فريدا جيانيني: تستطيع المرأة أن تنقل حقل زهور كامل إلى عطرها

ساهمت موهبة فريدا جيانيني المتميزة وشغفها الدائم بتمهيد الطريق أمام انطلاقتها السريعة كرئيسة التصميم الإبداعي لدار «غوتشي»  Gucci، إحدى أبرز الماركات وأرقاها في عالم الموضة. عن مسيرتها المهنية وعطر «فلورا باي غوتشي أو دو بارفان»  Eau de Parfum Flora by Gucci الجديد حدّثتنا في ما يلي:

- من أين استوحيت الإلهام لعطر Flora by Gucci؟

مصدر إلهامي هو نمط «غوتشي» Gucci المبدع لعطور «فلورا» Flora، العطور الكلاسيكية للشركة. وقد تمّ استخدام هذا النمط أصلاً على وشاح حريري مصمّم خصيصاً للأميرة غريس دو موناكو عام 1966. وحين انضممت إلى فريق عمل «غوتشي» Gucci، كان هو أول شيء أردت إخراجه من المحفوظات لأنني أعتقد أنه يتميّز بإمكانات مذهلة للمرأة العصرية اليوم.  ومنشأ عطر «فلورا» Flora من «غوتشي» Gucci كان بناء على طلب خاص للأميرة غريس، أميرة موناكو، عام 1966. وتمّ تصميم هذا النمط من قبل الرسام Vittorio Accornero كتحية احترام خاصة لجمال وأناقة الأميرة، تمثّلت باستعمال درجات كثيرة من الألوان التي تعبّر عن أجمل زهور المواسم الأربعة على خلفية بيضاء. ومنذ مولده كنمط أنيق ورقيق لوشاح حريري، لاقى «فلورا» Flora نجاحاً فورياً وكبيراً، سرعان ما اتّسع نطاقه ليشمل اكسسوارات وملابس جاهزة أخرى.

 

- صفي لنا المرأة التي تضع عطر «فلورا باي غوتشي» Flora by Gucci.

هي امرأة عصرية تتميّز بروح شبابية وأنثوية، إلا أنها لا تتأثّر بالزمن والتغيّرات التي يحدثها.

 

- ما مدى مشاركتك في ولادة ماء العطر مقارنة بماء الكولونيا السابق؟

شاركت بنفس القدر في التطوير المبدع لماء العطر الجديد هذا، تماماً كما فعلت في عطر «فلورا» Flora الأصلي. وقد استخدمت إحساس الإنتعاش الذي يمنحه «فلورا» Flora كأساس، ولكنني أردت إيجاد جاذبية حسية جديدة لهذا العطر. وماء العطر يعطي إحساساً بالنضج، وأعتقد أنه سيعجب مستخدمي «فلورا» Flora، ولكن سيكون لديهم الخيار الآن إما في وضع عطر خفيف أو عطر أكثر عمقاً للمساء. فهو عطر لوقت مختلف في حياة المرأة نفسها.

 

- هل شكّل اختيار العارضة Abbey Lee كوجه لهذا العطر مصدر إلهام لك؟

أرغب أن تمثّل عارضاتي الفكرة التي شكّلتها في رأسي للمرأة التي تستخدم منتجات «غوتشي» Gucci. فأنا أختار العارضات القويات والواثقات من أنفسهن واللواتي يعكسن شعوراً بالتفاؤل. وقد تمّ اختيار Abbey بناء على هذه المعايير، وأيضاً لأنني أعتقد أنها تملك وجهاً نضراً يجسّد بالفعل روح العطر.

 

- كيف تصفين عطر «فلورا باي غوتشي» Flora By Gucci؟

 لإيجاد ماء العطر، إعتمدت على نفس رائحة زهور الورد وزهر القوقاز التي يوازنها خشب الصندل والباتشولي؛ إلا أن المركّبات الآن أقوى وأكثر جاذبية في ماء العطر. والعناصر العليا من تركيب العطر المتمثّلة في الحمضيات المنعشة ونبات عود الصليب هي اللمسة الأخيرة لاستكمال هذه الروائح. وبذلك يكون التأثير أقوى وأكثر رفاهية، وفي الوقت نفسه تدوم الرائحة لفترة أطول على الجلد.

 

بين الأصالة والتجدّد:

- إنضممت في العام 2002 إلى دار «غوتشي» Gucci كمديرة لتصميم الحقائب، ثم تسلّمت منصب رئيسة التصميم الإبداعي. إلى أي مدى تحبّين تصميم الاكسسوارات، وما هو دورها في أناقة المرأة؟

لقد بدأت مشواري مع «غوتشي» Gucci في قسم الاكسسوارات، وأنا شخصياً أميل إليها. فهي مهمة جداً في تحديد الزي. وعملياً، من الممكن تحويل مظهرك بالكامل بمجرّد تغيير حقيبة اليد، المجوهرات والحذاء الذي ترتدينه. لذلك، أعتقد أن الاكسسوارات هي حقاً أساسية في خزانة ثياب أي امرأة، وهي أسهل طريقة لتغيير أسلوبنا ومظهرنا.

