لقاء مع النجمة العالمية بريانكا شوبرا في مهرجان مراكش ورسالة للمرأة العربية: لا تتخلي أبداً عن حلمك


بريانكا شوبرا النجمة الهندية العالمية كانت لها محطة في المغرب خلال مهرجان مراكش للفيلم الدولي في دورته الـ18 وفرصة لقاء جميل حظيت به مجلة «سيدتي» على هامش المهرجان، حيث تسنى لنا التعرف إلى بريانكا عن كثب والجلوس معها على طاولة مستديرة مع مجموعة من الصحفيين. والانطباعات الأولى كانت جلية إذ تتميز بريانكا بالقدرة على التواصل الإيجابي والتواضع.

زفاف للأمل

قالت بريانكا إنها سعيدة بالمجيء إلى مراكش مرة ثانية وإنها تحب كل ما في المغرب، الأكل والناس والجو، وأنها انبهرت تماماً بقدرة المغاربة على الحديث بالهندية وحفظ أغاني بوليوود. وتحدثت بريانكا بقلب مفتوح عن حياتها وزواجها. واعتبرت ما تعيشه من سعادة هو نعمة، دون أن تجد تفسيراً في البداية للمتابعة الكبيرة التي لاقاها زفافها واهتمام الناس بعرسها لدرجة إصابتها هي وزوجها بالدهشة، حيث قالت إنها وزوجها (الممثل والمغني وكاتب الأغاني الأميركي نيك جوناس مواليد العام 1992) نشرا مجموعة من الصور لكنهما اندهشا تماماً للتأثير الكبير والانتشار اللامحدود لصور حفل الزفاف. وهو الأمر الذي أسعدها هي وزوجها لكونهما محظوظين بحب الناس، وتضيف لعلّ العرس منح الأمل للآخرين بأنه ممكن أن تلتقي الثقافات المختلفة (هي هندية وزوجها أميركي) وأن تتعايش بجمال وانسجام تام. ولم تنزعج بريانكا (38 عاماً) من سؤال عن فارق الســن بينهما (يصغرها بـ 10 أعوام). وردت: «أنا أنادي زوجي بالرجل القديم لأن روحه ناضجة ولا يقف على هكذا أمور، إنه رجل اختبر الحياة وعاش وهو صغير ألم المرض إذ كان مصاباً بالسكري. كما عمل وهو صغير، وراكم تجربة 20 عاماً في مساره الفني. لا يعنينا أمر فارق السن ولا نفكر فيه أبداً، الآخرون هم من انشغلوا بالموضوع. وهذا لا يهمنا معاً». أما عن دورها الإنساني كسفيرة لليونسف فتقول لـ«سيدتي»: «لدي أسفار في هذا الإطار قريباً في الهند وجنوب إفريقيا. وللعلم، هناك مجموعة من الفنانين يساهمون في لفت الأنظار والانتباه إلى قضايا شائكة فقط ولن يغيروا كل شيء، أعتبر نفسي صوت الناس الذين لا صوت لهم وأساهم ما أمكنني لدعم السلام في العالم والوقوف إلى جانب الإنسانية».

 

 

