الحكايات الحقيقة هي أوطان مصغرة على الأرض، نحتاج إلى الكثير من القوة، والكثير من القسوة، والكثير من التبلد كي ننجح في مغادرتها، وإسدال ستارها الأخير، دون أن تتحول أعماقنا إلى غابات من الخوف والألم.
وأنت كنت حكاية حقيقية، كتلك الحكايات التي يصعب علينا أن نغادرها دون بكاء، ودون انكسار، ودون خسائر نفسية.
أنت كنت حكاية دافئة، شبيهة بتلك الحكايات التي كانت تُسرد بأصوات الجدات الطيبات على أَسرة معتقة بالدفء والأمان..
أنت كنت خرافة متضخمة بالخيال، كتلك الخرافات القديمة التي كنا ننصت إليها بدهشة وهي تُسرد علينا من أفواه قدماء المدينة.
أنت كنت نبوءة حب لم يؤمن بها سواي، وأكذوبة شهية لم يصدقها إلا قلبي.
أنت كنت فرحة خضراء، كتلك الأفراح التي لا تشتعل في القلب إلا مرة واحدة، ولا تتكرر في العمر مرة أخرى..
أنت كنت ذلك الإحساس الجميل الذي أوهمني fأن ورد الأرض زُرع من أجلي، وأن قواقع البحر تهمس لي وحدى، وHن نجوم السماء لا تضيء إلا لي.
أنت كنت تجربة مثيرة كتجربة الطيران بلا أجنحة، وتجربة اكتشاف النار باحتكاك حجرين. وتجربة الصعود إلى كوكب آخر.
أنت كنت بشارة فرح طال انتظارها، ورؤى جميلة أغمضتُ عيني عليها بقوة كي لا أستيقظ منها.
أنت كنت حكاية مختلفة، بدايتها حانية كقلب أم، ونهايتها مؤذية كزوجة أب قاسية..
أنت كنت ذلك الوهم الجميل، سراب العمر الذي سرت خلفه مسرعة رغم يقيني أني لن أمسك به أبداً..
أنت كنت فارس البدايات، كنت أول الأسرار، وأول الأحلام، وأول الأكاذيب، وأول الأعذار، وأول الأحزان، وأول الأفراح، وأول شيء من كل شيء.
أنت كنت اكتشافاتي العظيمة
فحين أحببتك خيل إليّ أني أعيد اكتشاف الأرض، واكتشاف البحار، واكتشاف الجبال، واكتشاف الأنهار، واكتشاف الأشجار.
أنت كنت اختراعاتي الجميلة، فمعك اخترعت الحب والكتابة والرسائل والخجل والتوتر والارتباك والقلق والغيرة والحنين.
أنت كنت قصة تُسرد ولا تُسرد، ورواية تُكتب ولا تُكتب، وخبر يُشاع ولا يُشاع، وقصيدة شوق تُلقى ولا تُلقى، وحكاية تطوى ولا تطوى.
قبل النهاية بقليل:
باختصار:
أنت كنت ذلك الشيء، الذي لايشبهه شيء.
**