم معاً. وبالنسبة للأعراض قد تكون ورماً في الساق أو المعصم وظهور احمرار. ويبقى للطبيب المعالج أن يفحص الحالة ويعالجها. ويختم أبي نادر مشيراً إلى أنه "مع التقدّم في السن تزداد حالات التهابات المفاصل".
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص
*المصادر:
- National Health Service (NHS)
- MedicalNews Today