 

- إستخدمت تراث دار «غوتشي» مثل وشاح «فلورا» وأيقونية الحصان لتشكيل تصاميم جديدة. ألم تخشي الوقوع في فخ التقليد والتكرار؟

لا، فقد اعتمدت على أخذ الرموز الكبرى التي بنت «غوتشي» Gucci عليها سمعة استثنائية ومحاولة إعادة تفسيرها بطريقة جديدة تماماً. إنها ليست تكراراً، ولكنها إعادة ابتكار. ونموذج عطر «فلورا» Flora هو مثال جيد جداً على نجاح التجربة. إن نمط «فلورا» جميل جداً وملهم. وقد أتيحت لي الفرصة للتفكير في الكثير من المنتجات الجديدة، من الأحذية وحقائب اليد إلى العطور. وتظهر جميع هذه المنتجات حديثة جداً وعصرية، ولكن لا تزال مرتبطة بتراث «غوتشي» الذي يمتدّ إلى 89 سنة. أنا أحبّ كثيراً الشعور بالإستمرارية.

 

- بين عامي 2005 و 2006 ، شغلت منصب المدير الإبداعي للملابس الجاهزة النسائية والرجالية. ماذا أضفتِ إلى دار «غوتشي» في هذا المجال؟

عملي كمسؤولة عن الملابس الجاهزة، أتاح لي فرصة النظر إلى عالم «غوتشي» بنظرة شاملة. «غوتشي» هي دائماً في حالة تطوّر، كما أنه من المهم الحفاظ على التناغم لينعكس على ما يجري من حولنا بأسلوب معاصر. أتطلّع إلى هذه العلامة التجارية القوية الزاخرة بتراث فريد، مع رغبتي بأن أضخّ فيه روح العصر. وقد عملت على التخفيف قليلاً من الجمال الصارخ في المعروضات عمّا كان قبل أن آتي، مع زيادة في التركيز على الأعمال اليدوية من «غوتشي»، والنوعية المتميّزة وبراعة ودراية المهنة في هذه الدار.

 

- كنت مسؤولة أيضاً عن التصميم الداخلي لمتاجر «غوتشي». ما هي الرؤية التي أردت تحقيقها في هذا المجال؟

العمارة والتصميم الداخلي هما التخصّصان اللذان أهتمّ بهما جداً، ولذلك كانت فرصة كبيرة لي لوضع أفكاري موضع التنفيذ. صمّمتُ المتاجر الجديدة أساساً لبيئات أكثر دفئاً يتسلّل إليها الضوء الطبيعي، وعند استخدام مواد غير متوقّعة مثل البرونز والرخام فإنه يعطي إحساساً مختلفاً، وشعوراً أكثر حداثة لأنها باردة وأكثر عمقاً. وأعتقد أن تجربة التسوّق في «غوتشي» ينبغي أن تكون مريحة. ويجب أن يبقى المرء في المتجر ليرى التشكيلة ويدردش ويجرّب.

 

قوة الأنوثة:

- باعتبارك مسؤولة أيضاً عن الحملات الإعلانية. ما هي المواضيع التي تحملها، وما هي الرسائل التي تحاولين إيصالها من خلال هذه الإعلانات؟

يختلف الأمر من موسم لآخر، ولكن ما أحاول القيام به هو نقل المزاج والشعور من التشكيلة الجديدة أو من منتج معين، فمثلاً إعلان «فلورا» من «غوتشي»، كان التركيز فيه على القوة والشخصية الأنثوية. أردت حقاً أن تظهر قوة هذه المرأة التي في مقدورها أن تنقل حقل زهور بأكمله إلى عقلها. وأنا أعمل مع مصوّرين موهوبين ومخرجين، مثل كريس كننغهام كما في حال «فلورا».

 

- هل تعتقدين أن الأزمة الإقتصادية أنهت عصر الترف، وماذا ستفعل «غوتشي» Gucci لتوفّق ما بين الفخامة وأسلوب الحياة العصري؟

أعتقد أنه خلال الأوقات الصعبة، تزداد أهمية المحافظة على الإيجابية. وعلى أية حال، «غوتشي» دائماً واثقة ومتفائلة. وأعتزم التركيز على ابتكار منتجات بأعلى مستويات الجودة. فالقيمة التي تعمّر طويلاً أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى.

 

- ما هي النصيحة التي تقدّمينها للمرأة العربية التي تبحث عن الأناقة؟

أن تكون نفسها، وأن تختار ما يناسبها، وأن تضيف بضع قطع رئيسية مع الوقت لبناء خزانة تضمّ عناصر جميلة تدوم معها إلى الأبد.

 

- حدّثينا عن تشكيلة «غوتشي» الجديدة للربيع والصيف المقبلين؟

خلطتُ مواد رياضية وعالية التقنية مع مصنوعات يدوية من تراث «غوتشي» Gucci. وبالنسبة للرجال على وجه الخصوص، تعاملت معاملة خاصة مع الجلود والمواد الثمينة، بينما بالنسبة للنساء أضفت العديد من التفاصيل التي أعطت التصاميم الكلاسيكية، مثل الفستان الأسود، ديناميكيةً عصريةً ولمسة من الإبتكار.