قد تظن لوهلة أن هناك من يهتم لأمرك للدرجة التي تدفعه لتسجيل سعادتك في قائمة أولوياته.
وأن هناك من يسير خلفك تاركاً مساحة دافئة بينك وبينه كي تلجأ عند برد المواقف إليها.
وأن هناك من يتبعك كظلك كي يراقب اتجاه خطواتك وينتشلك عند اقترابك من السقوط.
وأن هناك من يرافقك إلى أماكن يكره زيارتها ويؤلمه المرور بها، فقط كي لا تبقى فيها وحيداً.
وأن هناك من يسعى بكامل قوته وعاطفته تجاهك كي يجعلك في مقدمة كل الأشياء الجميلة والناجحة على الأرض...
وأن هناك من يصاحبك إلى مدينة أحلامك كي يلون وجه أحلامك بألوان قوس قزح، ويحتفل بنموها معك ويمنحك المزيد من الدهشة والفرح.
وأن هناك من ينحني ليقتلع الشوك من طريق حياتك، ويزرع الورد على امتداد طريقك.
وأن هناك من يتعلم الطيران كي ينتشلك من أحزانك ويطير بك عالياً حين تصبح الأرض تحت قدميك قطعة من وجع.
وأن هناك من يمارس طفولته معك تحت المطر كي يعيد لك الزمن الذي تحبه والمرحلة التي كانت الأجمل من بين مراحل عمرك.
وأن هناك من يقف خلفك كي يدفعك للأمام، وكي يحميك من العودة حين لا يجب أن تعود...
وأن هناك من يغير اتجاه التيار نحوك كي يجنبك الغرق وأوجاعه التي تُغرس في السائرين عكس التيار...
وأن هناك من لديه الاستعداد أن يعيد اكتشاف النار معك، وأن يشعل قلبه أمامك كي يضيء عتمتك ويجنبك اكتشاف الظلام.
وأن هناك من يرسم ملامح الأمل على جدران أمنياتك ويحول مستحيلاتك إلى ممكنات كي لا يذيقك مرارة العجز.
وأن هناك من يسير بجانبك دائماً كي يجنبك وحشة الطريق، ويكون عند الحاجة سلاحك وظهرك ويمينك...
وأن هناك من يسبقك بخطوات كي يمهد لك عوائق الطريق ويُسهل صعوبة طريقك ويضمن وصولك لأهدافك سالماً...
فتنغمس في الحياة بالكثير من الأمان.
لكنك في موقف ما قد تتلفت حولك كثيراً، وتنادي بأعلى صوتك على أرواح ظننتها قريبة من محيطك، لتكتشف أنك وحدك، وأن لا إنسان بجانبك ولا إنسان خلفك، ولا إنسان أمامك.
وأن كل تلك (الظنون) كانت مشاعر مريحة تعيش بك وتمنحك مساحات شاسعة من الأمان.
ما لبثت أن تحولت إلى مساحات خوف حين بدت لك على هيئتها الحقيقية...
قبل النهاية بقليل:
نعم... قد تكتشف أحياناً، أنك وحيدٌ أكثر مما تظن.
***