إصرار على الحلم

كشفت بريانكا أنها كانت دائماً تحلم بالفن وكانت مولعة بعالم الأناقة والجمال. ورغم أن والديها يعملان في الطب العسكري، شجعتها والدتها على تطوير موهبتها واختيار ما تحبه هي التي كانت تستعد لدراسة الهندسة. واعترفت أيضاً أنها ليست طباخة ماهرة، بل لا تعرف شيئاً عن الطبخ لأن الأمر لا يغريها، كونها كانت تسعى وراء حلمها بأن تصير فنانة وردت في سؤال لـ«سيدتي» عن نظرتها للنساء العربيات قائلة: «قد يكون هناك اختلاف ثقافي بين الهندية والعربية والأميركية، لكن على المرأة كيفما كانت أن تحلم وتحقق حلمها بالعمل والمثابرة، وأن لا تخشى الاختلاف، فأحياناً الثقافة المختلفة تجعلك حذراً لكنني أقول يجب أن ننفتح على الآخرين مهما اختلفوا، عشت في أميركا أيام مراهقتي وعانيت من التنمر وكنت منزعجة، الآن مع النضج فهمت الثقافة الأميركية أكثر وأنا وزوجي مختلفان ونقضي أوقاتاً ممتعة للتعرف على ثقافة بعضنا البعض. وهذا أمر إيجابي». وتضيف: «أحب جداً أن أتعلم وأكتشف، فذلك يثيرني بل ولديّ فضول مستمر لمعرفة شيء جديد ومختلف. لا بد أن نغامر ونسعى لفهم الآخرين». أما عن سر نجاحها فتقول لـ«سيدتي»: «أحاول أن أكون كل يوم مميزة وأتعلم أكثر، الموهبة لا تكفي وليس ثمة شيء مجانياً في الحياة؛لابد من العمل لأجل الوصول إلى المصداقية، ولابد من العمل والإصرار والإيمان بذاتك». وتضيف: «المرأة هي الحب والحنان، أحس أن أي امرأة في العالم سواء كانت عربية أو أميركية أو أياً كانت جنسيتها هي قادرة تماماً أن تكون ما تريد أن تكون عليه، أقول لها إن كان لديك حلم كيفما كان نوعه، فأنت قادرة تماماً على تحقيقه، كوني قوية، حتى في أحاديثك مع نفسك، أحبيها أكثر من أي أحد آخر، واسألي نفسك بين الفينة والأخرى هل لديّ أحلام؟ هل لديّ رغبات؟ إن كان حقاً ذلك فعليك تحقيق أحد هذه الأحلام. العديد من النساء حول العالم يقلن ذلك، ويحاولن تحقيق ذلك. وأنا أقول لهن نعم حاولن دائماً ولا تيأسن. حتى والدي كان يحثني على الأمل ويقول لي لا بد من المحاولة مهما كانت النتيجة». وتابعت: «أحس بأنه عندما أفعل أشياء يوجهني إليها القدر فإنها تكون في الاتجاه الصحيح والعكس صحيح، وهذا الأمر أحسست به منذ صغري». وتستمر قائلة: «أنتمي إلى عائلة كبيرة تتكون من الأعمام والأخوال منهم أطباء، وعندما أشتاق إلى الهند، أسافر إليهم للجلوس معهم ومشاهدة التلفزيون».

 

 

لا أطبخ وأحب جو الأسرة

وعن مدى مهارتها في الطبخ تقول: «لا أستطيع الطبخ فأنا فاشلة فيه، حتى عندما كنت أقوم بمحاولات كان يسألني والدي ما الذي تقومين به؟ فأقول له أحاول الطبخ. لست حاذقة في أمور البيت بمعنى الكلمة، خاصة في مسألة الطبخ، لكن والدتي التي تنتمي إلى جنوب الهند، طباخة ماهرة. أعترف أنني لا أجيد الطبخ مثلها حتى أني لا أستطيع تحضير البيض والخبز المحمص لأن المطبخ لم يكن حلمي أو رغبتي. وأنا أسعى جاهدة للقيام بالأشياء على أحسن درجة من الإتقان في كل يوم، عوض أن أبحث عن كل ذلك كل سنتين. لا تغريني كثرة الامتيازات التي أعيش فيها، ذلك أنني من عائلة متوسطة الحالة، كان والدي عسكرياً ونشأ في الثكنات». وتضيف: «حياتي عادية وبسيطة وأحب جو الأسرة. عندما أنهي عملي أعود إلى المنزل، أجلس على أرضية البيت مع أمي ونتحدث في قضايا مختلفة ونتناول الطعام، وعندما أقول شيئاً غير ملائم تضرب أمي بيدها على رأسي. فأنا أحب أن أعيش حياة عادية مع أسرتي وأنا مرتبطة بها كثيراً وكذلك الأمر بالنسبة لأسرة زوجي. نحن معاً نشعر بدفء الحياة العائلية».

