العمر الافتراضي للحب!

صحيح أن العمر الافتراضي للحب بين رجل وامرأة، لا يزيد على ثلاث سنوات؟ يجيب الباحث «وليام روبسون» أن العمر الافتراضي للحب، لا يزيد عن ثلاث سنوات، وبعدها يخفت نور الحب.

وقد يتحول إلى اهتمام ونفور وكراهية، ربما ينتهي الأمر بأن يحاول أحد طرفي علاقة الحب، الابتعاد عن الطرف الآخر.. يوضح «روبسون» أن كيمياء المخ المسيطرة على عملية الحب، تظل تولد شحنات حب وطاقة لمدة ثلاث سنوات، ثم تتوقف تلك الشحنات، دون إمكانية لدفع كيمياء المخ لتوليد شحنات حب إضافية.

في السابق، كان الاعتقاد السائد هو أن العمر الافتراضي للحب يبلغ سبع سنوات، لكن خبراء الزواج -بعد دراسات مستفيضة- أكدوا أن الحب يعيش ثلاث سنوات، بالإضافة إلى سنة يتأرجح فيها شعور الحب، إلى أن يتحول بعد السنة الرابعة إلى شيء أشبه بعلاقة دفء أو بعلاقة إخلاص، وليس علاقة حب، وفي المجتمعات التي تسيء فهم انتهاء العمر الافتراضي للحب، يلجأ طرفا علاقة الحب فيها إلى الإدعاء باستمرار حالة الحب بينهما، وإلى تمثيل دور المحبين، حتى تظل علاقتهما في إطار اجتماعي مناسب.. ومن ثم تتحول العلاقة إلى واجهة اجتماعية.

والحقيقة العلمية تجد في الواقع ما يشهد على صحتها، من خلال قصص الحب التي تجري من حولنا، والتي تبدأ مثيرة مصحوبة بمشاعر ملتهبة، وتنتهي إلى الذبول في فترة لا تزيد على الأكثر على خمس سنوات.

وقد أجرت الباحثة الأميركية الدكتورة «هيلين فيشر»، أستاذ الأنثربولوجيا بجامعة «رتجرز» بولاية «نيوجرسي»، عدة صور للمخ بأجهزة المسح بالرنين المغناطيسي، لأكثر من 3000 شاب وفتاة، كانوا في حالة حب، وأثبتت الصور أن الألياف العصبية للتجاذب الرومانسي في المخ، تختلف عن الألياف المسؤولة عن التجاذب الجنسي، وقد تم التقاط هذه الأشعة للمخ أثناء نظر كل شخص إلى الشخص الذي يحبه، ولاحظ فريق البحث أن نشاط دماغ الشخص الذي يتطلع إلى صورة الحبيب، يختلف جذريا عن نشاط الدماغ للشخص الذي يتطلع إلى صورة صديق، وبيّنت الصور كذلك أن الشعور بالتجاذب الرومانسي، قد أثار وشغل مناطق في الدماغ، ذات تركيزٍ عالٍ من مادة «دوبامين»، وربط العملاء المستويات العالية من «الدوبامين»، بزيادة شدة الانتباه وتحسّن الذاكرة قصيرة المدى، وبالنشاط فوق العادة والقلق والأرق.

وتضيف الدكتورة «فيشر» أنه عندما يقع الاثنان في الحب، فإن علامات زيادة «الدوبامين» تظهر آثارها على شكل طاقة زائدة، وقلة الحاجة إلى النوم أو الطعام، والاهتمام المركز بأصغر تفاصيل علاقة الحب الجديدة.

 

وفي تجربة -أجراها الباحث الإنجليزي الدكتور «أندرياس بارتلز»- على 17 امرأة ورجلاً، من الذين وصفوا أنفسهم بأنهم في حالة حب، طلب منهم التطلع إلى صورة الحبيب، ثم التطلع إلى صورة صديق عادي، لا يكنون له سوى مشاعر الصداقة، ولاحظ الدكتور «بارتلز» أن فحص الرنين المغناطيسي الوظيفي، أظهر غزارة في تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى المناطق الدماغية المسؤولة عن المشاعر الإيجابية، ومنها عاطفة الحب الرومانسي، عندما ينظر هؤلاء المحبون إلى صورة الحبيب، بينما يقل تدفق الدم عندما طلب منهم التطلع إلى صورة الصديق.

وحول الحب من أول نظرة، أكدت بعض الدراسات أن حب النظرة الأولى ما هو إلا خرافة من صنع المحبين، حيثُ أشار العلماء إلى أن 61% من 147 زوجًا وزوجة من العشاق، جرى استطلاع رأيهم، وقالوا إنهم لم يمروا بحالة حب حقيقي إلا بعد مرور عام من لقائهما الأول، ووصف الباحث «جيف كافين» لصحيفة بريطانية مؤخرًا أن الحب ليس إلا الشعور بالمودة والدفء تجاه الآخر.