تجربتي مع التهاب عنق الرحم والعلاج الفعَّال

امرأة تستشير طبيبتها -المصدر freepik
امرأة تستشير طبيبتها -المصدر freepik

يتعرض بعض النساء إلى التهاب عنق الرحم بشكل متكرر، لكن قد لا تتنبه له المريضة بسبب عدم ظهور الأعراض بشكل واضح. يجب عدم إهمال الحالة لأنها قد تتسبب في مضاعفات خطيرة إن لم يتم علاجها بشكل صحيح.
للتعرف من قرب إلى حالة التهاب عنق الرحم التقت "سيِّدتي" السيدة أسماء، 32 عاماً، التي عانت من التهابات عنق الرحم بشكل متكرر، ولكنها في النهاية تمكنت من السيطرة على الحالة.
في ما يلي نستعرض تجربة واقعية مع التهابات عنق الرحم بداية من التشخيص إلى العلاج، و التحديات التي واجهتها السيدة الثلاثينية.

إعداد: إيمان محمد

أعراض التهابات عنق الرحم

تقول أسماء: "بدأت تجربتي مع التهاب عنق الرحم بأعراض خفيفة لم أدرك خطورتها في البداية. كنت أعاني من إفرازات غير طبيعية وحرقة طفيفة في أثناء التبول، بالإضافة إلى آلام متقطعة في منطقة الحوض". وأضافت: "لكن نظراً لارتباط هذه الأعراض بحالات أخرى شائعة، لم أكن أعتقد أن الأمر يستدعي القلق".
وفقاً لموقع "مايو كلينك"، قد تشمل أعراض التهاب عنق الرحم التالي:

  • إفرازات نسائية غير طبيعية.
  • نزيف بعد العلاقة الزوجية.
  • آلام في أثناء التبول.

إلا أن العديد من النساء قد لا تظهر لديهن أعراض واضحة؛ ما يجعل التشخيص يعتمد بشكل كبير على الفحوص الطبية المنتظمة.

كيف يتم تشخيص التهابات عنق الرحم؟

امرأة تعاني من ألم -المصدر freepik


وبالعودة إلى حالة أسماء، تقول: "بعد تكرار الأعراض لأسابيع، قررت استشارة طبيب مختص، وفي أثناء الفحص النسائي، أوضح الطبيب أن الأعراض تشير إلى احتمال وجود التهاب في عنق الرحم. وفي هذه الحالة طلب الطبيب إجراء عدة فحوصات، تمثلت في:

اختبار مسحة عنق الرحم "Pap Smear"

يختص هذا الفحص في الكشف عن أي تغييرات غير طبيعية في الخلايا أو ما إذا كان هناك أي عدوى.

اختبار العدوى المنقولة بالعلاقة الحميمة "STI"

و هو اختبار بول للتأكد من عدم وجود عدوى مثل الكلاميديا أو السيلان، وهما من أكثر مسببات التهاب عنق الرحم شيوعاً.

الفحص النسائي بالموجات فوق الصوتية

وهو فحص يتم بهدف استبعاد أي مشكلات أخرى قد تسبب الأعراض نفسها.

أسباب التهابات عنق الرحم

هناك عدة أسباب للإصابة بالتهابات عنق الرحم وفقاً لموقع "ويب مد"، وتشمل:

  • تغيير في البكتيريا الطبيعية للمهبل.
  • التعرض لعدوى منقولة عبر العلاقة الزوجية.
  • العدوى البكتيرية أو الفيروسية.
  • الحساسية من منتجات معينة.
  • التغييرات الهرمونية.
  • استخدام الدش النسائي.
  • وسائل منع الحمل غير المناسبة.

جميعها عوامل حددها الأطباء بوصفها أسباباً أساسية في زيادة خطر الإصابة بالتهاب عنق الرحم. في حالة أسماء كانت تعاني من عدوى يُحتمل أنها انتقلت لها من زوجها، لكن الأمر لم يكن خطيراً، في حين تمت السيطرة عليه من خلال برنامج علاجي حدده الطبيب.
اقرئي أيضاً: الأكياس الدهنية لماذا تنتشر؟ وكيف نحمي أنفسنا منها؟

علاج التهابات عنق الرحم

تقول أسماء إنها بدأت خطة العلاج فور التشخيص، وكانت متعددة المراحل:

المضادات الحيوية

وصف لها الطبيب مضادات حيوية لعلاج العدوى البكتيرية. نصحها بالالتزام بالجرعات المحددة لتجنب تطور مقاومة البكتيريا.

العناية بالنظافة الشخصية

تجنبت استخدام المنتجات المسببة لالتهابات المهبل، حسب أسماء، مثل أنواع الغسول المعطرة، حيث تؤكد مؤسسة American College of Obstetricians and Gynecologists أن هذه المنتجات قد تزيد من تحسس والتهاب الأنسجة.

التوقف عن العلاقة الزوجية مؤقتاً

نصحنها الطبيب بالامتناع عن العلاقة الزوجية لفترة العلاج لتجنب تفاقم الالتهاب أو نقل العدوى.

الفحوص المنتظمة

حدد لها الطبيب مواعيد متابعة لضمان استجابة الجسم للعلاج والتأكد من عدم وجود مضاعفات.

مضاعفات التهاب عنق الرحم

صحيح أن الإصابة بالتهابات عنق الرحم حالة يمكن السيطرة عليها وعلاجها نهائياً، لكن هناك بعض المضاعفات والتحديات التي قد تواجهها المرأة المصابة، وأكدتها أسماء من خلال تجربتها وتشمل:

الألم والانزعاج في أثناء العلاج

كان الالتزام بالعلاج يتطلب صبراً، خاصة مع استمرار بعض الأعراض خلال الأيام الأولى من تناول المضادات الحيوية.

مخاوف بشأن الخصوبة

قالت أسماء: "كنت أشعر بقلق مستمر حول إمكانية تأثير الالتهاب في الخصوبة، لكن الطبيب طمأنني بأن العلاج المبكر يقلل بشكل كبير من خطر المضاعفات".

التغييرات في نمط الحياة

وأضافت: "تطلب الأمر تغييرات في روتيني اليومي، مثل تحسين العادات الصحية وخاصة النظام الغذائي المتوازن وتجنب التوتر".
في النهاية تقول: "بعد الانتهاء من العلاج، شعرت بتحسن كبير واختفت الأعراض".

الوقاية من التهابات عنق الرحم

يمكن الوقاية من الإصابة بالتهابات عنق الرحم من خلال مجموعة من التدابير بحسب "كيلفلاند كلينك"، وهي:

  • يوصي الخبراء باستخدام وسائل الحماية في أثناء العلاقة الزوجية.
  • الحفاظ على نظافة المنطقة الحساسة بطرق آمنة.
  • تجنب الدش النسائي.

* ملاحظة من «سيِّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.