 

 

كواليس اللقاء

خصصت إدارة المهرجان لقاءً صحافياً مع النجمة بريانكا شوبرا التي حضرت إلى مقر اللقاء بفندق المامونية بمراكش في الموعد المحدد، بأناقة عصرية وترتدي بدلة بيضاء وتضع ماكياجاً خفيفاً. رحبت بتلقائية بكل الصحافيين بابتسامة عريضة وتحدثت بروح مرحة وبدون تحفظ، حيث أجابت على كل سؤال طرح عليها ولم تشعر بأدنى حرج للإجابة على كل الأسئلة، حتى في ما يخص علاقتها وزواجها وفارق السن مع زوجها نيك جوناس حيث علقت: «ربما هناك من الناس من لديهم مشكلة مع هذا الفارق، أما نحن فمتحابان ومتفاهمان ولم يشكل لنا الموضوع أي عائق». بدت بريانكا مثيرة للإعجاب ومتصالحة جداً مع نفسها. وأثنت على المغاربة الذين فاجأوها بإتقانهم اللغة الهندية ومدى متابعتهم للسينما الهندية. كما طغت روح تواضعها الجمّ على الجلسة، ورحبت بالتقاط صور وسيلفي مع الصحافيين الذين سحرتهم طيبتها وتعاملها الراقي، رغم أن الطاقم المرافق لها كان يهمس في أذنها لتستعجل نفسها لأن أمامها التزاماً آخر ينتظرها مع المهرجان.

 

 

حوار مفتوح مع بريانكا

نظمت إدارة مهرجان مراكش للفيلم الدولي حواراً قدمه الناقد والإعلامي المغربي نجيب عبد الحق أمام جمهور عريض من المتتبعين والضيوف والإعلاميين، حيث قال نجيب لـ«سيدتي» عن بريانكا شوبرا:

«لقائي مع بريانكا كان قبل الحوار، لدى وصولها إلى مراكش في نفس يوم الحوار الذي نظمه المهرجان للإعداد والتواصل. وسبق أن التقينا من قبل حينما زارت مراكش في 2011 بمناسبة تكريم السينما الهندية، وكان لقاءً هاماً وجاداً بيننا، تميز بالجدية والمصداقية. تركت بريانكا لديّ انطباعاً رائعاً وبأنها امرأة ملتزمة وجادة في عملها، رغم تلقائيتها ومرحها. كما أنها جمة التواضع ولا تعتبر نفسها نجمة رغم مسارها الحافل بالنجاح وتميزها من بوليوود إلى هوليوود. ويكفي أن نعرف بأن أحد أفلامها حقق في الهند 600 مليون مشاهد. ويتابعها مئات المعجبين من كل أنحاء العالم. كانت متجاوبة جداً مع كل الأسئلة وتحدثت بتصالح كبير مع نفسها عن حياتها الأسرية حيث كان والداها الطبيبان متفهمين دائماً لموهبتها وحبها للفن. تعتبر نفسها مبتدئة خاصة مع النقلة التي عرفتها من بوليوود إلى هوليوود التي تدشن فيها انطلاقة ناجحة، ولديها عروض مهمة في السينما والتلفزيون حيث تبدأ مرحلة أخرى بإصرار وطموح. وقالت إن هوليوود منحتها فرصاً أكثر وأجدى وتحدثت عن بعض العراقيل التي وجدتها في بوليوود، حيث رفضت أدواراً لا تليق بها ووصفت بعض المخرجين بالأشرار». وتابع قائلاً: «جانب آخر تصر عليه هو العمل بجد بالنسبة للمرأة وأنها كلما حققت نجاحها بالعمل تكون أسعد امرأة في العالم، كما أكدت على قيم التضامن مع الآخرين فهي تحب أن يكون لها دور إنساني وتوصل أصوات الأقليات، وتدافع عن قضايا النساء والأطفال والمحرومين، وتدعو كل النجوم إلى تحسس معاناة الآخرين. وقبل حضورها إلى مراكش، كانت قد استلمت جائزة دولية هامة عن دورها الإنساني الرفيع الذي تعتز به وتتحدث عنه بافتخار بل وتعتبره هو الأهم».

شاهدوا أيضاً:أعراس المشاهير في شهر ديسمبر فخمة بامتياز

 

author
المغرب ـ سميرة مغداد
Subtitle
سر نجاحي هو العمل المستمر أنا طباخة فاشلة وزوجي رجل قديم زفافنا تابعه الملايين لأنه منح الأمل للآخرين
رقم العدد
2029
Photographer
تصوير المهرجان ـ محمد بلميلود
Slideshow
publication_date_other