في يوم الأم يجب أن نحتفل بإنجازاتها، لكن في الوقت نفسه نعتني بها؛ لذلك حان الوقت للانتباه إلى صحة الأمهات النفسية وحمايتهن من الاحتراق النفسي نتيجة تراكم الضغوط والمسؤوليات عليهن.
الأمهات يقمن بمهام متعددة فنشعر أنهن "القوة العظيمة"، لكن ما قد لا نعرفه أنهن ربما يواجهن أعلى مخاطر الاحتراق النفسي. وبحسب إيمي سوليفان، عالمة النفس الأمريكية، فإن النساء، لا سيما الأمهات، يعانين من مستويات أعلى من التوتر والقلق مقارنة بالرجال في الحياة اليومية.
وتتفاقم المشاكل العاطفية على الأمهات بسبب محاولتهن المستمرة تحقيق التوازن بين النجاح في العمل، وبين مسؤولياتهن كأمهات وربات منزل في الوقت نفسه.
أسباب شعور الأمهات بالاحتراق النفسي
تواجه الأمهات مجموعة من التحديات طوال حياتهن، والتي يمكن أن تؤدي إلى الإرهاق والاحتراق النفسي. تشمل بعض الأسباب الشائعة لهذا الشعور ما يلي:
الإجهاد لفترات طويلة
غالباً ما تقوم النساء بأدوار متعددة، مثل العمل والأمومة وإدارة المسؤوليات المنزلية. كما أن الأمهات يتعرضن لكثير من الإجهاد في مكان العمل، سواء كان ذلك بسبب المواعيد، أو الصراعات بين الأشخاص، أو التفرقة بينهن وبين الرجال؛ كل هذا يمكن أن يساهم بشكل كبير في الوصول إلى مرحلة الاحتراق النفسي.
عدم التوازن بين العمل والحياة
تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية يعتبر تحدياً بالنسبة للأمهات، خاصة وأن المحيطين بهن يتوقعون منهن الوفاء بالأدوار التقليدية للجنسين بالإضافة إلى النجاح في مهنتهن. يؤدي التوزيع غير المتكافئ للمسؤوليات المنزلية، فضلاً على زيادة عبء العمل والإجهاد، إلى اختلال التوازن بين العمل والحياة وتقليص الوقت المخصص للرعاية الذاتية.
التوقعات المجتمعية
قد تضع التوقعات المجتمعية ضغوطاً إضافية على الأمهات لتلبية معايير معينة من حيث المظهر والسلوك والإنجاز. إن الضغط من أجل التفوق في كل من الحياة المهنية والعائلية في وقت واحد، والذي يشار إليه غالباً باسم "العبء المزدوج"، يمكن أن يساهم أيضاً في تعرّض الأمهات للاحتراق النفسي.
عدم الحصول على الدعم
الأمهات لا يحصلن على الدعم الكافي، سواء في مكان العمل أو في المنزل، فهن يعانين من عدم التقدير ما يجعل من الصعب على الأمهات التعامل مع التحديات التي يواجهنها.
التمييز والتحيز
أصبحت تجربة التمييز أو التحيز بين الرجال والنساء في مكان العمل مصدر قلق كبير في مجتمعات عدّة. يساهم عدم تكافؤ الفرص، والتفاوت في الأجور، ونقص التقدير في مشاعر الإحباط والإرهاق.
كيفية التعامل مع الاحتراق النفسي
الانخراط بشكل أكبر في وسائل التواصل الاجتماعي ليس هو الحل. أعطي الأولوية للعناية بنفسك بدلاً من مراقبة "أصدقائك". فالخطوة الأولى للحدّ من الاحتراق النفسي هي الوعي. إذا أدركت الأم أنها تعاني من الاحتراق النفسي، عليها أن تتبع الطرق التالية:
تغيير طريقة التفكير
توقفي عن فكرة أنك "المرأة الخارقة"، طبيعي أن تكوني مذهلة في بعض مجالات الحياة، لكن تقبلي أنه لا يمكنكِ أن تكوني مذهلة في كل شيء. اسمحي لنفسكِ ببعض التقصير. الشعور بالذنب هو ما يحدث عندما نحكم على حياتنا بناءً على ما يفعله الآخرون أو يتظاهرون بفعله على وسائل التواصل الاجتماعي. افعلي ما هو مناسب لك ولعائلتكِ.
اقرئي أيضاً للعروس: طرق لتعزيز صحتك النفسية قبل حفل الزفاف
التنفس والتحرك
يؤدي الضغط المستمر الناتج عن الاحتراق النفسي إلى زيادة هرمونات التوتر (الكورتيزول) التي تؤثر على جسمكِ، مما يتسبب في نقص الذاكرة وتقلب المزاج وزيادة الوزن. كوني نشيطة لتواجهي آثار الكورتيزول عن طريق أخذ أنفاس بطيئة وعميقة طوال اليوم وتخصيص وقت للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو أي شكل آخر من أشكال التمارين الرياضية.
التعايش مع بعض الفوضى
تمنحنا وسائل التواصل الاجتماعي فكرة أن منزلنا يجب أن يكون مرتباً ونظيفاً طوال الوقت، لكن، في بعض الأحيان، عليكِ أن تتقبلي أنه يمكن تأجيل غسل الأطباق أو التنظيف بالمكنسة الكهربائية لمدة يوم واحد.
الحصول على المساعدة
هناك العديد من الأسباب التي تجعل بعض الأمهات يجدن صعوبة في طلب المساعدة. في بعض الأحيان، يكون ذلك نتيجة لنمط الأعراف الاجتماعية الضاغطة. قد تعتقد بعض الأمهات أنه لا يمكن لأحد أن يفعل الأشياء كما يستطعن هنَّ فعلها، لذا فإن رفض المساعدة هو وسيلة للحفاظ على السيطرة. وفي كلتا الحالتين، فإن مساعدة النساء تحت الضغط أمر ضروري. إن محاولة القيام بكل شيء طوال الوقت تؤدي إلى عدم التوازن هذا، مما يؤدي إلى اختلال كل شيء؛ وإذا استمر الأمر، فإنه يؤدي إلى الاحتراق النفسي.
*المصدر: Therapyutah
*ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.